إخراج السودان من الـ?ICU? الأمريكي

قبل سنوات كانت السلطات البريطانية ووكالة الهجرة البريطانية قد اضطرت لإبلاغ السفارة السودانية في لندن بوجود عمليات تزوير واسعة تقوم بها منظمات طوعية بريطانية وسودانية وأفراد أسفرت هذه العمليات عن الآلاف من حالات الخداع للسلطات البريطانية لمنح طلبات اللجوء الخاصة بعدد من السودانيين الذين وصلوا إلى هناك الضوء الأخضر.
وبما أن اللجوء السياسي كان ولا يزال يمثل طريقاً من طرق توفير إقامة شرعية في المهاجر الأوروبية لدى الكثير من الشباب والاستفادة من امتيازات اللاجئ السياسي المتمثلة في السكن والتكفل بمنصرفات الحياة فإن الكثير ممن كانوا يرفضون تصنيفهم في قائمة المعارضة للنظام وهم داخل السودان بحكم عدم ممارستهم لأي نوع من النشاطات السياسية وجدوا أنفسهم في وقت من الأوقات يحتاجون وبشكل إسعافي لسيرة ذاتية نضالية تتضمن سطوراً حول تعرضهم للاعتقالات والتعذيب في السودان وما إلى ذلك من الشروط والمؤهلات التي تمكنهم من الحصول على بطاقات اللجوء.
وكنت قد استمعت لقصص بعض الشباب الذين التقيت بهم في أوروبا قبل سنوات يحكون عن (معاكسات) تعرضوا لها من بعض الناشطين المعارضين المعروفين الذين تعتمد منظمات الهجرة شهادات بعضهم في مرحلة التحقق من صدق حالات الأشخاص من طالبي اللجوء وتحدث هؤلاء بمرارة عن فساد كبير في هذا الملف نفسه حيث تتدخل علاقات ومزاجات هؤلاء الناشطين لاعتراض طريق البعض في الحصول على اللجوء لأسباب شخصية أو خلافات فكرية معهم، بينما يسهم نفس هؤلاء بالمقابل في تزوير حالات البعض الآخر وصنع ملفات غير حقيقية لهم بالكامل.
وطالما أن موضوع اللجوء السياسي أو الحماية المؤقتة التي كانت تقدمها الولايات المتحدة للمواطنين السودانيين تعني بقاء تصنيف السودان كدولة تعاني من صراعات مسلحة وأوضاع سياسية خاصة تحرم الكثير من مواطنيها من التمتع بحقوقهم في العيش والعمل والاستقرار داخل السودان على أساس انتمائهم العرقي أو توجهاتهم الفكرية والسياسية فإن من حق الحكومة السودانية الآن أن تحتفي بقرار الإدارة الأمريكية بإنهاء حالة الحماية المؤقتة للمواطنين السودانيين اعتبارا من 2018، لأن استقرار هؤلاء في الولايات المتحدة بتلك الصفة كان يتم على حساب الآخرين الذين يعيشون في السودان وعلى حساب سمعة السودان وتصنيفه ضمن عدد قليل من الدول التي تواجه ويواجه شعبها أسوأ الظروف الأمنية والسياسية والإنسانية.. مثل الصومال وسوريا واليمن والسلفادور وهايتي وهندوراس.
وفي تقديرب أن مثل هذه الحماية المؤقتة كان يستفيد منها هؤلاء بأنانية عالية وظل يرتبط استقرارهم في أمريكا بوجود قناعة كاملة لدى الولايات المتحدة بأن السودان دولة سيئة للغاية تمارس فيها الحكومة كل أنواع الإجرام ضد شعبها وتصادر جميع حقوقهم كمواطنين وكآدميين.
هناك مقولة أراها دقيقة جداً وواقعية تقول إن أكثر الذين لا يرغبون حقيقة في تغيير النظام في السودان هم أولئك الذين يطالبون بتغيير النظام أنفسهم لأنهم يعيشون على هذه الفكرة ولأن تغيير النظام يعني زوال جميع مميزاتهم الاستثنائية ويعني انهيار تجارتهم السياسية بالكامل والعودة إلى وطن ظلوا يقتاتون من سمعة أزمته السياسية ونزاعاته الداخلية.
شوكة كرامة
اليوم التالى

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..