أخبار السودان

شكرا… شيخ الترابي.. ذكرّتنا..اذ..لم ننسي..

شكرا… شيخ الترابي.. ذكرّتنا..اذ..لم ننسي..

محمد عبد الله برقاوي..
[email protected]

الحوار الذي أجرته الجزيرة نت..مع الشيخ/ الدكتور حسن الترابي واعادت الراكوبة نشره…أيقظ في الذاكرة شريطا طويلا من تتبعي لتاريخ الرجل .. والذي كنت شاهدا مباشرة علي جزء يسير منه..اما بالمتابعة العامة من خلال دولاب الحياة السياسية في السودان والتي وعيت علي وقع حافرها واصدائه عند نهايات الدراسة الابتدائية ومع انطلاقة ثورة أكتوبر 1964..التي أطلقت دفق الأحساس الوطني الآول في نفسي.. واوقدت شمعة الولع بالشان السياسي ووسعت من دائرة اهتمامي فيه لاسيما وانني كنت احمل في ذهنيتي المبكرة بذرة السياسة من والدي الذي عارك حقلها عملا ومعتقلات ومناصب وسفر ..وكان يتنا المستويات السياسية و النقابية وقيادات اتحاد المزارعين وعموم المواطنين من المؤيدين حتي والمناوئين. كسماحة ذلك الزمان ونقاء سياسيه.. ولعل ذلك الحوار الذي اعاد عقارب الساعة بي الي ذلك الزمن كان مناسبة .وسانحة. حيث التقطت العنوان.. بادي ذي بدء.. والذي يقول ان الدكتور الترابي لن يثق في العساكر بعد ما فعله به الرئيس البشير.. فقفزت الي ذهني حادثة وقوف الترابي من داخل برلمان أكتوبر الأول ضد محاكمة عساكر نظام 17/نوفمبر58.. والتي تبناها.. أحد الأحزاب الكبيرة وبعض قيادات الأحزاب الأخري التي تباينت مواقفهم حيال تلك المسألة…..فتبني الرافضون للمحاكمة ..مبدأ ( عفا الله عما سلف ) الذي كان المسمار الأول في نعش سودان مابعد الأستقلال اذ فتح شهية بقية الكوارث العسكرية الآنقلابية التي جرتنا الي المصير الحالي.. وكان الدكتور الترابي أحد السواعد التي دقت علي ذلك المسمار.. فيما أدرك بعض قيادات الأخوان المنزلق..اذ انشقوا عنه.. تجنبا لشطط توجهاته المتقلبة وذاكرته السياسية الضعيفة التي تدفعه احيانا للاعتقاد بان ذاكرة الوطن هي الأخري يعتريها الوهن والخرف..
ولعل تصاعد سطوة فيروس النسيان استشرت وتمددت في مساحات ذاكرة الرجل المزدحمة ..بأحرف الشرائع السماوية والقوانين الوضعية والمماحكات السياسية وذكريات السفر في كل البلاد لاكتساب المعارف..ومرارات الزنزانات التي دلف جانب من عتمتها الي تلك الذاكرة.. فنسي الدكتور الشيخ في ذروة لهثه وراء السلطة التي فشل في انتزاعها عبر صناديق التداول..فصعد الي قطار عسكر مايو في نهايات السبعينيات و الذي كان يترنح وقد نفذ وقوده وهو ينزلق الي منحدر المحطة النهائية ..بعد ان انعزل عن كل القوي السياسية أما بطشا بساعده الذي توهم القوة واما مقاومة من بعضها ابتعادا عنه لعزله في ساحات الانتفاضة القادمة لصرعه بسواعد الشعب..
لكن وياللغرابة.. اذ يجد ذلك النظام وهو في هذه الحالة..جرعة من امل البقاء والعودة به من صحاري الضياع ..ومن يد الدكتور الترابي الذي ..أخذه في حضن برنامجه ونفض عنه غبار وعثاء التيه.. وجعل من قائده دون مقدمات ..( اماما للأمة ) بعد ان كان محسوبا علي زمرة السفهاء في نظرهم الي حين لم يكن بعيدا عن بيعتهم له كخليفة .. ففتحوا له المنابر خطيبا لازالة جهل أمة حسبوه حقيقة ..وما كانوا يعلمون من هو الجاهل..بل و وعلقوا له المشانق اخذا بعلماء عجزوا عن مناظرتهم.فكريا وشرعيا. فرموهم بالزندقة والردة.. الي ان حملوه علي شريعة عوراء لاتري الا ..ما جملوه لامامهم المزعوم من قبيح الاحكام ومعاداة المجتمع ..وتدنيس الدين ليجروه وبدون وعي منه الي سكرة النهايات.. المحتومة..
وحيث ان الشيء بالشيء يذكر والذكري تنفع المؤمنين .. الذاكرين منهم والغافلين.. اذكر وقبيل ان يودعهم النميري .. السجون …والذي تنبه بعد فوات الاوان لمخطط الأسلامين والطعم الذي ابتلعه.. وكان ذ لك قبل قبل انتفاضة ابريل 85 باشهر قليلة ان جاء الدكتور الترابي في جولة يبشر فيها بنهج الامام النميري وكيف ان الله قد دفق في قلبه وعقله نور الهداية بفضل احتوائهم له وابعاده عن أحضان العلمانيين والطائفيين.. فعقد ندوة تبناها برنامج الشريعة والحياة في تلفزيون ابوطبي وكنت أحد المحاورين فيها.. فسألته .. كيف تثقون في رجل مثل النميري ضاربا الرقم القياسي في تقلباته السياسية لاطالة عمر حكمه خارج منظومة المنطق(البرجماتي نفسه.. ) فطوح بي الدكتور الترابي باجابة هلامية قفز فيها بعيدا عن الموضوع وسط القرون والحقب.. لم افهم محتواها الا بعد شهرين تقريبا حينما اودعه النميري واصحابه السجن.. منوها علي نائبه الاول عمر الطيب بنصب المشانق ريثما يعود من امريكا ..فلا هوعاد. ولا تعلم الدكتور الترابي الدرس في غمرة تأكل ذاكرته التي تستخف بذاكرة الشعب ..في كل مرة..
ولعل مضابط الحوار الأخير مع الجزيرة نت .. تؤمن دون ذرة شك في ان مولانا ..قد فقد البقية الباقية من مساحة ذاكرته المنهكة..التي . أوقعته..بسبق منه واصرار في حضن العسكر في 30 يونيو 89 ..ولعلنا في حل عن اعادة التاريخ القريب الذي أنكرمنه كل ما تساقط عن ذاكرته ربما عمدا.. ولم يسقط من ذاكرة أمة لو انها خالفت مبدأ عفا الله عما سلف الذي ايده الترابي كما اسلفنا لما تكررت تجربة المحاق التي تقاسم فيها فقيهنا المتناسي وزر المآلات التي دفعنا ثمنها شتاتا واذلالا وفتنا يتحمل فيها شخصيا العبء الأكبر باشعال حريق الجهاد في الجنوب ..و جحيم دارفور مكايدة للعسكر الذين لم يتب من لدغات جحورهم علي مدي سنوات ركوبه علي اسوأ الذرائع التي تبرر اشنع الغايات..
وهاهو يجي اليوم باحلام الشيخ المخرف الذي يحلم بالزواج من عذروات العشرينيات.. ليقو ل لقد خطط لمستقبله السياسي بعيدا عن الثقة في اي عسكري.. وانه ضد انفصال الجنوب وسيعمل علي نشر الاسلام فيه بالمناصحة وحسن القول.. و يعمل لوحدة السودان .. بعد ان يغير أسم حزبه من أحمد الي ابوأحمد.. نائيا باقترانه مع مسمي حزبه السابق وصومعة تلامذته الذين رموه من أعلي البناء الذي شيده.. تماما كما تفعل المطلقة في بعض البلاد.. حينما تنفصل عن زوجها فتعود الي اسم والدها ان بقيت مطلقة أو الي ربط اسمها باسم زوج جديد وفق تقاليدهم الاجتماعية هناك ..
فيا ايها الشيخ الجليل شكرا علي كل حال.. فقد ذكرتنا .. اذ لم ننسي اساسا . ونقول لك في صدق. ان كان في معين ذاكرتك و علمك ( روابا ) فصبه في ميزان ما تبقي لك من فرص الغفران لدي شعب مبدأ ( عفا الله عما سلف ) علي ان تبعتد عن العسكر وعنا كشعب .. ان كنت تنسي فانه لم ولن ينسي .. الا انه ان انت ذهبت قد يتركك في حالك من منظور..وعيه الاجتماعي..وقوته عند الحلم لا ضعفه حيال الظلم.. و فطرته السوية التي لا زالت توقر للشيوخ وان خرفوا بالا.. تودعهم..دور العجزة والمسنين فهلا فعلت .. لنفعل.. يا هداك الله. المستعان.. وهو من وراء القصد..

تعليق واحد

  1. نسأل الله أن يعجل بمنية الترابي وأن يجعل كيده وفي نحره ويريح السودان من شروره ونفاقه ،،، فهذا الشيخ السفيه لن يرعوي لان ابليس مسيطر عليه كليا ،، وقديما قال الشارع ،، قد يحلم الفتى بعد سفاهة ،،، وسفاهة الشيخ ما بعدها حلم

  2. هذا هو الوعي…. هذه هي الحقيقة ….متعك الله بالصحة استاذ برقاوي , ففي لحظة تخيلت ان شعبنا قد تشابه عليه البقر او انه اصيب بالزهايمر , و كلما اطل الشيخ بوججه الكالح يداعب احلام البسطاء بالحرية و الثورة علي صنائعة اضرب كفا بكف و لسان حالي يقول: الاختشوا ماتو.:mad:

  3. انتهى الدرس يا ايها الشيخ الجليل ارحل عن دنيانا كما رحل الكثير ممن تسبب في اذى هذا الشعب المغلوب على امره
    صدقت يا برقاوي
    يريد موفعاٍ بعد الاستفتاء ونسي ان ذاكرة هذا الشعب كما لديه
    قالبذهب هو وليلحق به الجلاد البشير

  4. الناس دي ما دايرة تعترف ان الراجل ده جنة بعد ضربات هاشم بدرالدين علي الراس عليكم الله دي تصرفات زول نصيح.

  5. محمد طه عليه رحمة الله مرة كتب كلمات كان تقول ياخرطوم جوطى جوطى لن يحكمنا ا—————– وكان ده شيخ كده ياترى فيه خير ومحمد طه من ناسهم ولو مامتاكد مابقول وده كلام كيزان مثبت وليس كلامنا وشيخهم مريض والدوده دى عندهم عادية ولو دخلت فى وسطهم تشوف وتسمع بلاوى

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..