عبد الحي قيثارة النبوغ

٭ مرت قبل ايام قلائل ذكرى الشاعر المعتق دكتور محمد عبد الحي صاحب العودة الى سنار وغيرها من شقيقات القصائد والدواوين التي عكف على نحت كلماتها عبد الحي منذ فجر صباه الباكر مستمدا جمال الكلمة وجزالة اللفظ من بيئته العامرة بالمحبة والحنين فهي التي فجرت منابيع الكلم في دواخل عبد الحي فاهدى لنا دررا لازلنا ننثرها وهي عقد نضيد على امسيات كل احتفالية يأتي فيها اسم شاعرنا المقيم والذي بكته الاوساط الادبية والثقافية بدمع هتون عندما غادر الفانية ولكن ظل عزاؤنا في الارث الضخم الذي تركه عبد الحي فاصبح ارثا عاما اخرجته عن دائرة الخصوصية كثرة التغريد به في المحافل الثقافية العربية والاعجمية ليبقى عبد الحب وبعد مفارقته الحياة الدنيا رمزا وفكرا ومعنى لجماليات القصيد الذي تفتق باكرا في حضن عبد الحي فسمندله لايزال يغني فينا وحدائق ورده تزهر في كل يوم الف زهرة نرددها نحن عشاق بحر شعره الصافي النقي ولم نرتو بعد…
٭ ذكرى الشاعر عبد الحي تحتاج الى ترجمة فعلية تخرج من ارضية ثقافية صلبة العود تعيد للاذهان والقلوب شعرا حدثا عندما كان ينساب من داواخل الشاعر وكان الجميع يرقص طربا ويتبادل نخب الانتشاء من خلال موسيقا الحرف الذي جمله عبد الحي بالوصف العميق من بساتين الشعر الذي كان يجسد الاشراق اينما حل وقرأ بيتا من هنا وآخر من هناك
٭ لا توفي عبد الحي كلمات على اوراق بيضاء ولا احياء موسم كان هو سيده في ذاك الزمان يجب ان نفتح آفاق الوفاء للرجل باستعادة خلفية عبد الحي في ليلة ضخمة يستحقها بلا منازع نعجن فيها كما قال في احدى قصائده «بالبرق المروج» فنهدى الكون الثقافى احلى هدية ندية كارضنا هذه الايام وهي ترتوي من مياه الامطار فتنبت على رأس الساعة خضرة فوق قمم الجبال.
٭ لعبد الحي مفردة رائعة يلتف حولها الف حديث فهو الذي ابحر ب«موسم» الزهر في ابيات قصيدة مشتهاة ليأتي عليها «موسم» فاكهة ثم «الموسم الهجين» لتستقر الكلمة «الموسم» في «موسم المواسم» الاخير «حيث تلتقي شمس نهار بالوعي في سمائنا بقمر التمام» ..انظر عزيزي القارئ لتلك المواسم الراقصة صبحا ومساءً نبتا وقمرا وفاكهة وثمرا وشمسا ذهبية الخيوط والاطراف..
٭ ينابيع عبد الحي لن تجف ابدا فعشاق قصيده كثر وانا واحدة منهم ألوذ بروح الوصف في سنار واصمت اجلالا عندما اجد قصاصة من شعره منسية في طيات كتاب قديم فصوته الشعري لايزال فينا مادام رفيقة دربه دكتورة عائشة موسى تحفظ عن ظهر قلب لعبد الحي الكلم والمفردة والكتاب والترجمة الرفيعة ومادمنا نحن نحفظ اشعار عبد الحي المضيئة ونغوص في همسه للموج والريح.
٭ هرم ثقافي شامخ جسده عبد الحي ولازالت الاجيال تستمد الشموخ من سحر بيانه الذي سيظل ملهما للشعراء الشباب فبين سطور شعره اجابات غنية لاسئلة افتراضية تحكي عزفا مموسقا يرن على الاذان جرسا دائما، رحمك الله شاعرنا عبد الحي وانبت على قبرك الف زهرة ..
همسة
عندما تغادرين ….
تذبل الازهارقبل ان ……….
تلثمها الفراشات الحبلى ,……..
برحيق الوعد والسرور….

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. حسناً فعلت بإحياء ذكرى أحد
    أهم شعراء العربية في العصر
    الحديث، وهو أيضاً من رواد
    مدرسة الغابة والصحراء والمسكونون
    بالبحث عن الهوية السودانية وكان ضالعاً
    في تصوير ذلك من خلال نصه الطويل
    العودة الى سنار ( أغني بلسان وأصلي بلسان )
    ويظل شاعرنا العظيم ” محمد عبد الحي ”
    حياً أو ميتاً ذا قامة سامقة تعانق عنان السماء
    فلك خالص التحية يا أيتها الوفية ” نمر “

  2. شمسٌ من عشب وورقاوان
    تغنيان
    منذ بداية الزمان
    الي نهاية الزمان
    تحترقان
    علي غصون اليان
    من يرسم لوحة الحياة السرمدية بمثل هذا الاقتدار والعبقرية غير العبقري عبدالحي ؟ رحمه الله رحمة واسعة واحسن اليه كما احسن الينا واجيالنا القادمة بشعره الخالد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..