انها تقتل الابداع ….

***في العام 2011 ،احتج مواطني الخرطوم 3 ،على بيع الميدان الوحيد في الحي ،والذي كان الملاذ لاقامة المناسبات الاجتماعية ،بجانب اقامة المناشط الرياضية والدينية على ارضه الواسعة ، كان بيد مواطني الخرطوم 3 ،تصديقا بتاريخ 1996 لانشاء حديقة للاطفال وبعض المكاتب الاخرى ،لكن امتد عبث محلية الخرطوم ،فسمحت لاحدهم بشد معاوله في الميدان ، فأطر ذلك لمتاهات التردد وعدم المصداقية ،واضطراب قرارات المحلية واذوناتها ….

** وقبل ايام ،اتجهت جرارات الفريق ابوشنب معتمد الخرطوم ، صوب مركز عزيز قلري للفنون التشكيلية ، الكائن بالقرب من فندق كورال ،في مساحة كانت تستخدم فيما مضى ، لقضاء الحاجة ورمي القمامة ،تتشكل بالقرب منها اسراب الذباب ،الذي يفرد اجنحته هائما وسط وجوه الناس . اعدمت الاليات القلري وتركته حطاما ،ارتمت الفنانه ايثار ارضا تندب حظها العاثر ،وتغسل بقايا الركام ،بدموع عينيها التي انسكبت مدرارة.

****في محلية ولايةالخرطوم لايجد الفن مسكنا ،ولا الجمال طريقا ، فهي بازالتها لمركزعزيز ، امنت على ذلك ،بخطى احتشد فيها القتل الممنهج للابداع السوداني ،لصالح مستثمر اجنبي ، لم تبحث له المحلية عن مكان اخر ،ليدفق فيه عطاءه،فيغرس وردة او غابة اسمنتية ،كما يود …..

*** دفنت المحلية ،غاليري ايثار وراء امزجة قرارتها ،وألحقته بفرض الصمت على مديرة المركز،حتى لاتدخل الولاية في (حرج مع الاجانب )!!!! فرض موت بطىء ، بقانون محلي ، على انجازات الشباب ،وجماليات الوطن ،الذي اجتثتها المحلية باتجاهها لبيع الميادين والشوارع والحدائق لمن يدفع اكثر….

***ذبحت المحلية الهويةالسودانية ،واستبدلتها باخرى قادمة من خارج الحدود ،ففشلت في دعم الثقافة الوطنية ، التي سعت ايثار لتوطينها بحر مالها ومال زملائها ،ولم تستثني نفسها من حمل ادوات البناء ،لتعتلي السقف ،تنجز ملامح مركزها ،الذي كان قبلة الفن والرسم والعطاء ،الذي تفاعل مع الجماهير ،فخرجت مجسماته تكسو شوارع الخرطوم ،وتزيد البهجة في نفوس عشاق شارع النيل على امتداده …

***تجربة ازالة عزيز قلري تكشف عداء المحلية للجمال والفن والثقافة الجماهيرية ،فما يقدمه المركز يدخل في العمل العام ،بادوات تشكيلية خاصة ،وباحساس مسؤليته تجاه المجتمع ،وتزيين اركانه بالجمال والابداع ،واختيار اللون السوداني ليزدهي الوطن ، قلري عزيز اضافة للفكر والخيال السوداني ،الا اذا كان معتمد المحلية يرى غير ذلك ….

*** ونحن نستشرف شهر مارس لنحتفل باليوم العالمي للمرأة ، نجد ان محلية الخرطوم تمارس عنفا تجاه عطاء المرأة الذي لاينضب ، فتحرم ايثار من استمرارابراز شخصيتها الفنية، وتركل عملها تحت الجرارات والمعاول …

همسة

اسرجت خيلي اليك ..يا امراة الشموخ الذي اشتهي ….

يا امرأة العطاء والكرم الحفي …..

يا امراة تغير وجه الدنيا لوجه جديد بهي ….

صحيفة الجريدة
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..