“تسقط بس” شقت الفيافي وعبرت البحار

د. الفاتح ابراهيم/ واشنطن
[email protected]
عندما اندلعت ثورة ديسمبر السودانية العظيمة التي قادها شباب في مقتبل العمر وبذلك حازوا على الاعجاب في منابر العالم وبمختلف ثقافاته ومبادئه .. وكانت فرحة الشعوب بها في محلها لأنها تعبر عن الآمال والطموحات التي تتوق لها معظم شعوب العالم للتخلص من ربقة الطقم الباغية المسيطرة بغير وجه حق على مقدرات وامكانات البلاد خدمة لمصلحة الاقلية والطبقة الحاكمة .. لقد رأت معظم شعوب العالم في الثورة الشبابية في السودان مُعلِّما ورائدا لها حتى يقوموا باستخدام نفس الاسلوب لإحداث نفس التغيير في مجتمعاتهم .. ولقد ساعدت في اتقاد الثورة ونجاحها إدخال أساليب تقنيات التكنولوجيا الرقمية الحديثة وأدوات التواصل المجتمعية التي أتقنها شباب الثورة والتي يجهلها النظام البائد ولا قبل لمؤسساته التقليدية المهترئة وزبانيتها بهذا الساحر الجديد مما زادهم إرباكا على ارباك!
قبل ايام وأنا اتجول في الانترنت عثرت على احدهم ينشر في صفحته في الفيسبوك اغنية تؤديها شابتان يبدو انهما من احدى بلدان أوربا الشرقية لأن اللغة واللهجة والسحنة أقرب إلى تلك المناطق التي تنطق باللغات السلافية .. في الغالب ينتميان الى احدى الشعوب السلافية ..
الفتاتان تعزف احداهما على آلة الجيتار وتغنيان بإحساس عميق للثورة السودانية وبالطبع لم افهم ما يقولان إلا عبارة واحدة نطقاها بلغة عربية مكسرة هي: “تسقط بس” ..
شعرت بفرح وإعزاز متزايد بالثورة السودانية وكيف أن هؤلاء الشباب أتقنوا لغة العصر وتقنياته فوصلت أصداء اصواتهم الى آفاق واصقاع بعيدة .. انها قوة الفن والقصيد التي عبرت الاراضي وشقت الفيافي وخاضت البحار كأنها القوافي التي أرسلها المتنبي وترنم بها الفنان المتفرد عبد الكريم الكابلي في قصيدة “كلنا جوٍ يا رسول” ..
وعِندي لكَ الشُّرّدُ السائراتُ
لا يَختصِصْنَ من الأرضِ دارا
قوافٍ إذا سِرْنَ عن مِقْولي
وَثَبْنَ الجِبالَ وخُضْنَ البِحارا
قادة الأحزاب السياسية السودانية وقادة العسكر و قادة الحركات المسلحة و قادة الإدارة الأهلية و قادة الكيزان و قادة المؤتمر الوطني سيقفون عراة غرلا أمام محكمة الله رب العالمين و أنا على ذلك من الشاهدين لن تضيع قطرة دم هدرا و سيندمون على كل ما نهبوه من الخزينة العامة لشعب السودان يوم لا ينفع مال و لا بنون إلا من أتى بقلب سليم إنها ليست محكمة أوكامبو بل محكمة الله الذى يعلم السر و أخفى و يوم تقوم الساعة يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة
قادة الأحزاب السياسية السودانية وقادة العسكر و قادة الحركات المسلحة و قادة الإدارة الأهلية و قادة الكيزان و قادة المؤتمر الوطني سيقفون عراة غرلا أمام محكمة الله رب العالمين و أنا على ذلك من الشاهدين لن تضيع قطرة دم هدرا و سيندمون على كل ما نهبوه من الخزينة العامة لشعب السودان يوم لا ينفع مال و لا بنون إلا من أتى بقلب سليم إنها ليست محكمة أوكامبو بل محكمة الله الذى يعلم السر و أخفى و يوم تقوم الساعة يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة
أين حرية النشر أين حرية عدل و سلام ؟