عمـر البشيـر وساعـة الصفـر

د. بسام العموش

قفز هذا الضابط للحكم على أكتاف الاسلامي حسن الترابي حيث قام بانقلاب سموه جبهة الإنقاذ !!! ومثل الرجلان مسرحية لإعطاء حسني مبارك آنذاك الطمأنينة بان الانقلاب ليس مرتبطا بالترابي ووضع البشير صاحبه الترابي في السجن تمثيلا فلما اطمأن المراقبون اخرجه من السجن ثم صار الترابي رئيساً للبرلمان السوداني وظن الترابي انه سيحرك البشير كما يشاء !!

لكن المفاجأة ظهرت على السطح وإذ بالبشير يتغدى بالترابي قبل ان يصل الترابي الى العشاء وهنا اعتقله اعتقالا حقيقيا ووقع الطلاق البائن بينهما وانقلب البشير على رفيق الانقلاب وهكذا هي الثورات تأكل بعضها ، ولم يقف الامر عند هذا الحد وإذ بالأمر يصل الى اتهام البشير بجرائم الحرب في جنوب السودان ودارفور وينشط اوكامبو ويصبح البشير مطلوبا للعدالة الدولية !!! وهنا يبدأ البشير بدفع الفواتير من ارض السودان ووحدتها وكرامتها كل ذلك ليبقى في السلطة التي نهبها بانقلاب حيث شرعية الدبابة وليس الإنقاذ ولا أسلمة السودان حيث تبين ان كل هذه الشعارات ما هي الا مساحيق عدة الشغل .

لقد ارتكب البشير ما لم يقبل به رؤساء سودانيون من قبل الا وهو تقسيم السودان وفي توقيت صعب للامة حيث الامة مشغولة بالربيع العربي وتم تمرير ذلك باتفاق القوى الكبرى لان ما سيدفعه البشير ثمن كبير استراتيجي يهون معه موضوع المحكمة الدولية.

‏ وسيدفع كل المطلوب دون الغاء تتبع المحكمة الدولية له بل سيكون ذلك في نهاية المطاف بعد ان يؤدي الرجل كل ما رسم له بعلمه او بغير علمه عند الذين يستخدمون حسن الظن في السياسة ويبدو ان ساعة الصفر لنهاية البشير قد بدات عبر موال رفع الاسعار لتبدا الشرارة التي فهمها بعض المقربين من البشير مثل ( غازي صلاح الدين ) فانتقدوه وابتعدوا عنه ليبدأ المخططون العالميون بترتيب وضع جديد لرجل جديد لمرحلة جديدة سنرى فصلها الاخير قريبا.
(الدستور)
–