انتشارالسرطان … لجان فنية ام مكافحة ميدانية؟


[/CENTER] الامراض المستوطنة كانت وما زالت من اهم القضايا الصحية فى بلادنا وكانت قد تبنت الدوله نظام صحى يعرف بالرعاية الصحية الاولية استهدف بناء مراكز العلاج الاولية فى كل قرية ومن بعدها المركز الصحى ثم المستشفى الريفى فى نفس المنطقة. وكل هذه المؤسسات مترابطة مع بعضها البعض من خلال رصد وتحويل الحالات ومتابعة اداء وتدريب الكوادر المختلفة فى المستشفى الريفى او ما عرف لاحقا مستشفى المنطقة الصحية. كما كان يتم تحويل الحالات المستعصية للمستشفيات المركزية فى العواصم وتتم متابعتها فى المنطقة .
ولو استمر الامركما خطط له اطباءنا السودانيين الاجلاء فى الماضى والذى تم التأمين عليه فى منتصف السبعينات لكنا استطعنا الان ان نقلل من نسبة ازدياد كافة الامراض معدية او غير معدية بنفس الهيكل الصحى المتمثل فى الكوادر الصحية بالمناطق الريفية والحضرية على السواء. فالمثل القائل ” الوقاية خير من العلاج” هو اساس العمل الصحى ومن دون الوقاية والمكافحة والحفاظ على البيئة تزداد الامراض ويزداد الطلب للدواء والمعدات والمحاليل الخ والتى فى الغالب الاعم مستورده ولا توفر اغلبها الدولة ، وفى مثل هذه الاحوال تظهر “دوائر” لاستجلاب الدواء والذى عادة ما يكون من مصادر غير موثوق بها مما يزيد معاناه العلاج وتدهور الوضع الصحى.
وفى الاونة الاخيرة تناولت العديد من الصحف انتشار مرض السرطان وصرحت وزيرة الدولة للصحة السيده فردوس عبد الرحمن فى 9 يوليو تشكيل لجنه فنية لمكافحة مرض السرطان بعد ارتفاع نسية الاصابة بالمرض مؤخرا (صحافسيون الالكترونية) و”أن مهام اللجنة تتلخص في تقييم الوضع الحالي لأمراض السرطان ووضع خارطة عن إنتشار المرض في البلاد بجانب مراجعة وإجازة الاستيراتجية القومية للمرض وتنسيق الجهود المبذولة في المكافحة فضلاً عن تنفيذ استيراتيجيات المكافحة وإستقطاب الدعم وإعداد التقارير الدورية ورفعها للوزارة. وقال رئيس اللجنة الدكتور دفع الله عمر أبو أدريس في اجتماع إمس إن مرض السرطان أصبح شائعاً ولاتوجد إحصائيات دقيقة عن حجم الإصابات وأرجع ذلك لعدم وجود سجل فاعل ودعا لسن قانون ملزم بالتسجيل في كل المرافق الصحية وأقر بضعف التنسيق بين الجهات العاملة في مكافحة السرطان”.
وكما تعلمون السرطان ليس مرض معدى ولا كله وراثى ولا ينتشر بالبعوض ولكن هناك عوامل بيئية وغذائية وسلوكية واساليب حياة تعرض الانسان للاصابه بالمرض. اذ ينشأ المرض أساسًا كنتيجة لتعرض الأفراد للعوامل المسببة للسرطان في ما يستنشقونه ويأكلونه ويشربونه ، وما يتعرضون له في اعمالهم أو البيئة المحيطه بهم. كما ان بعض السلوك الشخصى مثل التدخين والأنماط الغذائية هى من اهم المسببات، اكثر من العوامل الوراثية. كما ان هناك عوامل بيولوجية مثل عدوى التهاب الكبد الفيروسي B وفى هذه الحالة التطعيم يمنع حدوث سرطان الكبد.
والوقاية تعني القضاء أو التقليل من التعرض لأسباب السرطان وهذا هو النهج الهام الذى تقوم به امكانات الصحة العامة للسيطرة وهى الاكثر فاعلية على المدى الطويل من خلال التوعية والارشادات الصحية والمحاضرات بكل المؤسسات والمدارس والجامعات. واكبر مثال لاهمية دور التوعية الصحية هو العبء الحالي والمحتمل للسرطان الناجم عن التدخين. حيث ان التدخين يسبب 80-90 ٪ من جميع وفيات سرطان الرئة ، والوفيات الناجمة عن سرطان تجويف الفم والحنجرة والمريء والمعدة.
وعليه اجراء برنامج للوقاية والتوعية من السرطان فى اطار مشروع متكامل لمكافحة الأمراض غير المعدية مثل الفشل الكلوى الخ، واستراتيجية وطنية فعالة باستخدام نفس آليات الترويج والتعبئة والمتابعة المتبعه فى برامج الصحة العامة الوقائية.
……لنلحق بما تبقى لنا من كوادر صحية فى كافة الاقاليم والعواصم لتنفيذ برامج عملية وسريعة للتصدى لكل الامراض التى تحيق بنا وتحاصرنا، لان المكافحة تبدأ بالعمل الميدانى
نقدر إهتمامك ومتابعتك بالرغم من أن “جماعة هي لله” تخلصوا من خدماتكم منذ أول يوم لهم.
نقدر إهتمامك ومتابعتك بالرغم من أن “جماعة هي لله” تخلصوا من خدماتكم منذ أول يوم لهم.