الفالس في مسرح السياسة السودانية

العظام وحدها هي المهمة اما الاشياء الرخوة فهي لا تصلح إلا للمسرات هذا المشهد الحواري من رواية دكتور جيفاكو للكاتب الروسي باسترناك يلخص كيف يفكر الدكتور الترابي وماذا يريد من الحوار الوطني ، فالسلطة وتوزيع قسمتها في هذه المرحلة ليست اولوية في تفكير الترابي ، وحدها العظام هي التي تشغل تفكيره فالرجل بحنكتها وذكائه وتجربته لن يلدغ من الجحر مرتين ولن يرتمي في احضان سلطة انتقالية او حكومة وفاق وطني فعظة التاريخ حاضرة عنده .

العظام عند الدكتور الترابي هي استرداد حركته ودعوته التي فقدت بريقها والقها وفطرتها السليمة منذ سنوات المفاصلة الشهيرة و الدكتور الترابي بعقله المتجاوز وإرادته الصلبة ويقينه الرباني يتجاوز هذا كله و ينصرف الي ما بعد عهد الانقاذ التي لفظت انفاسها الاخيرة وأصبحت مثل منساة سيدنا سليمان ولكن الجن لا يعلمون ، الترابي ينظر الي معركة التنافس القادمة بين القوي الاسلامية والقوي العلمانية ولا تعنيه المسرات ونتائج الحوار وتوزيع السلطة والقرار الاصوب في مرحلة التأسيس القادمة ان لا يشارك الدكتور الترابي وحزبه في سباق التنافس علي كراسي السلطة الانتقالية التنفيذية او أي اسم اخر يطلق عليها ، والأسماء والمصطلحات في عالم السياسة غير الاسماء في عقل الشعب السوداني والتي تثير الانتباه والتوتر والقلق فليس هناك اقسي من تسمية مولود جديد في الاسرة السودانية .

الضفة الاخري من تفكير الدكتور الترابي في هذه المرحلة تتعلق بتهيئة المسرح السياسي السوداني علي اصول جديدة وهذه المعركة شبه محسومة فمنذ ان بدأ الحوار الوطني مسيرته والاطمئنان دخل الي قلب الرجل الذي لا يعرف الاطمئنان الي قلبه سبيل وكما تقول المقولة المشهورة ان العباقرة لا يعرفون الاطمئنان ، وإذا فعل ذلك وسارت الامور كما ينسج فسيخلد التاريخ الدكتور الترابي بأنه نقل الصراع السياسي السوداني من مسرح العبث الي مسرح الاخلاق والتنافس الشريف وسيستريح الرجل من عناء الصراعات كما يشتهي علي عنقريب هباب تتنزل عليه قطرات المياه بعيداً عن قصور الصراع .

حتي ذلك التاريخ اتمني ان تستمتعوا برقصة الفالس بين الرجلين قبل ان يتحول المسرح السوداني الي حلبة رقص جماعي .

علي عثمان علي سليمان

[email][email protected][/email]
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..