متاهة المعارضة وخبث الاسلاميين

ساعد خبث الاسلاميين ونفاقهم وخداعهم للناس وتبادل لعب الأدوار بمهارة عالية، ومتاهة ومسكنة المعارضة ، ساعد ذلك على استمرار حكمهم العضود وتمدد نفوذهم وأصبحوا يشكّلون عمق وثقافة غالبية الشعب دون ان ينتبه الناس لذلك.
فهم يصنعون ويشكلون الحدث فينقسموا حوله ويلتفوا على الناس ويظهروا بأجنحة كثر وتيارات متعارضة فيتوهم الناس تزعزع ملكهم، لكن كل تلك التيارات والأجنحة المصنوعة تصب مجتمعة وبإتقان شديد في معين واحد وهو احكام سيطرتهم على مقاليد الحكم وتمكين ملكهم اكثر والشواهد على ذلك كثيرة لا تحصى ولا تعد.
المعارضة الموجودة الان في الساحة هي معارضة ضعيفة وعاجزة عن مجاراة جماعة تتمتع بالسلطة والثروة وتظهر للناس بمظهر الضعف والتشتت ولكنها هي في حقيقة الامر جماعة قوية ومنظمة وتمتلك مقدرة فائقة على اللعب على الكل ويتحرك كوادرها في الخفاء وفي العلن ويؤدون ادوارهم بإتقان شديد.
ما لم تخرج المعارضة من متاهتها ومسكنتها الى العلن وإعلان تمايز الصفوف بصورة قاطعة صف الوطن وصف الاسلاميين بكل ضروبهم وأشكالهم ، لن تقدر على ازاحة حكم هذه الجماعة. صف الوطن هو اصطفاف لكل الاحزاب غير الاسلامية وجميع الحركات المسلحة وكل الحركات الشبابية ومنظمات المجتمع المدني وتشكيل تكتل جماهيري جارف وصادق وانه يحارب من اجل الوطن ضد كل جماعات الاسلام السياسي، بهذا التمايز والإعلان الشجاع يمكن ان تضع المعارضة خطوة ولبنة اولى في طريق التغيير وسوف تكشف هذه الخطوة في المقابل عن تكتل الاسلاميين بكل اختلافاتهم المزيفة. ثم تكون حرب الوطن عندها وسيقاتل من يقاتل ويعلم لماذا يقاتل ولما قتل. وتبدأ مواجهات حقيقية وشجاعة بين صفين صف يقاتل من اجل جماعة ومصالح ذاتية وصف يقاتل من اجل الوطن والكرامة والديمقراطية ودولة المؤسسات والحقوق.
واذا الشعب يوما اراد الحياة فلا بد ان يستجيب القدر.
سامي دكين المحامي
[email][email protected][/email]
اوفيت
اوفيت