أخبار السودان
حوار مع الدكتور يوسف بخيت ، مساعد الامين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية بأفريقيا

الدكتور يوسف بخيت ، مساعد الامين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية بأفريقيا وحاكم إقليم دارفور الأسبق والخبير الاقتصادي، يعتبر واحدا من المراجع السودانية يتحدث بمعلومات مقيدة بتواريخ من دفتره ، يذهل بمعلوماته الكثيرة ، جلسنا إليه بصفته خبيرا ومتابعا لعملية السلام في البلاد وفي مجال الامم المتحدة وخرجنا بهذه المعلومات الثرة، فإلى مضابط الحوار
حوار عبد الله اسحق محمد
أولا أنا أريد من هذه المقابلة تثبيت حقائق ومن خلالها قد تتضح الرؤية للجميع وفي هذا أقول إن البعثة المشتركة والتي أطلق عليها قوات الهجين ، جاءت الي دارفور نتيجة للاهتمام المشترك من المجتمع الدولي ومجلس الامن بالوضع في دارفور وقد تم ذلك في العام 2007 بموجب قرار 1593وهي بعثة للسودان ودارفور بحكم أن الأزمة الإنسانية والأمنية التي حدثت هناك بعد وقوف العالم كله علي المآسي التي كان مسرحها أجزاء كبيرة من دارفور ولكن السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو كيف الوضع
[]كيف يقيم الوضع الآن ؟
أولا القوات الآن الموجودة وتتبع إلى الأمم المتحدة هي 17.515 جندي يمثلون 47 دولة في العالم وحينما بدأت في العام 2005 كقوات للاتحاد الافريقي كانت 3 آلاف ثم وصلت إلى 12 ألف وتم تحويل مهمتها للمهمة للبعثة المشتركة وأصبحت تابعة للاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة وتم التصديق ب26ألف ولكن الذين وصلوا دارفور كانوا 22 ألفا وحصل تخفيض لها بواسطة مجلس الأمن في العام 2013 ، تتكون جنسياتها من 47 دولة وبالتالي أطلق عليها قوات” الهجين ” أو القوات “المختلطة” وتوزع هذه القوات في 37 موقعا بولايات درافور الخمس ، منها 14 موقعا بولاية شمال دارفور و12 موقعا في جنوب وشرق دارفورو11موقعا في غرب دافور ووسط دارفور ، وهناك اتجاه الان لزيادة 5 مواقع أخري موزعة علي نطاق إقليم دارفور كله
[]ماهي أهمية هذه البعثة وما الغرض من هذا التوزيع ؟
مهمتها حماية المدنيين وحفظ النظام والأمن وتأمين طرق القوافل والمنظمات الانسانية وتعمل لسيادة حكم القانون هذا هو تفويضها ولها مهام أخرى.
[] لكن الواضح أن هناك إشكالات عديدة واجهت البعثة في قيادتها . ماهي أسبابها ؟ هل يمكن التعرف عليها خاصة وأنت قريب من دواوين الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي؟
الإشكال أن البعثة جاءت برغبة ثلاث جهات هي مجلس الامن والامم المتحدة ، وحكومة السودان والاتحاد الأفريقي ،وبخلاف ذلك إذا نظرنا إلى قيادة البعثة بعد طرد الحكومة لرئيسها الهولندي يان برونك ، كل اللذين توالوا علي قيادتها هم أفارقة، من رودلف أداد وسالم أحمد سالم وإبراهيم قمباري ومحمد شمباس كل هؤلاء لم يشتغلوا من قبل في هذا العمل ،فكلهم تعلموا الحلاقة في دارفور فالمشكلة ليس في الجنود ولا في أهداف البعثة ولا في التفويض المنوح لها ، ولكن المشكلة في قيادة البعثة الذين تولوا أمر قيادتها ، وألحظ أن الحكومة تمكنت من خلال الأعمال المشتركة أن تقلل من أهمية قوات البعثة وتستطيع أن تعطلهم عن تنفيذ مهامهم ، وبالتالي يقولون إن البعثة ضعيفة لا تستطيع أن تحمي قواتها، لذلك أصبحت في كماين في مساحات كبيرة بدافور خاصة وان قواتها يوميا تقوم ب 200 إلى 160 طلعة بغرض التمشيط بالتالي عندما يقولون ان البعثة لا تستطيع حماية نفسها فهذا كلام فاضي ، فهم مستعدون أن يحموا انفسهم ولكن لوعورة الطرق وضيق الفرص الزمنية الممنوحة هم أصبحوا معرضين لمشكلات
[]ماهي المهمات الأخرى الملقاه علي عاتق البعثة التي تلجأ اليها إذا ما توترت العلاقة في مثل هذه الظروف؟
هم بالتالي يلجؤون إلى كتابة تقارير عن كل الحالات وبموجب ذلك تلقى مجلس الامن 57 تقريرا بشأن الحالات التي تعترض البعثة في دارفور منذ أن جاءوا، والبعثة نفسسها كتبت 19 تقريرا من دارفور عن موضوع المحكمة الجنائية الدولية ، منها 8 تقارير واضحة جدا تقول بعدم التعاون بين حكومة السودان والبعثة و12 تقريرا تقول إن الحكومة منعتها من الوقوف علي المعتقلين لأن واحدة من مهامها حماية المدنيين . طيب الأسباب الجعلت البعثة دخلت شنو؟ ما هو وقف العنف وهذا تم بطلب من عدة جهات منها المجتمع المدني السوداني والحركات المسلحة وبطلب من المنظمات العالمية وبطلب من الدول في مجلس الأمن فكل الدول الأعضاء ال 15 في مجلس الامن بما فيهم ال5 الدائمة العضوية دعت لدخول بعثة لدارفور، عشان كدة البعثة جات لذلك هي لم تأت من عند رغبتها ، لكنها جاءت بموافقه عالمية في وقت سادت اتهامات كبيرة للحكومة وفي ظل تواضع إمكانيات الحكومة لحماية المواطنين []أين يكمن الخلل ؟ في البعثة أم قيادتها؟
[]ماهو دور البعثة غير الظاهر للعيان في دارفور؟
[] لكن الحكومة الآن تطالب بخروجها من دارفور ،هل هذا الإجراء ممكن ؟
لا .. أي بعثة من الأمم المتحدة جاءت بتفويض معين ما لم تنتفِ أسباب التفويض الذي من أجله جاءت وبموافقة معينة وقعت عليها الاطراف الثلاثة
[ ولكن إذا البعثة لم تؤدِّ واجبها فماهي الخطوات التي تتخذ من أجل إخراجها ؟
أولا الخطوات تكون بالآتي .. تقوم حكومة السودان بكتابة شكوى إلى الاتحاد الافريقي والي مجلس الامن وتطلب عقد اجتماع مشترك يحدد مصير البعثة ، وليس بقرار انفرادي كالذي يدار الان من قادة الحكومة ، ممثلين في وزارة الخارجية . بعدين هل المشكله انتهت عشان نقول للبعثة شيلي عفشك واطلعي؟ فأنا في تقديري أن البعثة إذا ما انسحبت فاننا سنرجع إلى المربع الاول بتاع الحرائق كالذي حدث في العام 2004 ، وكماهو الان هناك. قتلي غابة حمادة وغيرهم يشير بوضوح إلى أن الوضع في دارفور يحتاج الي تدابير أكثر فاعلية فبالتالي فانسحاب البعثة في هذا الوقت لا أظنه سيكون ولكن يمكن لمجلس الامن ان يقوّمها ويمنحها تفويضا جديدا أقوي من الذي تعمل به الأن وتجري فيها اصلاحات عشان البعثة تكون قاعدة . []لكن وزارة الخارجية اخطرت البعثة بالاستعداد وهي الان بدأت في تشوين عتادها تمهيدا بخروجها؟
الكلام الذي قال به وكيل وزارة الخارجة السفير عبدالله الأزرق يحتاج إلى معالجة ، مما جعل الوزير بعده يعقد لقاء مماثلا وقال نحن أنذرنا اليوناميد بالالتزام بالمواثيق والتفويض الممنوح لها ، وكل هذا يسمي “Facing out”واي بعثة سلام في العالم يكون وجودها بعد نهاية العملية مابين 5 سنه الي 25 سنة.. واعطيك الآن أمثلة لبعثات قاعدة في بلدان أكثر من 40 سنة من سنة 1970 ، فمثلا بعثة الامم المتحدة موجودة منذ سنة 1960 في قبرص ، وبعثة اليونيفيل في لبنان من 1982 وبعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام في الحدود المصرية الاسرائيلية قاعدة من 1971 والي اليوم وفي الصحراء الغربية البوليساريو في المغرب من سنة 1992 وفي اليونمار قاعدة حتى اليوم، فأي بعثة لا تخرج بالبساطة دي ، فإذا لم تحل المشكله ما بتطلع أصلا، فمثلا في قبرص من بداية الستينات من القرن الي اليوم بين الغبرصين الشمالية والجنوبية لم تحل مشكتها وهم الان موجودين في سنة 1992كان في 42 نزاع مسلح في العالم 19منها ساهمت بعثات الامم المتحدة بقواتها في تهدئة الوضع
[]نذهب الي محادثات أديس أبابا الجارية. هل تتوقع أن تحقق سلاما تنهي الأزمة في دارفور وجنوب كردفان النيل الازرق ؟
لكيما يتحقق السلام فالمطلوب من الحكومة أن تكون مرنة وتعلم أنها هي التي تدير دولة السودان وكل شيء في يدها فلابد أن تتنازل لمن هم متظلمون منها ، والمبدأ أن كل الذي تفاوضهم هم مظلومون فبالتالي أفضل لها أن تقدم التنازلات المطلوبة ، فالحركات ليست دولة ولكنها تولت أمر أناس تتطالب بحقوقهم ، فمثلا حركات دار فور تتحدث عن حقوق اكثر من 8 ملايين شخص، وكذلك أهل جنوب كردفان والنيل الأزرق ، فالحكومة من الافضل لها أن تتنازل لأبعد الحدود لأن هؤلاء حاملو سلاح مطلوب تهدئتهم ، ومطلوب من الدولة أن تكون أكبر من الحركات بفهمها وممارستها []الحكومة تطالب بأن تنضم هذه الحركات إلى الدوحة .هل تعتقد أن هذا الراي صائب؟
مافي سبب ان الحكومة تصر علي انضمام هذه الحركات إلى الدوحة ، لان الحكومة الآن عندها أكثر من 45 حركة انشقت من حركة العدل والمساواة وحركة تحرير السودان ووقعت اتفاقيات .. هل تحقق سلام ؟ وكل هذه الحركات ما حلت مشكلة. كيف ترفض الأساس الموحد وتقبل بالتفاوض المشتت والمجزأ؟ وترفض التفاوض الموحد وتقبل بغيره. بعدين أقول كل هذه الاتفاقيات من أبوجا والدوحة ماجابت سلام، فلو جاءت بسلام نكون كلنا مبسوطين ،ولكن المؤسف أن الحال في أرض الواقع بدرافور لم يتغير ولم يتحقق السلام ، فبالتالي الاصرار على أن الدوحة هي الحل الافضل نقول للاخوة القطريين : مشكورين قدمتم لأهلكم في دارفور الجميل ولكن جاءت الرياح عكس ما تشتهي السفن
[]كيف يكون ذلك وهناك مجتمع دولي معترف بهذه الوثية وفيها التزامات مالية للتنمية بدارفور؟
لاتقيم الاحوال الامنية وحل المشكلة في دارفور بالمال . المال يفني ولكن كم فقدنا ونفقد في دارفور من أنفس ؟ أنا لا أرى لتمسك الحكومة حجة هنا اكثر من كونه دعية سياسية وخجلا من قطر من كونها ساعدتنا ولكن واقع الحال يتطلب من السيد رئيس الجمهورية المشير عمر البشير أن ينقذ دارفور من الحالة التي فيها الآن ، وأنا أقول له أنت أنقذت السودان . الآن عليك إنقاذ دارفور وبانقاذها سيتم إنقاذ الوطن كله
[] ما هو المطلوب من اجل انقاذ دارفور ؟ إنتو أولادكم في الحركات يوميا منشقين؟
انشقاق الحركات معروف ،و الذي شجع عليه معلوم، ولكن الان الاتفاق سيتم بالتوافق في أديس ابابا مع الحركات وما يجري الآن في دارفور يحتاج إلى تنازلات من الحكومة ،أرجو أن تقدم التنازلات المطلوبة لذلك
[]إذا فشلت أديس الحالية ، تري كيف تكون المعالجة للقضايا الحالية؟
إذا فشلت الجولة دي فعلى جميع الأ طراف المتصارعةأن يعتبروا هذه خطوة لا يمكن إهمالها، فعلى الجميع تحليل المكاسب التي تحققت فيها وأن يقدموا لها مقترحات جديدة ونحن عندنا نيفاشا كانت خمسة سنين واتفاقية ابوجا كانت سبعة جولات ومفاوضات الدوحة كانت 30شهرا فالاستعداد لأكثر من جولة حتي تصل الأطراف إلى اتفاق وبرضو نتيجة للخلافات بين وفد الحكومة والرئيسين ابوسانغو ومعمر القذافي جاءت ابوجا جزئية ومشوهة []ماهو الخطأ والخلافات التي حدثت في توقيع اتفاقية أبوجا الذي جعلها تكون ناقصة؟
الخلاف اولا كان الرئيس الليبي السابق معمر القذافي قال أمامنا أن الجولة السابعة إذا لم تنجح وتوقع الأطراف السودانية اتفاقية سلام سيحول عملية التفاوض إلى ليبيا والرئيس النيجيري ابو سانغو قال انا رئيس الاتحاد الافريقي في هذه الدورة ولي الحق بان تحقق بلادي السلام في السودان في دارفور، ثانيا بينما نحن كنا هنا حدث خلاف كبير بين الراحل دكتور مجذوب الخليفة ونائب الرئيس علي عثمان محمد طه عندما جاء علي عثمان علي راس وفد عالي المستوي بدأ يدير عملية التفاوض بجدية فالراحل مجذوب الخليفة جاء الي الخرطوم محتجا وطالب بسحب علي عثمان من أبوجا ، فهذان الخلافان شوها الجو العام للتفاوض وجاءت أبوجا بحركة مني وحدها ،وأفسد العملية السلمية
[] أين أنتم كاصحاب مصلحة من كل هذه الصراعات والخلافات ؟
في ظل هذا نحن كانت لنا مبادرة يقودها شيخ الطريقة التجانية بأبوجا شيخ إبراهم وبموجبها استطعنا ان ننزع اعترافا من كل قادة الحركات الثلاثة ورئيس وفد الحكومة (عبد الواحد محمد نور والراحل دكتور خليل ومني أركو مناوي ومجذوب الخليفة ) وأجمعوا بالتوقيع علي اتفاقية موحدة ،ومن ضمنهم عبد الواحد التزم بانه سيوقع ، ولو على (ورقة بيضا ساكت) وعندما ذهب الشيخ ابراهيم صالح وشرح لابوسانغو الفكرة وما خلصت إليه قال أنا حاكم البلد قاعد أعمل شنو لمن شيخ ابراهيم يعمل حاجة كدة تمشي ؟ بعدها طرد ابوسانغو السفير التشادي من بلاده
[] ماهي الرؤية التي اتفقتم عليها مع الشيخ إبراهيم صالح؟
هي ليست رؤية ولكن كانت مبادرة من زعيم الطريقة التجانية وهو رجل روحي وكل قادة الحركات كان يحترمونه
[]كيف تم طرد السفير التشادي من نيجيريا؟
السفير التشادي كان معنا في المبادرة وعندما سمع به ابوسانغو أرسله إلى بلاده بهدف التشاور، ورفض أن يمنحه تاشيرة دخول مرة ثانية فنتيجة لهذه الخلافات جاءت أبوجا مشوهة
[]ولكن منذ ذلك الوقت وإلى الآن ظل عبد الواحد محمد رافضا التفاوض مع الحكومة ، وأنت يقال إن لك تاثير عليه فلماذا تحمله علي المشاركة في التفاوض الجاري الآن؟
مقاطعة عبد الواحد لها مايبررها فهو متمسك بما تم التوقيع علي في إعلان باريس للحل ويفتكر أن التفاوض يكون موحدا لحل الأزمة السودانية يضاف اليها وضع حقوق النازحين واللاجئين في أي اتفاق قومي فهو الآن ليس بعيدا عمّا يجري وفي أي وقت يمكن أن يلحق بالتفاوض الجاري
[] من أين حصلتم علي هذا الالتزام من عبد الواحد محمد نور ؟
نحن في تواصل معه بالشأن هذا ، بعدين عبد الواحد لا تؤثر فيه الاتصالات الثنائية، فهو يعتبر نفسه قوميا وفي هذا نحن ،كأهل ، جلسنا معه في طرابلس قبل سنين في منزل الوزير أحمد عمر سعد وحاولنا إثناءه عن المواقف فقال لنا بالحرف ان الحركة حركة قومية وليست له نزعة اثنية
[]انتم كأهل فيم تحدثتم معه لإثنائه عن هذا الإصرار ؟
هو برفض أي لقاء إثني أهلي وقال أنا عاهدت جميع النازحين واللاجئن بأن لا أتنازل عن حقوقهم واي مفاوضات لاتتحدث عن حقهم انا لست جزءا منها
التيار
بموجب قرار 1593وهي بعثة للسودان ودارفور دارفور دي دولة قائمة بذاتها ولا شنو فهمنا
مع احترامي الكثير للدكتور يوسف بخيت الا اني لم اسمع في يوم من الايام انه كان حاكما لاقليم دارفور ولا خانتني الزاكرة جماعة ؟