السودان والتطبيع مع الكيان الصهيوني

يدور في هذه الأيام لغط وهمس ولمز وإشارات عن التطبيع مع إسرائيل، بعضها حكومي وبعضها إعلامي وبعضها صراع حول الموضوع في لجان حوار السلطة والمتحالفين معها.
ولتوضيح ذلك وكشف ما ورائه، المطلوب قراءه سريعة وتقدير موقف.
بداية إسرائيل هي مشروع وليست دولة بالفهم المعروف والمتعارف عليه للدول.
إسرائيل لها دور وظيفي في المنطقة وهي لا تنكره بل تصرح به مستغلة حالة الضعف العربي.
بالنسبة للسودان يجب أن يقرأ هذا الأمر ضمن الرؤية الإستراتيجية وفهم طبيعة الصراع الدولي ومايدور الآن في العالم، الذي يمر بمرحلة مخاض لإنتاج خارطة جديدة وعلاقات جديده علي كل المستويات.
فكره إعادة التقسيم ورسم خريطة جديدة للمنطقة ارتبطت حديثا بالتمهيد لغزو واحتلال العراق، ومن أبرز التصريحات الأمريكية تصريح كولن باول بان “صدام حسين يقف حائلا دون تعميم النظرة الأمريكية للحياة في المنطقة”.
كذلك كانت كونداليزا رايس أكثر وضوحا ودقة قائلة “إسقاط صدام حسين يسهل علينا إعادة تشكيل المنطقة”.
وأدركت أمريكا أن أمامها فرصة تاريخية كقطب وحيد يملك قوه عسكرية واقتصادية هائلة في قدرتها على ترسيخ القوة والنفوذ الأمريكي الي أقصي مدي ممكن قبل أن تبرز قوي دولية أخري.
ولعل السؤال الذي يفرض نفسه امام المراقب: لماذا التقسيم والتفتيت وإعادة رسم خريطة للمنطقه؟
إستراتيجيا التقسيم له بعد حضاري وذلك باضعاف الأمم و المناطق ذات العمق والإسهام الحضاري، ولانه يحقق:
اولا: حصد نتائج التقسيم الإقتصادية بما فيها النفط والمعادن والمياه.
ثانيا: ضمان سلامة وأمن الكيان الصهيوني ونفي صفة الكيان العنصري أو الديني عنه بجعله محاط بكيانات هشة شبيهة سواء علي أساس ديني أو طائفي أو جهوي.
ثالثا: قطع الطريق لأي مشروع نهضة وطني أو قومي.
ضمن هذه الرؤيه يقع السودان في اطار تقاطعات الرؤية الدولية والإسرائيلية تحديدا، خاصه وان تقسيم السودان له أبعاد أخري وهي السيطرة واعادة رسم منطقه القرن الافريقي، شمال افريقيا وشرق ووسط أفريقيا.
الخطة الامريكية الصهيونية هي خطة هجومية بالدرجة الأساس، تعتمد علي مبدأ التفتيت والتقسيم خاصه للكيانات الكبيرة والتي سيكون لها مستقبل كبير اذا أحسنت إدارة مواردها والسودان هو المقصود بذلك.
لذلك، في الأصل، إسرائيل لا تريد علاقات طبيعية مع السودان.
الهدف هو تفتيت السودان ونجحوا في الخطوه الأولي وهي فصل الجنوب بمساعدة الإنقاذ والحركة الشعبية، والآن سوف يتكرر نفس السيناريو عبر برلين وربما غيرها من عواصم المتداخلين والمتدخلين في الشأن السوداني.
ان خطة التقسيم في السودان
يريدون التمهيد لها بخطوه اولي عبر اتفاق حكم ذاتي للمنطقتين، جنوب كردفان والنيل الازرق، بذريعة وقف الحرب كمقدمة، وعبر تكتيكات لاحقة تؤدي إلي انفصال المنطقتين وهكذا.
هناك أصوات في المؤتمر الوطني وعلى الصعيد الإعلامي بدأت التمهيد لطرح التطبيع ببث أحاديث وتصريحات حوله ونفيها وهي طريقه معروفه للتهيئة وجعل القرار غير صادم.
هذا التسطيح الذي يمارسه البعض في المؤتمر الوطني، والذي تفرضه استراتيجية البقاء في السلطة، يعتمد على خطة لإرضاء العالم عبر إسرائيل دون النظر في الهدف الأمريكي الصهيوني وهو التفتيت كما ذكرنا، وهي طريقة تعبر عن غياب العقل الإستراتيجي في التفكير عند التعاطي مع مسائل مصيرية للبلاد والعباد، وتهدف للبحث عن حلول ومكاسب سريعة تحقق بها أغراض محددة ولكنها لم ولن تنتج أية مكاسب في آخر الامر، بل العكس فقد اثبتت التجربة انها تؤدي الى الخسران المبين، والركض الانتهازي هنا وهناك وصولا لتطبيع ﻻ ندري لماذا تحتاجه الإنقاذ، وهي لو فكرت جيدا لعافته وابتعدت عنه ابتعاد السليم من الاجرب.
أما علي صعيد الكيان الصهيوني
فسوف يلجأ لاستخدام تكتيكات وتصريحات متناقضة لجذب الإنقاذ الي حقل رمال متحركة والذي عبره سوف تقوم الإنقاذ بنفسها بإنجاز التقسيم الناعم مقابل التطبيع، خاصة بعد أن أنجزت كل شروط التفتيت من تدمير كلي للبلاد وتسميم اللحمة الوطنية والإجتماعية.
هناك وضع دولي واقليمي لديه متطلبات واضحة، ولديه ثقة في أن الإنقاذ هي الأفضل علي الإطلاق لتمرير هذه المطالب وجعلها واقعا. وهذه القضيه هي صلب التسوية التي سوف تنطلق في 22 يناير الجاري في برلين.
اما من استفاقة ما في الساعة الخامسة والعشرين تنجي الوطن مما يحاك له في الكواليس؟
د. أحمد بابكر
[email][email protected][/email]
* هذه الطغمة هي (عرب مكنونة عميا تقودها مجنونة). لو أنهم يستطيعون فهم شيء مما تقوله يا دكتور لما فعلوا بأنفسهم الذي فعلوا دعك عما فعلوه بالوطن!
الفاتحة على السودان الذى كان.
الفاتحة على السودان الذى كان.
ما من استفاقة ما ، في الساعة الخامسة والعشرين تنجي الوطن مما يحاك له في الكواليس ؟
استفاقة مافي … يا دكتور الكل سكران مسطول …بالفساد المالي أو الاخلاقي إما بالسلطة او بالثروة التي هبطت عليه فجاءة أو بالعرقي أو بالبنقو … والسنة بمقياسهم 24 ساعة ولذلك استمر الحكم 26 عام… عشان كدا قال الشاعر عازه قومي كفاك نومك والبنات فاتوك بالقطار الفات