السودان: بعد 7 أشهر من الحرب.. تزايد مخاوف التقسيم والتفتت

مع طول أمد الصراع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع دون أفق للحل، يخشى خبراء أن يتكرر “السيناريو الليبي” في السودان، في إشارة إلى الفوضى التي تعم الجارة الشمالية الغربية، حيث تتنازع حكومتان السلطة، إحداهما في طرابلس معترف بها من الأمم المتحدة والثانية في الشرق يقودها الجنرال خليفة حفتر المدعوم من أطراف إقليمية.
قال خالد عمر يوسف القيادي في قوى الحرية والتغيير إن استمرار المعارك يمكن أن يؤدي إلى سيناريوهات مرعبة في السودان
أدت سبعة أشهر من الحرب المتواصلة في السودان إلى مقتل الآلاف ونزوح الملايين داخليًا وإلى دول الجوار، وجعلت احتمال التقسيم خطرًا محدقًا ببلاد كانت تعاني أساسًا من التشرذم والصراعات.
وتقول وكالة “فرانس برس” إنه مع تواصل المعارك بين قائد الجيش عبدالفتاح البرهان وحليفه السابق قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو – يخشى خبراء أن يتكرر في السودان “السيناريو الليبي”، في إشارة إلى الفوضى التي تعم الجارة الشمالية الغربية، حيث تتنازع حكومتان السلطة، إحداهما في طرابلس معترف بها من الأمم المتحدة والثانية في الشرق يقودها الجنرال خليفة حفتر المدعوم من أطراف إقليمية.
وسيطرت قوات الدعم السريع على مناطق في الخرطوم، وحققت تقدمًا كبيرًا في إقليم دارفور غربي السودان. وفي المقابل، تحصن أعضاء الحكومة وقادة الجيش في مدينة بورتسودان المطلة على البحر الأحمر شرقي البلاد، والتي بقيت بمنأى عن المعارك التي اندلعت في 15 نيسان/أبريل الماضي.
ولا يبدو أن أي طرف مستعد لتقديم تنازلات على طاولة المفاوضات، خصوصًا أن أيًا منهما لم يحقق تقدمًا حاسمًا على الأرض.
ومطلع الشهر الجاري، فشلت جولة جديدة من مفاوضات جدة التي ترعاها الولايات المتحدة والسعودية بمشاركة الاتحاد الأفريقي والإيقاد في تحقيق أي اختراق بين الطرفين اللذين اكتفيا بالتوقيع على اتفاق يقضي بتسهيل مرور المساعدات الإنسانية وإجراءات لبناء الثقة.
ولم تفلح جولات التفاوض المتعددة سابقًا في سوى إبرام وقف مؤقت للمعارك التي كانت سرعان ما تستأنف فور انتهاء المهل.
ويثير فشل الوساطات الدولية المتعددة مخاوف من أن يفضي استمرار الوضع على حاله لمدة طويلة إلى تقسيم السودان.
وقال خالد عمر يوسف الناطق باسم قوى الحرية والتغيير –الكتلة المدنية التي كانت شريكة في الحكم مع الجيش قبل انقلاب البرهان ودقلو عليها في تشرين الأول/أكتوبر 2021 – إن “استمرار المعارك يمكن أن يؤدي إلى سيناريوهات مرعبة من بينها التقسيم”. وأضاف لوكالة الأنباء الفرنسية: “موجة التسليح المتصاعدة [للمدنيين] تعمق الشروخ الاجتماعية في السودان”.
وأدت الحرب بين الجيش والدعم السريع إلى مقتل أكثر من (10) آلاف شخص، وفق تقدير لمنظمة “أكليد”، ويعتقد على نطاق واسع أنه أدنى من الحصيلة الفعلية.
كما تسببت المعارك في نزوح أكثر من ستة ملايين شخص، وتدمير معظم البنية الأساسية في السودان الذي كان يعد حتى قبل اندلاع النزاع من أفقر بلدان العالم.
هجوم في دارفور
ومنذ مطلع تشرين الثاني/نوفمبر، تواترت تقارير عن مذابح جديدة في دارفور في ظل هجوم “واسع النطاق” من قوات الدعم السريع التي أعلنت السيطرة على قواعد الجيش في مدن كبرى في الإقليم.
في مدينة أردمتا بولاية غرب دارفور، قتل مسلحون (800) شخص، فيما دمّر (100) مأوى في معسكر للنازحين، ما دفع ثمانية آلاف شخص إلى الفرار إلى تشاد المجاورة خلال أسبوع واحد – وفق الأمم المتحدة.
وأعرب الاتحاد الأوروبي عن “صدمته” من سقوط نحو (100) قتيل في زهاء يومين في “أردمتا” في ما يبدو حملة “تطهير عرقي”.
ويعتقد الخبراء أن تلك الأرقام تبقى ما دون الفعلية بسبب انقطاع شبكات الاتصالات انقطاعًا شبه كامل جراء القتال.
ومنذ بداية النزاع، أحصت الأمم المتحدة أكثر من (1.5) مليون نازح داخل إقليم دارفور الذي يعيش فيه ربع إجمالي سكان البلاد البالغ (48) مليون شخص.
“شر مطلق”
والأسبوع الماضي، حذرت الأمم المتحدة من أن العنف في السودان بلغ مرحلة “الشر المطلق”، وأعربت عن قلقها خصوصًا من هجمات على أساس عرقي في دارفور.
وفيما يقاتل الجيش في مختلف أنحاء السودان، اتخذ قائده البرهان وحكومته من بورتسودان مقرًا لقيادتهم، ما غذى الخشية من تقسيم البلاد.
الترا سودان
حقيقةً التي لا جدال فيها اصبح معظم السودانيين في الوسط والشمال والشرق وشمال كردفان اكثر زهداً في دارفور ولو تم استفتاء شعبي في هذه المناطق سوف تكون نتيجته وداعاً دارفور
يا الكوشي خليك في حلمك و قلل من الصنف القوي ده.