هذا قولي ..! لحسن إسماعيل

كنت ولوقت قريب أفسر إصرار الحكومة ووفدها المفاوض في أديس أبابا على وثيقة الدوحة والتعنت في اعتبارها المرجعية الوحيدة للتفاوض في أزمة دارفور ــ كنت أفسر ذلك ـ بأن الوثيقة قد قطعت شوطا كبيرا في تنزيل النصوص النظرية من الورق على أرض الواقع وأن ذلك الواقع أثمر وأزهر هناك في دارفور ومن ثم فإن الحكومة تتمسك بعدم تجاوز الوثيقة وتضغط على كل الأطراف لانضمام لها فقط
انصدمت لحد الذهول وأنا أطالع الحوار الصحفي الذي أجراه الصحفي المثابر لؤي عبد الرحمن ونشر في صحيفة الصيحة مع الأستاذ إبراهيم مادبو وزير الإعلام السابق بالسلطة الانتقالية،

والرجل بجانب أنه كان وزيرا للإعلام في السُلطة الانتقالية فقد شغل أيضا منصب رئيس مفوضية إعادة الإعمار والتأهيل، الرجل في ذلك الحوار وزع إجابات بمذاق الحنظل دون أن يسقينا الماء من ورائها فترك طعمها معلقا في سقف حلوقنا ومضى
لؤي وجه سؤالا مباشرا وواضحا للمهندس مادبو قائلا :ـ إلى أي مدى نجحت وثيقة الدوحة في تحقيق السلام؟ وإبراهيم مادبو لا يتلفت بل يجيب مباشرة أن الوثيقة فشلت في الأربعة مستويات التي يجب أن تحققها، فشلت في إلحاق كل الحركات المسلحة بوثيقة الدوحة، وفشلت في تحقيق السلام مع الحركات التي لم توقع على الدوحة، وفشلت الدوحة في تحقيق السلام الاجتماعي في دارفور بل تطورت الصراعات وأخذت منحا قبليا وتوسعت واندلعت في مناطق أخرى، وحتى الحركات الموقعة على الوثيقة لم تسلم من الانقسام
هذا عن السلام، ولكن الصحفي يسأل الرجل عن محور التنمية بصفته وزيرا سابقا بالسلطة والرجل يوزع العلقم في شكل أرقام، فالمهندس مادبو يقول إنه تبقت سبعة أشهر على السلطة الانتقالية وكان من المفترض أن تنفذ 1072 مشروعا (ألف واثنان وسبعون مشروعا) ولكن للأسف لم يتم تنفيذ ولا مشروع!! الرجل ينثر الإجابات الموجعة ــ لدينا مبنى في الفاشر دفع فيه أكثر من عشرين مليون ريال، شارف على الانتهاء، ولكن لم تتقدم السلطة أو أي جهة حكومية بتكملته وهو مبنى يسع السلطة ومفوضياتها وبه صالة دولية وكان يمكن أن يكون أجمل مبنى في السودان ولكنه الآن مهجور !!
 السؤال المشروع هنا.. ماذا فعلت الحكومة بأموال المانحين في الدوحة؟ وهل دفعت المبلغ المطلوب منها وفق منطوق الوثيقة؟ وأين ذهبت هذه الأموال؟؟، وإذا كانت الدوحة (الاتفاقية) بكل هذا القصور والعجز فلماذا تتمسك بها الحكومة وتصر عليها؟ هل الحكومة تصر على الدوحة (الوثيقة) أم الدوحة ( الريالات والأموال؟؟).. حيرتونا..

التيار

تعليق واحد

  1. بعد مرور اعوام من افتتاح قرية نموذجية شرفها عمرو موسى بمنطقة في دارفور زرتها لأرى مدى الاستقرار فوجدت مسجداً لا يؤمه أحد و مبان خالية من البشر ، تحط فيها الغربان ، صحيح ان الاوضاع في دارفور بين فكي الرحى لا يقوى أياً من الاعلاميين الذهاب لإستقصاء الحقائق فيكتفون بترديد حكاوى و اكاذيب وكلاء الرئيس و الحزب بالولايات الخمس لدارفور

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..