مقالات سياسية

ضياع الثورة عبر البوابة الاقتصادية !!!

عبد المنعم على التوم

ضياع الثورة عبر البوابة الاقتصادية !!!!!
يبدو أن ضياع الثورة فى السودان سوف تكون على يد السيد/ وزير مالية الثورة و الطاقم الاقتصادى المرافق لسيادته فى حله و ترحاله!!! ـ حيث تشير كل المؤشرات بأن الطاقم الاقتصادى فاقد للبوصلة الرشيدة  منحرف عن المسار ضال الطريق الذى  يخرج البلاد من الظلمات الى النور من هذا النفق  المظلم الذى خلفه النظام البائد!!!

ومازال أنين وصراخ الجنيه السودانى يملأ الافاق  يصيح من صفعات و ضربات الحكومة له!!!! نعم الحكومة فى ذاتها تضعف فى الجنيه السودانى وتعظم من شأن الدولار الشحيح فى البنك المركزى بفعل فاعل  !!! ! حكومة الثورة !!! التى أتت بهؤلاء التكنوقراط ليلعبوا و يعملوا لصالح فريق الجنيه السودانى الذى هو فريق الشعب السودانى و الذى يحمل شعار صقر الجديان  إلا إننا نراهم يتحدثون اللهجة السودانية ويتكلمون اللغة العربية وربما العبرية كمان وهم بارعون فى لغة الفرنجة والتى يحسدهم عليها كثير من الناس وربما نالت إعجاب الكثيرين من أبناء الشعب السودانى الذين يتوقون حبا فى تعلم اللغات الاجنبية و التى حرموا منها  أبان فترة العصور الوسطى فترة الجماعة التى و صفوها بلغة الكفار وقاموا بتعريب كل المناهج (فى سبيل الدين قمنا نبتغى رفع اللواء) !!!!!

نشاهد الطاقم الاقتصادى وهم يصرحون مرات  برفع الدعم وتعويم الجنيه السودانى فى هذا  البحر  المتلاطم الامواج  !!!و يتراجعون عشرات  المرات  لانهم يعلمون تماما بأن إبننا(الجنيه) لا يحسن العوم وسوف يغرق  !!! ينظرون بشغف وعيونهم شتى   على القروض  و المساعدات وربما  لا يعلمون بأن 75% من حجم ديون السودان الخارجية و التى تبلغ 60 مليار عبارة عن فوائد قروض لقيمة أصل الدين الحقيقى !!! ولانهم معجبون بحضارة اليانكى ويريدون السودان أن يكون السودان الافريقى الامريكى لم يكلفوا نفسهم بأن يردوا عليهم بأن هذه الوصفات قد تمت تجربتها على الانسان السودانى ولم تحرز تقدم على الصعيد الاقتصادى لذلك ساعدونا بتطور قطاع الصادرات و شاركونا بالتبادل السلعى حسب  الوصفة السودانية من واقع الاقتصاد السودانى والافكار السودانية والسياسات الاقتصادية   التى كانت سائدة منذ الاستقلال عندما كانت قيمة الجنيه السودانى تعادل 4 دولار امريكى !!!تلك هى السياسات التى نريدها !!!!

هؤلاء التكنوقراط يرتدون شعار الصقر الامريكى ويرتدون فنائل صندوق النقد الدولى و البنك الدولى و المعونات الخارجية و القروض و المساعدات  الانسانية عبر برنامج الغذاء العالمى التابع للامم المتحدة  والدعم الاسرى النقدى (الفاشل فى تقديرى)  وتحويل الشعب الى عاطل  يتلقى المؤن و المساعدات كما كان يحدث فى العهد الفاسد البغيض – دون شغل او مشغلة (تحت شعار إنت عاطل وفقير وبنجيب ليك مساعدات بالمجان مافى داعى تشتغل !!)

ويحاول السيد وزير المالية إقناع الشعب بتحويل الدعم  السلعى بالدعم النقدى لان الدعم السلعى يذهب الى أثرياء القوم أو كما يدعى !!!  وحقيقة كلما أوشكت أن إدرى أدركت سريعا باننى لا  أدرى !!!وعلمت بأن القوم الفرنجة يلعبون ضد فريق صقر الجديان و يصوبون الكرة صوب مرمى الجنيه السودانى ويضعفون من قوته الشرائية يوما بعد يوم ونحن نهتف بالثورة و حكومة الثورة والحكومة حكومتنا و نحن أسياده !!!! وهم يخرجون لنا ألسنتهم بعد أن حققوا الاجماع السياسى العالمى فى برلين وليس الاقتصادى فى تقديرى لان إصلاح الاقتصاد السودانى يبدأ من الداخل وليس من الخارج كما يصفون !!!

نسمع إطرائهم على الثورة و شباب الثورة وحماة الثورة و نحن مع المواطن التعبان الغلبان الفلسان الذى يشترى البنزين فى السوق المحلى  بثمن بخس رخيص لا يستقيم مع الاسعار العالمية ولابد لنا أن نساوى شعبنا مع شعوب العالم و نرفع الدعم عن السلع وبدأت نفس السيمفونية بأن الكهرباء ارخص كهرباء فى العالم !!!

وهذه السخرية من وزير مالية الثورة والذى قال وزعم (بأن البنزين المدعوم من الدولة هو الارخص عالميا ) وكان الاحرى به و الامانة تقتضى أن يقول بأن الجنيه السودانى ليس له قيمة سوقيه  مقابل العملات الصعبة التى نستورد بها السلع !!! سخرية هذا التكنوقراطى هو يفكر  و كأننا  نحن دولة  نشبه دول العالم الغربى ولدينا كهرباء مثل كهرباء الغرب و لدينا دخل مثل دخل الغرب ولدينا بنية تحتية كاملة متكاملة مثل مدن الغرب الحديثة !!!ولدينا مصارف مثل مصارف الغرب هو يتعامل معنا ورفاقه فى صندوق النقد الدولى ويعملوا جاهدين حسب إعتقادهم ومن رؤية غربية بأنهم  إذا قاموا بتعويم قيمة الجنيه السودانى سوف يعمل ذلك على إستقراره وهذا هراء لعدة أسباب لانرى داعيا  فى الخوض فيها الان !!! وليشهد التاريخ لنا – تعويم الجنيه السودانى سوف يكون سببا لمزيد من الانهيارفى قيمة الجنيه الشرائية ويفاقم من إرتفاع  لجميع اسعار السلع ولن يحل المشكلة إطلاقا !!!

هذا التكنوقراطى و الذى يرتدى قميص و شعار اليانكى  و الذى  خدم فى مؤسساتهم وله فى ذلك باع طويل وتقلد المناصب الرفيعة  – عندما نسمع بالرجل الذى كان خبيرا إقتصاديا فى البنك الدولى ويحمل من الشهادات العلمية ما تنوء وتخشع من هولها الجبال وتغطى على عين الشمس !!!نخشع  ونخاف  ونقول بأن للرجل تجربة فى إصلاح الاقتصاد الامريكى ربما ، ولكنه لا يعلم شيئا عن السودان و ثروات السودان وأين تذهب حصائل الصادرات من العملات الصعبة والتى برع النظام السابق فى توجيه خط سيرها  نحو جيوب المنتفعين ومازالت تلك اللوائح و النظم مستمرة حتى يومنا هذا  !!!(مع أى الفريقين تلعب  يا هذا !!!فريق الجنيه ام فريق الدولار )!!!

الجنيه السودانى صار منبوذا حقيرا فى الداخل و الخارج!!! هوحقيقة  عملة بلدنا هو مستقبل سودانا ،  نلتمس كريم تفضلكم بالعمل لصالح فريق  الجنيه السودانى  وترك حال الدولار الى اهله و حال سبيله !!. ونذكركم بأن المشكلة حلها فى السيطرة على صادرات وواردات  السلع الاستراتيجية والسيطرة على حركة العملات الاجنبية بوضع القوانين المدنية المناسبة لإنسياب حركتها الى  خزائن البنوك دخولا وخروجا و ليس فى خزائن الافراد لانها عملات دول أجنبية يجب السيطرة عليها  كما تسيطر الدول العالمية  على حركة الاجانب دخولا وخروجا !!!وحتى لا تستمر تجارة العملات الاجنبية  خنجرا مسموما فى ظهر الاقتصاد السودانى  !!!وحتى لا تضيع الثورة ونخرج جميعا  من باب الاقتصاد!!!! نقول لكم  رفع الدعم و التعويم خط أحمر ويعمق جراحات الاقتصاد السودانى  ويؤد الثورة !!!

ولقد أبصرت قدّامي طريقا فمشيت
وسأبقى ماشيا إن شئت هذا أم أبيت

كيف جئت؟ كيف أبصرت طريقي؟
لست أدري!

أجديد أم قديم أنا في هذا الوجود
هل أنا حرّ طليق أم أسير في قيود

هل أنا قائد نفسي في حياتي أم مقود
أتمنّى أنّني أدري ولكن…

لست أدري!!
وطريقي، ما طريقي؟ أطويل أم قصير؟

تقديم/
عبد المنعم على التوم
3 يوليو 2020
[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..