مقالات وآراء سياسية

حاقت عليهم لعنة اللاعنين!

بثينة تروس

 

(اللهم لا ترفع للكيزان راية ولا تحقق لهم غاية واجعلهم للعالمين عبرة واَية) تريند أصبح تظاهرة روحية اسفيرية جمعت السودانيين في التوجه لله طلباً لعدالة السماء ، بعد ان زاد سخطهم ، وشقاؤهم ، وعذابهم في ظل حرب حصدت أرواحهم ، وقصفت منازلهم وقتلت اسر بكاملها ، بأسلحة دفعوا ثمنها ضريبة من عرق جبينهم وكدهم وقوت أبنائهم لكي يستخدمها الجيش في الدفاع عنهم وحمايتهم ، فإذا هي مقذوفات على رؤوسهم ، تمزقهم أشلاءاً وإرباً .. لقد ضاقت البلاد بأهلها ، ففروا طلباً للأمان في الدول المجاورة فوجدوا الذل والهوان ، واستقبلهم حصاد الإسلاميين الذين يشعلون ضرام الحرب ، كلما لاح بريق وقف إطلاق النار والوصول لاتفاق وحلول توقف سفك الدماء .. فإن مليشيات الكيزان تتسابق في إحراز المزيد من اراقة الدماء، واشعال الفتن ..

لقد انزعج الفلول من تلك الدعوات اللاعنة ، في حين لم تزعجهم انتهاكات وجرائم الحرب وقتل الأبرياء ، وكأنهم غير معنيين بقوله تعالى (من قتل نفساً ، بغير نفس ، او فساد في الأرض ، فكأنما قتل الناس جميعاً .. ومن أحياها فكأنما احيا الناس جميعاً) .. وبالطبع فإن الفلول وكونهم دعاة (بل بس) لا يعنيهم وقف الحرب واحياء الناس جميعاً ، فهم أصحاب فهم اصولي تربي تابعوه على العنف وحمل السيخ منذ ان كانت معاركهم في الجامعات حول كسب الانتخابات ، لا يعترفون بالديموقراطية صنيعة الغرب الكافر! ولا بخسارتهم في الانتخابات فيكيدون ويغدرون ليصلوا الى المناصب التي ينشدونها ، ويعتقدون في عصمة الهية تحفظهم من الهزيمة ، وقد صور لهم خيالهم المريض ان يد الله فوق أيديهم ، الوالغة في دماء المسلمين ، لذلك لم تخمد حروبهم العقائدية ضد الأقليات الدينية طوال فترة حكمهم الذي استمر لثلاثين عام ، أما حرب 15 ابريل الحالية والتي أذاقت الشعب الأمرين فهي من صميم صنيعهم ولذلك تخيفهم دعوات ايقافها ..

وفي قرارة أنفس الاخوان الفلول ، فإنه دينيا لا يجوز لعنهم ، فهم (أصحاب الأيادي المتوضئة) والدعاء المستجاب مهما فعلوا (فهي لله) .. هم العارفون في الدين دون غيرهم وهم أفضل من جميع السودانيين .. ألم يقل مرشدهم حسن البنا لهم أنهم أصحاب رسول الله وأردف قائلا (أيها الأخوان المسلمون : هذه منزلتكم ، فلا تصغروا من أنفسكم ، فتقيسوا أنفسكم بغيركم)؟!! ولذلك فإن همهم الشاغل هو (إعادة صياغة الانسان السوداني) وتعليمه إحسان (صناعة الموت) كما وصّاهم مرشدهم البنا أيضا .. إذن كيف يتطاول عليهم اللاعنون، وكيف سولت لهؤلاء الاقوام أنفسهم اقتحام مجالات تخصصهم الديني ، بعد ان نجحوا في ان يكون ميدان الدين خاليا من سواهم ، بالإرهاب الديني ، وبتهم التكفير ، حتي يسوقوا الشعب المحب للدين بفطرته ، سوق الضأن ليقف في معسكرهم ، اذ الحاكمية لله وهم القائمين علي امرها .. ولذلك تجدهم لا يستحون من القول ان الضائقة الاقتصادية في فترة الحكم الانتقالي أسبابها ابتعاد الحكومة عن تحكيم شرع الله ، والمواطنون يعلمون انها أزمات اقتصادية سببها فسادهم ، وسوء اخلاقهم ، وعدم مخافتهم الله .. هم يتلاعنون فيما بينهم ، ثم يستدعون فقه التحلل ، فيجيزون اكل أموال الناس بالباطل .. هم معسكر الايمان والشعب معسكر الكفر ، وقتلهم الانفس فعل مقدس (أو جهاد إسلامي) حتى ولو كان ضد مسلمين أو ضد مليشيا صنعوها بأيديهم وسلحوها وأغدقوا عليها بالأموال والرتب العسكرية واستماتوا في الدفاع عنها .. ولا توجد كلمة حق اريد بها باطل مثلما شهدنا في حرب (المكبراتية) هذه إذ يتنافس فيها الطرفان ، الجيش والدعم السريع، على التكبير والتهليل فوق جثث المواطنين وفوق جثث بعضهم البعض ، فهما من (رحم واحد) فيه رفع السلاح باسم الله ، يكسب الحصانة الدينية.

ومن أبرز ما صاحب هذا السخط الشعبي الإسفيري ، المُلحّ في الدعاء ، نشاط اعلام الفلول بخطة في غاية الدهاء الإعلامي ، بإقحام قوى الحرية والتغيير تارة ، واقحام الدعم السريع تارة أخرى .. بالطبع الدعم السريع خطيئتكم ، وصنيعكم ، مليشيات المكر الذي حاق باهله ، اما الزج بالدعاء علي (ق. ح. ت) لا يجعل منكم وطنيين غيورين ، او محايدين ، بل الحقيقة يثبت أنكم مفارقين لموازين العدالة التي تتوسلون اليها بالدعاء وتطلبون القصاص ، اذ كيف تستقيم موازين العدالة السماوية والارضية ، بين من حكم وتسلط لثلاث عقود وله سجل غير مسبوق في تاريخ هذا البلد من سفك الدماء ، وهتك الاعراض (اختصاصي اغتصاب) ، بل هو من اشعل هذه الحرب ، ويعتبر الدعوة لإيقافها عار وطني وخيانة ، وبين مجموعة من قيادات الأحزاب ، والقوى الوطنية التي شاركت في الثورة ضد نظام الأخوان المتأسلمين ، من الذين اذن لهم التفويض الشعبي بتكوين حكومة انتقال تخرجه الى بر الأمان .. وذات الفلول الذين حاقت بهم لعنة دعاء المظلومين ، كانوا أن عرقلوا جميع سبل الانتقال المدني بإخفاء السلع وقفل الموانئ وإثارة الفتن الى آخر ما عرف الشعب من مؤامرات .. وبالطبع فإننا نقدنا إخفاقات ق.ح.ت في أشياء كثيرة على راسها عجزهم عن التطهير السياسي ، مما جعل الاخوان المسلمين يعودون بنفس الخبث للمشهد السياسي ، عبر بوابة الجيشَ مستغلين العاطفة الوطنية ، للتغرير بالمستنفرين للموت بدلا عن أبنائهم!! والشاهد أن نقد الحكومة الانتقالية اتاح فرصة لنمو ثورة وعي وسط قطاعات الشعب المختلفة ، مقابل معارضة الاخوان المسلمين التي تنتهي بدق مسمار في راس طبيب ، أو آلة صلبة في مؤخرة معلم ، أو اغتصاب امرأة ، أو مقتل الشباب ، أو إشعال حرب تقضي على الأخضر واليابس .. هؤلاء أناس لا أخلاق لهم في الخصومة السياسية ولا كابح لجموحهم في الكيد لهذا البلد الطيب (أولئك عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين).

‬‏  ‏‪[email protected]‬‏

‫7 تعليقات

  1. اللهم عليك بالكيزان انهم لايعجزونك اللهم أرنا فيهم عجائب قدرتك يا جبار السموات والأرض وما بينهما وعنده علم الساعة وإليه ترجعون. سندعوا علي الكيزان في قيام الليل وصلاة الفجر وصلاة الضحى وصلاة الظهر والعصر والمغرب والعشاء بإذن الله تعالى ولن نترك الدعاء عليهم حتى يخلصنا الله منهم الي الأبد.

  2. 😎 انتي يا سعادتك تتلبسك الثقافة الكبزانية حيث تستخدمين الشتم و اللعن و الجمل و الآيات الدينية لايصال ما تريدين قوله و هذا الاسلوب هو اسلوب مسلم الاسلام السياسي فحريًا بك الرجوع لاسلام فيلم الرسالة و ترك الشتم و الدعاء للاله لسحق هذا و محق ذاك للكيزان و اشباه الكيزان و اكتبي رسائلك بلغة و عبارات واضحة و مباشر فقد تعبنا من الشتم و اللعن و الطلب من الإله فعل كذا و كذا و كان الاله لا عمل له غير معشر المسلمين بنوعيهم 😳😳

  3. مفهوم يأ أخ نجيركسنجارتا
    لكن الاستاذة لا تريد أن تترك الساحة الدينية للكيزان ليسرحوا ويمرحوا فيها زي ما دايرين
    هي لديها أسلوب في المقارعة قد لا يقبله الجميع لكنه بالتأكيد يجد قبول عند الكثيرين وهذا مهم
    ليس من الممكن فرض أفكار عقلانية صارمة دفعة واحدة على مجتمع ضعيف الى حد كبير
    يعني هي تعمل بأسلوب وداوني بالتي كانت هي الداء

  4. وضح جليا أن الدعاء علي الكيزان هزهم و
    لم يبق من تنبؤات المهندس المرحوم محمود محمد طه الا إقتلاع جماعات الهوس الديني
    في سنة 1946 عندما استطاع إطلاق صراح امرأة ختنت ابنتها من السجن كتب محمد المهدي المجذوب
    أين محمودها الذي دفع الضيمَ
    للقيْد في يديه رنينُ

    عربي يثور للعِرض والدين
    ولكنه الغداةَ سجينُ

    طاهرالقول والسريرة والكفّ
    له الخسف والعذاب المهين

    ربّ رحماكَ إنه فعل الخير
    ولكنه وحيد غبينُ

    وما بين الجدل الكثيف الذي أثاره الأستاذ محمود محمد طه حياً وميتاً، بين متفق معه ومختلف، كانت ابتسامته الوضاءة التي افترّ وجهه عنها عندما نزع الغطاء عن وجهه قبيل تنفيذ حكم الإعدام به، قد لفتت أنظار العالم، واسترعت شاعرية علامة السودان عبدالله الطيب فقال مصوّراً المشهد:
    كشفوا وجهه ليعرف أن هذا
    هو الشخص عينه محمود

    قرئ الحكمُ ثم صاح به القاضي
    ألا مثله اقتلوه، أبيدوا

    كبّر الحاضرون للحدّ مثل
    العيد إذ جمعهم له مشهود

    وأراهم من ثغره بسمةَ الساخر
    والحَبْل فوقه ممدود

    وعلى وجهه صفاء وإشراق
    أمام الردى وديع جليد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..