مقالات سياسية

حول عمق السودان الاستراتيجي لمصر!.

حسن الجزولي

نقول بتربينا سياسياً ووطنياً ومنذ ما قبل فجر استقلال بلادنا، أن السودان يعُد عمقاً استراتيجياً لمصر، خاصة في الأزمات التي تمر بمصر وشعبها، كما حدث خلال الاعتداء العسكري عليها في حروب 56 حيث زاحمت صفوف الجماهير السودانية من أجل التطووع في الجيش المصري دفاعاً عن أرض مصر وترابها.

وكذا خلال حرب 67 ، فرحبت أراضي السودان واستقبلت ما تبقى من أسطول الطائرات المصرية التي ووجهت بانتكاسة في في تلك الحرب، هذا هو شعب السودان في وقوفه وتضامنه العميق مع الشعب المصري، وظلت هذه الوشائج تدخل في صميم تربيتنا الوطنية كسودانيين تجاه شعب مصر الذي تجمعه معنا وشائج وادي النيل كإخوة وأشقاء.

وحري بالقول أن ذلك يتم بمبدأ الندية وسيادة أراضينا السودانية دونما تفريط ولو على شبر واحد من تراب وطننا العزيز، وحتى في ظل الأزمة التي تحتدم بين الحين والأخر فيما يخص الأراضي السودانية المتغول عليها من قبل مصر، فإن السودان وحكومته، وخلال العهود الديمقراطية ومراعاة لهذه القيم، ينحو السودان نحو تهدئة الخواطر والاتجاه للحلول الديبوماسية التي من المفترض أن تتوفر فيها إمكانيات الحلول السلمية الأخوية، ولكن ترتفع حمية السودانيين دوماً في ظل أنظمة البطش والقمع الديكتاتوري، حيال الأراضي السودانية المتغول عليها من قبل الأخوة في مصر!.

بهذه المفاهيم ندلف لتناول خبراً تناقلته مصادر متعددة، ومفاده أن اتفاقاً تم بين علي المصيلحي وزير التموين والتجارة الداخلية المصري مع ميرغني إدريس سليمان “رئيس منظومة الصناعات السودانية” لدراسة استغلال الأراضى الزراعية المتاحة “بالسودان”. فوفقا لهذا الاتفاق ستتم زراعة أراضي السودانيين بالعباد وفول الصويا والذرة لصالح الشركة القابضة للصناعات الغذائية التابعة “لوزارة التموين المصرية”، ما يساهم فى توفير زيوت الطعام “للسوق المصرية”، ويحد من “الاستيراد” بالنسبة للمصريين!. ونفس الأمر سيتم بخصوص الصناعات الغذائية وعلى رأسها ملف توفير “اللحوم الحية” من جانب شركة الاتجاهات السودانية لصالح الشركة القابضة للصناعات الغذائية “المصرية”، حيث أن العلاقة “بينهما” استراتيجية وذات طابع عميق ووطيد!.

دون الدخول في تحليل للخبر من أي ناحية من النواحي فيما يتعلق بعمق العلاقة السودانية مع مصر، دعونا نطرح السؤال مباشرة للسيد مدني عباس وزير الصناعة والتجارة في حكومة الفترة الانتقالية، حول ما أن جرت مقابلة بينه و”رصيفه” المصري وزير التموين والتجارة “أولاً” لمناقشة أمر هذا الاتفاق، أم ترك الأمر “لرئيس منظومة الصناعات السودانية” ليتكفل “برتوكولياً” بهذا الملف؟، وحتى نجد إجابة شافية من سيادة الوزير، نكتفي بهذا القدر، على أن نعاود مناقشة هذا الموضوع والبالغ الحساسية من كافة جوانبه، وما إن كان في هذا تعبير عن عمق للعلاقات الأزلية بين الشعبين!.
ـــــــــــــــــ

* لجنة التفكيك تمثلني ومحاربة الكرونا واجب وطني.

حسن الجزولي

[email protected]

حسن الجزولي

دكتور حسن الجزولى هو قاص و اديب و سياسى و عضو باللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني انتخب في الدورة الخامسة لمؤتمر الحزب الذي انعقد بالخرطوم و يكتب عامود راتب بجريدة الميدان الجريدة الناطقة باسم الحزب الشيوعي السوداني كما يكتب بعدة صحف سودانية أخرى.

‫3 تعليقات

  1. والله يا أخي أنا انسان عادي لا صحفي ولا خبير استراتيجي ولا محلل سياسي وحتى الآن بالرغم من سهولة وضع حرف الدال أو البروفيسير أمام إسمي إلا أنني أترفع عن ذلك لأنه في السودان اليوم أصبح أكثر إنسان محترم وأكثر تميزا هو الذي يضع أسمه العادي أمام اسم أبيه وجده. كمدخل لهذا الموضع وقبل أن تخوض في إلقاء اللوم على وزير التجارة، يجب الإقرار أولا أن الأراضي هي جزء من السيادة الوطنية وبالتالي يجب أن لا يسمح في التصرف فيها الا الجهات السيادية ووفق الدستور والقانون حتى التصرفات بين مواطني بنفس البلد فالأرض في كل الدنيا هي أرض الدولة وليس الأفراد غلأ في السودان والآن بعد إتفاق السلام يجب أن يتم تثبيت هذا الموضوع أن جميع الأراضي تتبع للدولة وهي الوحيدة التي لديها حق التصرف فيها. الآن من أكبر عقبات الإستثمار وإقامة المشاريع الكبرى هو الفهم القاصر لدى المواطنين بأنهم هم أصحاب الأرض وهو أمر لو لم يتم تداركه فسوف يقوم المواطنين وهم كما تعلم أغلبهم رعاع ينساقوا كما تساق البهائم مع كامل الاحترام للبهائم لدمير أي مشروع بعد إقامته. ثانيا من هو ميرغني سليمان هذا الذي يحق له التصرف في أراضي الدولة مش داخل الدولة بل مع دولة أخرى بصراحة كده ومع احترامي للبرهان الراجل المفروض يتبل اليوم قبل الغد ويتم إلغاء أي إتفاق له مع المصريين أو غيرهم.

  2. إقتباس …
    (نقول بتربينا سياسياً ووطنياً ومنذ ما قبل فجر استقلال بلادنا، أن السودان يعُد عمقاً استراتيجياً لمصر، خاصة في الأزمات التي تمر بمصر وشعبها)
    أسألك بالله ياصاحب القال …ماذا قدمت لنا مصر على مر الدهور؟؟؟؟ وهل فى عاقل فى هذا الكون ليقول عن دولته الحرة عمق إستراتيجى لدولة أخرى …مثلا هل ممكن أن نقول الولايات المتحدة عمق إستراتيجى لكندا أو العكس …المانيا عمق إستراتيجى لفرنسا أوبلجيكا أو العكس …خليك من الدول الكبرى هل ممكن تشاد أو أفريقيا الوسطى أن تقبل أن تكون عمق إستراتيجى للسودان أو العكس …
    يا ناس ماتخلونا من الكلام البيوجع القلب ده …مصر طايرة وشعبها ماسك فى كرعيها … نحن الآن دولة تنعم بالحرية وتخطو نحو إرساء حكم مدنى ديمقراطى ودولة مؤسسات نحلم فيها بحياة كريمة أفضل مما فى مصر بآلاف المرات …
    كلمة أخيرة يا شعب السودان فلتحمدوا الله كثيرا على الموقع الذى حباكم به الله على حوض النيل وأحمدوهوا ملايين المرات أن جعل موقع مصر( الحاقدة دوما على السودان) فى مصب النيل …..

  3. الكلام الني … مثل علاقتنا الأزلية و غيره هو ما شوه وعي هذا الشعب…ليس بين الدول علاقات أزلية و إنما علاقات مصلحة متبادلة…السودان ومصر دولتين بينهما علاقات مصالح تقوم كل دولة بتقييمها على حسب الفوائد التي يجنيها شعبها….نرجو ان بتعد من العبارات التي عفى عنها الزمن

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..