حكاية اسمها التحزيم

قال الحجاج في سالف العصر والأوان لأهل الكوفة، لأحزمنَّكم حزم السلم، في محاولة لإرهابهم وقمعهم وإسكات صوتهم، فلم يفهم السدنة والتنابلة في بلادنا حكاية(حزم السلم) بل ابتدعوا حكاية تحزيم العشرات في موسم الانتخابات.
والحكاية وما فيها أن (الجماعة) في محلية كذا بولاية كذا قد طبعوا فورمات أسموها إستمارة تحزيم العشرات، قسموها إلى (15) سطراً أفقياً، وخمسة أسطر رأسية، تسجل فيها أسماء المواطنين بالأحياء المختلفة، بما فيها أرقامهم الموجودة بالسجل الانتخابي، ورقم الصفحة التي يوجد فيها الاسم المعني، وتشمل الاستمارة رقم التلفون أيضاً .
وبالقطع فإن لهذه المعلومات ثمن يدفع مسبقاً،لأن المعلومات الواردة فيها تتيح لأي شخص آخر أن يصوت باسم أي شخص موجود اسمه على الاستمارة، بعد الحصول على بطاقة هوية مزيفة.
وعليه فلا داعٍ لخج الصناديق، بهذه الطريقة المأمونة التي لا يمكن كشفها بالقمر الصناعي، طالما كان يمكن لـ(40) سادن أن يصوتوا(400)مرة،ثم يغنون يا حبيبي نحن اتلاقينا مرة.
أكتشف السدنة أن أقل من(10%) فقط من الناخبين، سجلوا أسماءهم للانتخابات،وأن نصف هذا العدد ليس على استعداد للتصويت، وإن الفضيحة قادمة لا محالة، خاصة بعد التصريحات المتواترة عن عدد المنتمين لحزب السدنة وهم في حدود(6)مليون ـ بحسب الزعم ـ فابتكروا حكاية التحزيم، وما أدراك ما التحزيم.
وحتى يفي تحزيمهم بالمطلوب، فإن الأرزقية سيقبضون الثمن مقدماً، طالما كان تمويل الانتخابات أهم من الرغيف والخضروات،ولا عزاء لستات الشاي باللقيمات.
من الانتخابات المضروبة يبني بعض السدنة القصور،وتنابلة آخرون يدخلون باب الوزارة دون أي كلمة مرور،ومؤلفة قلوبهم يأكلون فتات الموائد وهم في حبور،وكان يا ما كان في حاجة اسمها (كانون السرور).
كانت حلة القطر قام، تستهلك القليل جداً من نشارة الخشب متي ما وضعت على الكانون العجيب، وكان فكرة سودانية لترشيد الطاقة، والإستفادة من مخلفات ترمى في العراء، قبل أن يأتي السدنة،ويشطفون البترول،ويرفعون سعر أسطوانة الغاز إلى(25)جنيهاً،ويبيعونها في السوق الأسود بمبلغ(80)جنيهاً،ومعناها(80)ألف جنيه قديم(ما قبل الإنقاذ)للمقارنة فإن أحد أصدقاء العمل استطاع بسلفية قدرها(23)ألف جنيه(في عام 1988) شراء بيت في الحاج يوسف بمساحة(400)متر مربع،وفيه طاحونة كمان،وأشترى كذلك بوكس موديل 1978،ولازال (البوكسي)حياً يرزق إلى يومنا هذا.
فانظر كيف حطم السدنة الجنيه السوداني،كما حطموا الكباري والصواني،ومن ضمنها كوبري المسلمية بحجة مردودة عليهم إسمها الميل الهندسي،وقريباً سنري في مكانه ناطحة سحاب،مكتوب عليها (عمارة الحرامي فلان) وبين قوسين (كوبري المسلمية زمان).
ليس في الأمر عجب،إنه زمن تحزيم العشرات،من ترهاقا إلي عشا البايتات،وعجبوني ناس الاستمارات،ملصوا البدل والنعلات،أكلوا قروش الإنتخابات.
كمال كرار
[email][email protected][/email]
والله انت زول قدير ياستاذ كمال كرار
وفعل الحرامى الحرمنة
وفعل الشفت الشفتنة
وطبيعة الكيزان البشتنة
رؤوسهم متعفنة
كمؤخراتهم منتنة
يرقصون على ضرب الدفوف
ويدوا المحترمين كفوف
لكن لو قبلنا عليهم
بقوموا صوف
لكن بيقعوا من الخوف
وامتطاط الكروش
وثقل الردوف
خواطر زول زهجان منهم