قَلْبٌ جَرِيح

– – [ قَلْبٌ جَرِيح ] – —
= عِنْد باب المسجد .وأنا داخل لصلاة الجُمُعة اليوم.وقَعَ بَصَرِي على واحِدٍ من الناس.رُؤياهُ أثَارَ فِيًّ شُجُوناً.فاستَغْرَقْتُ في حُلُمٍ فما أدري هل اعْتَلَى عِزَّ الدين المِنْبَر.وهل خَطَبَنا.ماذا قالَ في خُطْبته يا ترى.وهل دعا وأمَنَّا على دُعائه.هل قالَ; أقُولُ ما سَمِعْتُم واسْتَغْفِرُ اللهَ لي ولَكُم , قُومُوا إلى صلاتِكُم.لا أظُنُّ أنِّي قُمْتُ إلى صلاة.لا أذْكُرُ على أيِّ نَحْوٍ جَرَتْ الأُمُور.ولكِنِّي أذْكُرُ أنِّي اسْتَعْرَضْتُ الماضي.الساعات الحزينة.والساعات السعيدة.انْبَجَسَ كُلُّ شئٍ في ذِهْني كأنَّ الذكريات تَنْبُعُ من خلال ضباب.شخْصِيَّاتٌ مُطْمئنَّةٌ طَيِّبة.وُجُوهٌ مُعَذَّبة بسبب الظروف القاسية التي تُحيط بها, والظُلْم الاجتماعي الذي يُثْقِلُ صَدْرَها., لا تكادُ مِنْ فَرْط انْسحاقِها أنْ تَشْكُو أو تَتَذَمَّر .فأنا أشْكُو وأتذَمَّر نِيابَةً عَنْها.
إنَّ الإنسان يتعَلَّقُ بالأشْياء القديمة.وذِكْرَياتُ الماضي تَمْلأُ النفْسَ حَنينا.إنَّ ما كانَ يَسُوؤُنا من أحداث الماضي يبدو في الذِكْرَى مُبَرَّأً مِنْ جوانبه المُظلمة., وينْبجس في الخيال صورة مُغْرِية جَذَّابة.والحدث في الماضي قد يبعث في النفس حُزْناً وكآبة ومع ذلك تبدو ذِكْراهُ مُمْتعة.رأيْتُ بخيالي وجْهاً أثيراً.هُوَ أكثر وجْه أراهُ في أحلامي.وما رَفَعْتُ كأْساً إلا ورأيْتُ خيالاً مِنْهُ في الكَأس.إنّهُ وَجْه أمِيرَة الدواخِل.جَارِحة قلبي.إنَّ قلبي جَرِيحٌ إلى الأبَد.جُرْحُه ينْبُوعُ مشاعِرِه., ومَصْدَرُ حُبِّه لِكُلِّ الفُقَراءِ والمُهَمَّشين والمسْحُوقين المغْمُورين المَغْلُوبين على أمْرِهِم.ولذلك وَصَلْتُ آماداً بعيدة في حُبّ المساكين والتضامُن مع قضاياهم.المَجْدُ والشَرَفُ لسُكَّان الرواكيب.وللنائمين على الرصيف.للمُتَوَسِّدين الأرض المُلْتحفين السماء في ساحات
.المساجد.عَنْهُم أقُول لأصحاب القُصُور :[ هَؤُلاء بَشَرٌ أيْضا].. مَرَّ وجْهُها أمامي كشُعاعٍ من الشمس اخْتَرَقَ غَيْمةً ضَخْمة سوداء , واخْتَبأَ خلف غَيْمةٍ مُثْقَلة بالمَطَر.لقد كُنَّا صِغاراً.وكانت هِيَ ابْنة أحَد المُدرِّسين.جمالُها كجَمالِ زَهْرة تَكْفيهِ نَظْرَة.شديدة الشُعُور بنفسها.تُحِبُّ أنْ تتحَرَّر وتترَدَّى في الفَوْضَوِيَّة وتخْرُج على المشروعية.لا بدافع الشيْطنة لكن نُشْداناً للَفْت الأنظار إليها , وتأكيد ذاتِها.لقد انْطبَعَت في قلبي في صُورة طائِرٍ صغير مِنْ طُيُور الجَنَّة خُلِقَ فَرْحةً للبشر وجمالاً للعالَم.وبَعْثاً للمعاني الرقيقة في النفوس مُفْعَمَةً بالحنان…. أمِيرَةً للدواخِل.
—أميرةُ الدواخل–
قُنبُلة الجمال البشريّ
*أُهزُوجةٌ شجيّة،مُسهّدةٌ للأعيُن..فرحٌ للغلابة–نهرٌ من عسل،تُرعةٌ من لبن..
سُؤالٌ صعب يتخفّى خلف ثوبٍ بسيطٍ من الأناقة..
أنا مريضٌ لا أشعُرُ بالمرض
— — —
أُريقُ ماء وجه العبارات،جميلة المُفردات،رنّانة الجرس..تتلوّى من فرط الدلال ورقّة المُوسيقا..
————
لا يصحُّ أن تُقال،ولا يجُوزُ أمامها تحريكُ اللسان..يجبُ الوُقُوفُ صامتاً..
»فإذا الحنينُ تأجّجت نيرانُهُ،وهفت الأشواق..فلتُحبس الأدمُع.
— —- —-
-كانت تعملُ فى المحراب ضائعةً كقمر الشتاء..قمرُ الشتاء لا يُجلسُ فيه كما يُجلسُ فى قمر الصيف..
=عندما أتاها صدى تحيّاتي شعرت لأوّل مرّةٍ بأنّها أُنثى..
-فى سبيل المعالى تزوّجنا،ثُمّ تطلّقنا فى ذات السبيل–
— ——–
–لا أتحسّرُ على ما ضاع بقدر ما أترقّبُ ما سيأتي—
= لم نكُن نعرف ماذا نقول.كُنَّا نضحك.ونبكي.ونقول آلاف الكلمات بلا رأْسٍ ولا عقب.كُنَّا نمشي تارةً إلى الحِلَّة المُجاورة.أو إلى البحر.أو جوار فرن جابريت.أو ميز المُعلِّمات.ثُمَّ نعود على أعقابنا.ثُمَّ نتوقَّف.ثُمَّ نعود مِنْ جديد.ولا نعرف ماذا نقول.وأنا بَعْدُ صبِي قدَّمَتْ لي أميرةُ الدواخِل فِكْرة.وزَوَّدَتْني بمادَّةٍ للْتَأَمُّل.
– أَيَا أَمِيرَةُ دَوَاخِلي ,,,,
– إنَّنا نشْكُرُ الناس َ أحْياناً لأجْلِ أنَّهُم أحْسَنُوا إلَيْنا.أو فعَلُوا شيئاً مِنْ أَجْلِنا.. وأنا أشْكُرُكِ لأنَّنا يَوْماً الْتَقَيْنا .ولأنِّني سَأَظُلُّ احْتَفِظُ لَكِ في الفُؤاد بذِكْرَى واضِحة طِوالَ حَياتِي, وبَعْدَ المَمَات.
واللهُ المُسْتَعَان.
” شُكْرِي”
كلام جميل يا شكري ، وما حكاية (الله المستعان)ه هذه؟؟!!
نقطة أخرى ماذا تقصد ب (الغلابة)؟؟؟؟ اذا كانت كما افهم ، وحسب ما يقتضيه السياق فأنت في مأزق ياعزيزي؟؟
حيران ، حيارى و سكران سكارى وكسلان كسالى (أند سو ؤن آند سو فورث)، وللا مو كدي؟؟؟
يا سلام تصوير يقطر صدقا ولكن ما علاقتها كيف رأيتها وانت داخل الى المسجد لصلاة الجمعة! هل هي جارة المسجد وهل تصلي أنت دائما في هذا المسجد أم جابتك الصدفة حتى انبجست في نفسك كل هذه الذكريات حتى أنستك كيف جرت وانتهت الصلاة! يبدو أنك معتاد على هذا المسجد لذكرك. اسم خطيب جمعته فإذن هي اما جارة المسجد في حلة المسجد وانت تأتي للصلاة في هذا المسجد لأجل مصادفة رؤياها وعكفت على ذلك طويلا حتى كانت هذه الجمعة! فكيف طلقتها ودواخلك مثقلة بها فالذكرى لا تنبجس من النسيان ولا من فراغ فهي لم تفارق دواخل نفسك وان تطلقتما وتفرقتما ومازلت نفسك ترقب اللقاء وان زهدت فيه ليس لاستحالته ولكن ربما لعارض فيه احتمال الزوال لقولك ستظل تحمل لها ما تحمل حتى الممات وبعد الممات. ولعل قولك ببعد الممات يعكس فلسفة وجودية دينية تقول بديمومة النفس والوعي بوجودها لا يقطعه الموت بل بالموت تكون النفس أشد وعيا بذاتها وتفردها ولكنك أضفت الى هذا المفهوم بأن النفس تبقى بعد الممات بكامل شحناتها الدنيوية من ذكريات الاحبة وسخائمها في بغض الظالمين. ياترى هل تبعث النفوس بكل أحمالها في الدنيا حتى تلاقي حظها الأبدي من مصاحبة حلوها أو مرها فيشقى من حمل ظلما ويسعد السعيد بحمله من المحبة فالمرء يومئذ يحشر مع من أحب!
ابداع كالعادة ..انت تكتب ما في الخاطر وما يجيش في صدورنا من مشاعر وأحاسيس ..تظهرها من خلال احداث حقيقية ..قلب جريح من امتع مقالاتك ..شكرا ليك اخي شكري ..لك كل الود ودعواتي لك بالتوفيق دائما