الصحافة ?.شهداء وموت دون دماء !

اصدرت منظمة سودان برس ووتش تقريرها السنوى للعام ٢٠١٢ حول الحريات الصحفية والعالم , اشارت فيه للحالة المزرية للحريات الصحفية وعجز الامم المتحدة عن اتخاذ ما يلزم لحماية الحريات الصحفية عالميا , واشار التقرير الذى نُشر بصحيفة الصحافة لصادرة امس ان الذين استشهدوا من الصحفيين والصحفيات بلغ عددهم اكثر من ١٤٠ ماتوا فى مناطق النزاعات اثناء تأدية عملهم .

الملاحظ ان التقرير لم يورد اى تفاصيل عن اوضاع الصحافة والصحفيين فى السودان (صحيح لم ترق منا الدماء ) لكن يحدث قتل معنوى واهدار وبشكل يومى لحقوق لصحفيين ولمهنة الصحافة , صحيفة الميدان انتهك حقها فى الصدور دون ابداء اسباب منذ ما يقارب العام , ويحُرم صحفييها وقرائها من ملامستها ورقيا وهو وضع كان كفيلا بتشريد الصحفيين والصحفيات لولا الجهد الغالى الذى يبذله الحزب الشيوعى فى توفير المرتبات وكل مطلوبات التيسير وهو جهد يتطلب جهد وصبر يبذله الحزب بجلد يفوق الوصف .

كم صحيفة اوقفت واغلقت ابوابها بسبب الحصار الامنى والرقابى والاقتصادى وكم عدد الصحفيين والصحفيات الذين يجلسون على الرصيف يتطلعون لفرصة عمل او هجرة غض النظر عن شروط وبيئة العمل , كم عدد القراء الذين حرموا من متابعة القضايا العامة سبب ارتفاع اسعار الصحف مقارنة باوضاعهم الاقتصادية , كم يهدد البوار والسمسرة فى بيع الصحف مسيرة الصحف ويقذف بها لخطر التوقف ؟انه القتل اليومى للمهنة انه الموت غير المعلن للاقلام والافكار والتفاعل مع اﻟﻤﺠتمع, وليس ماهو اقسى على الصحفيين من حرمانهم من الكتابة انه امر اشبه بالحرمان من حق الحياة الذى لحق بالاعزاء الذين استشهدوا وهم يقومون بعملهم فى مناطق النزاعات .

مايحدث للصحافة والصحفيين فى السودان امر شديد القسوة ومدمر , المطلوب من المنظمات المدنية التى تبدى اهتمامها بالصحافة فى السودان ان ترصد مايقع من انتهاكات فى حق الصحافة والصحفيين وليس اغفاله وهو الخلل الذى شاب تقرير منظمة سودان برس ووتش , وحقيقة الامر ليس المطلوب من الامم المتحدة وحدها حماية الحريات الصحفية انما المنظمات المدنية والاحزاب السياسية والصحفيين انفسهم والمؤسسات القانونية والعدلية .

الميدان

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..