مقالات سياسية

في عرين الرجال..

آمنة أحمد مختار أيرا

كسودانيين ، تربينا على ثقافة ( البمد يده على مرة ما راجل )  .
فرغم أن مجتمعنا الحالي ذكوري كمعظم المجتمعات في محيطنا ، إلا أن أسلافنا أورثونا ثقافة أن للمرأة السودانية مكانة خاصة واحترام خاص .
حتى أنه كانت تقاس مكانة الرجل بمقدار إحترامه لأمه ونساء أسرته.. وبرقي تعامله مع الزميلة والصديقة.. والأنثى في الشارع .
وأعتقد أن هذه القيم مستمدة من تاريخنا العريق والقديم.. الذي كانت تتوج فيه المرأة ملكة تحكم وتقود الجيوش..
وشاعرة تستنهض الهمم ضد الأعداء والمستعمر .

قيم مستمدة من إرث كان يستمد فيه الزعيم والملك زعامته عن طريق سلالة والدته لا أبيه.. ويورث الملك والزعامة لسلالة أخته لا لسلالته الذكور من صلبه .
……..
ورغم أن هذا كان تاريخا قديما يعود لمجتمعات أمومية وإرثا مستمدا من تقاليدنا الأفريقية القديمة..
ورغم وفود ثقافات ومعتقدات جديدة حولت مجتمعاتنا من أمومية إلى أبوية ..
إلا أن رواسب ثقافاتنا السودانية القديمة في احترام المرأة وتبجيلها واستهجان ممارسة العنف ضدها كانت لا تزال حتى وقت قريب.
بل كانت هذه الثقافة تتجلى في قيم الفروسية المغناة والمحكية والمنشدة شعرا .
…….
قرأت كغيري عن حادثة التعدي على رئيسة نادي الموردة الأستاذة حنان خالد بالضرب والشتم من أحد أعضاء مجلس ادارة النادي ، بسبب خلاف بينهم في وجهات النظر .. !!

واكب هذا الحادث الغريب.. إقتحام النساء لمجال رياضة كرة القدم بقوة وجدارة.  هذا المجال الذي لطالما كان حكرا على الرجال.
وهذا الحادث الغريب قد يحمل عدة إشارات.. من ضمنها أن بعضهم قد يكون غير راض عن إقتحام النساء لهذا المجال الذي قد يعتبره بعض من الرجال حكرا عليهم .
هذا ، رغم أن المرأة السودانية خاصة قد أثبتت جدارتها في كل مجال ولجته.
بل كانت لها الريادة في عدة مجالات سبقت بها الأخريات في محيطنا الجغرافي والثقافي الممتد في قارتين .

وقد سبقت هذه الحادثة الأخيرة.. تلك الحادثة الشهيرة والتي تعدى فيها بالضرب على إحدى طالباته أستاذ جامعي مرموق ومدير جامعة يفترض أنها تنهض بالنساء وتوعيهن بحقوقهن.
ألا وهو بروفيسور قاسم بدري.. الذي شاء القدر أن تكشف تلك الحادثة أن البروف معتاد على ممارسة العنف والوصاية الأبوية على طالباته بكل عنجهية وتعال ذكوري يرتدي مسوح شيوخ الدين ..وهو التقدمي إفتراضا !!
……

فهل يمكن النظر إلى هاتين الحادثتين بصورة منعزلة..؟!
أم يجب التأمل من خلالهما على ثقافة عامة سادت في العقود الأخيرة ..
تسوق وتبرر لإذلال النساء وتشرعن للعنف الممارس ضدهن.. سواء كان عبر القانون أو من غيره .
فكأن المجتمع صار فجأة يكره النساء.. لسبب مجهول وغير مفهوم !!
ابتداء من تلك القوانين التي سنت فجأة ، لتفرض على النساء زيا معينا.. وتمنعنا من دخول المدارس والجامعات حتى لو في عز أيام الامتحانات ..!
ومرورا بتفشي التحرش واللعن والنظرات الغاضبة والمترصدة تجاهنا في الشوارع..
والتحرش والمضايقات في أماكن العمل..
ولم تسلم منه أيضا عضوات المنظومات السياسية التي تبشر ببرامج طموحة وطليعية..
وكذلك جلد النساء أمام الملأ الذين يتفرجون بتلمظ وشماتة..
وانتهاء بانتشار الاغتصاب في مناطق الحروب ..الذي لم تسلم منه حتى الطفلات ..!!

وثم ، والله وحده يعلم والحال كهذه.. بما قد صار يحدث داخل البيوت المغلقة .

فإذا كانت نفس المؤسسة العريقة التي كنا نظن أنها منوط بها دراسة ظواهر العنف ضد المرأة بصورة علمية ومنهجية ، وكنا نعتمد على  دراساتها ودارساتها ..في رسم خارطة طريق لنا لمعالجة هذه الظواهر عبر رصد إحصائيات وتوفير المعلومات عبر الأبحاث الجادة ، كي نتمكن من وضع استراتيجيات ومعالجات.. اتضح أنها نفسها موبوءة بنفس هذا الداء الذي صار مستشر.. ويا له من داء !!

فما العمل إذن يا قوم.. ؟!!
فهل يمكن أن ينهض مجتمع ما.. وأحد كتفيه مائل ؟

آمنة أحمد مختار أيرا
[email protected]

تعليق واحد

  1. فما العمل ياقوم ؟

    اليك الرد ، اذا هداك الله ستفهميه ، وهو ان تستر النساء عوراتهن و اول الستر هو غطاء الرأس (ولو طرحه ) ما صعبه مش كدي ؟ حل بسيط لمشاكل عويصه كما تفضلتي بالسرد ، هيا ابدئ بنفسك ، ففاقد الشئ لا يعطيه

  2. يا استاذه ضرب هين جابت ليها اغتصاب
    وبعدين قتل ورمي في البحر

    فلا تبتئسي نحن في زمن عمر

  3. العنف الانقاذي و تمظهراته
    ياتي مقالكم الوسيم واهميته علي تسليط الضوء علي قضية باتت مستفحلة و هي ظاهرة اراها طبيعية كونها احدي تمظهرات الغبن المسترسل جراء التراكم الكمي و النوعي للظلم و تجليات الحكم التوليتاري فنحن الان علي ابواب نصف قرن و نيف من احتكار القوي الظلامية العسكرية التي خرجت من مهنيتهاو مؤسسيتها لتكون اداة سائغة في يد الرجعية لتبطش بالمجتماع فالعقل الجمع اللاواعي المتشكل و المنتج يبحث عن انتصاره عبر الضحية و ان كانت من جنسها…فكل الامر يجب قمع الاخر.

    فالقمع و الزجر الغير مبرران يخلق رد فعل و تصرف يبحث عن فرصته علي المستوي الفردي و لكن ليس ضرورة ان يكون مساوي في المقدار و لا يكون متكهن الاتجاه ..كما انه يوفر وسيلة كبح ممتازةمتظانة لاي خطوات تشذ نحو تقدم فردي او جماعي.فالوسيلة واحدة و بالتالي جندرته حرزية فهم و تظلماته محض انتماء و مشاهدات اولويةلقوة بيانها فالضرب بلغ تخوم الفناء للامة طالما الامر مواجه للطفل و الانثي و الرهان علي ثقافة و ارث.

  4. المرأة اصبحت تحشر نفسها في اشياء تجلب لها التحرش
    غطي شعرك وتعالي اتكلمي عن القيم والسلوكيات

  5. والله يا أختنا امنة ما كنت اعرف انك كاتبة هنا بتكتبي في الراكوبة… لكن لفت انتباهي تعليق اخونا الفاشرابي في تعليقه.. كان لي تعليق في تعليقك في مقال اخونا كمال… اقبل الاخير

    انت اتلموتي جداً جداً في حق زميلك .. انا شخصيا لا أحبذ ان يكون لهجة الكاتب بهذه القساوة وهذه الحدة في امر يبدو للناس حتى لو لم يكن حاصلا فهو حاصل فهو حاصل في السودان بكثرة وخارج السودان.. وانا شخصياً سمعت عن سودانيات في القاهرة ودا كلام لم يذكروه لي سوداني للاسف.. يعني هذا لا يبرر ردة فعلك بهذه القساوة.. عشان ما ندفن راسنا في التراب ونقول ما في.. لا في!!!
    بس نحنا بنقول ردة فعلك دا من غيرتك وحبك لبنات بلدك.. فلذلك جاءت ردة فعلك قاسية

    وعن مقالك رأينا اننا ضد العنف على المراة.. وهذين النموذجين لا يمكن ان يكونوا تعميم لكل رجال السودان.. الحادثة الثانية ليس دفاعا عن مرتكبها ولكن طلع واعتذر وقال انه يعتبرها بنته.. اما الحادثة الاولى فمستنكرة جدا جداً ولا ترقي للرياضة ولا السلوك ولا الادب بشيء..

  6. فما العمل ياقوم ؟

    اليك الرد ، اذا هداك الله ستفهميه ، وهو ان تستر النساء عوراتهن و اول الستر هو غطاء الرأس (ولو طرحه ) ما صعبه مش كدي ؟ حل بسيط لمشاكل عويصه كما تفضلتي بالسرد ، هيا ابدئ بنفسك ، ففاقد الشئ لا يعطيه

  7. يا استاذه ضرب هين جابت ليها اغتصاب
    وبعدين قتل ورمي في البحر

    فلا تبتئسي نحن في زمن عمر

  8. العنف الانقاذي و تمظهراته
    ياتي مقالكم الوسيم واهميته علي تسليط الضوء علي قضية باتت مستفحلة و هي ظاهرة اراها طبيعية كونها احدي تمظهرات الغبن المسترسل جراء التراكم الكمي و النوعي للظلم و تجليات الحكم التوليتاري فنحن الان علي ابواب نصف قرن و نيف من احتكار القوي الظلامية العسكرية التي خرجت من مهنيتهاو مؤسسيتها لتكون اداة سائغة في يد الرجعية لتبطش بالمجتماع فالعقل الجمع اللاواعي المتشكل و المنتج يبحث عن انتصاره عبر الضحية و ان كانت من جنسها…فكل الامر يجب قمع الاخر.

    فالقمع و الزجر الغير مبرران يخلق رد فعل و تصرف يبحث عن فرصته علي المستوي الفردي و لكن ليس ضرورة ان يكون مساوي في المقدار و لا يكون متكهن الاتجاه ..كما انه يوفر وسيلة كبح ممتازةمتظانة لاي خطوات تشذ نحو تقدم فردي او جماعي.فالوسيلة واحدة و بالتالي جندرته حرزية فهم و تظلماته محض انتماء و مشاهدات اولويةلقوة بيانها فالضرب بلغ تخوم الفناء للامة طالما الامر مواجه للطفل و الانثي و الرهان علي ثقافة و ارث.

  9. المرأة اصبحت تحشر نفسها في اشياء تجلب لها التحرش
    غطي شعرك وتعالي اتكلمي عن القيم والسلوكيات

  10. والله يا أختنا امنة ما كنت اعرف انك كاتبة هنا بتكتبي في الراكوبة… لكن لفت انتباهي تعليق اخونا الفاشرابي في تعليقه.. كان لي تعليق في تعليقك في مقال اخونا كمال… اقبل الاخير

    انت اتلموتي جداً جداً في حق زميلك .. انا شخصيا لا أحبذ ان يكون لهجة الكاتب بهذه القساوة وهذه الحدة في امر يبدو للناس حتى لو لم يكن حاصلا فهو حاصل فهو حاصل في السودان بكثرة وخارج السودان.. وانا شخصياً سمعت عن سودانيات في القاهرة ودا كلام لم يذكروه لي سوداني للاسف.. يعني هذا لا يبرر ردة فعلك بهذه القساوة.. عشان ما ندفن راسنا في التراب ونقول ما في.. لا في!!!
    بس نحنا بنقول ردة فعلك دا من غيرتك وحبك لبنات بلدك.. فلذلك جاءت ردة فعلك قاسية

    وعن مقالك رأينا اننا ضد العنف على المراة.. وهذين النموذجين لا يمكن ان يكونوا تعميم لكل رجال السودان.. الحادثة الثانية ليس دفاعا عن مرتكبها ولكن طلع واعتذر وقال انه يعتبرها بنته.. اما الحادثة الاولى فمستنكرة جدا جداً ولا ترقي للرياضة ولا السلوك ولا الادب بشيء..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..