مقالات وآراء

صدق او لا تصدق

عثمان بابكر محجوب

 

حصل مؤخرا اهتمام دولي ملموس بالشأن السوداني عبر انعقاد مؤتمر باريس الانساني وتقرر خلال المؤتمر اقرار مساعدة بقيمة ملياري دولار لدعم الشعب السوداني.                                للوهلة  الاولى يبدو ان هناك انعطافة  ايجابية في التعامل الدولي مع الحرب الاهلية السودانية  لكن بعد قليل من التدقيق يتبين لنا ان هذه المساعدة ستبقى دفترية حتى اشعار أخر لانها  ليست مساعدة لبلد منكوب بزلزال او جفاف او حرائق غابات او فيضانات  حتى تتسلم حكومة البلد المنكوب هذه المساعدة وتوزعها على مستحقيها بل هي مساعدة تقدم الى بلد لا سلطة شرعية فيه بل سلطة امر واقع ابطالها عصابات مسلحة تتقاسم السيطرة على مختلف انحاء البلاد وتتبادل الفيتو فيما بينها بشأن توزيع المساعدات وبالتالي فان عدم اقرار الية واقعية من قبل مؤتمر باريس لايصال المساعدات الى اصحابها لن يغير من معاناة اهلنا شيئا بل العكس ربما ستزيد هذه المعاناة سوى ان “المناضل الشرس”  حمدوك سيكسب لقبا جديدا هو “ماما تيريزا السودان ” تيمنا بالأم تيريزا  “قديسة القلوب” لكن مع وقف التنفيذ .
وفي المقلب الاخر نشهد  تباكي وزير خارجية أميركا على بؤس حالة السودانيين وعن كرم أميركا وتبرعها بالملايين لبلسمة جراح السودانيين  وكل ذلك يؤكد ان الدول الغربية  واذنابها من الدول الاقلمية المتورطة في حرب السودان يريدون اقناعنا ان حرب الابادة ضد أهل السودان التي يقودها البرهان وحميدتي كل من ضفته هي كارثة بفعل الطبيعة وليست كارثة  يسببها وحشان بشريان يستثمران في الحرب بعد ان فشلا في الحفاظ على ما نهبوه وسلبوه من ثروات الشعب السوداني سلما. نقول لمن يخاف علينا من المجاعة ويعتصر قلبه ألما ان شعب السودان ليس بحاجة الى مساعدات أكلية شربية بل هو بحاجة الى وقف الحرب. ولوقف الحرب يجب ان تتوفر ارادة دولية  تقرر معاقبة الدول التي تغذي هذه الحرب بالمال والسلاح ومنعها   من الاستمرار في المشاركة في هدر دماء السودانيين وهذه الدول المتورطة حتى العظم في خراب بلادنا أشهر من ان تعرف .                 اضافة الى ذلك يجب الضغط على دول جوار السودان لاجبارها على ضبط حدودها بمنع مرور الاسلحة والمرتزقة عبرها الى الداخل السوداني مع فرض رقابة دولية على السفن والطائرات  القادمة الى السودان عبر المعابر الشرعية ودون تحقيق ذلك ستبقى الحرب مستمرة وهو كذلك لان مشروع تفتيت السودان هو مشروع حقيقي والحديث عن ان لتفلت الوضع في السودان تاثيرات كارثية على الاقليم هو تدليس وذر للرماد في العيون. فمن يشجع البرهان على استمراره في الحرب وتعنته غير أميركا لكن هناك في بلادي اغبياء يصدقون ان اميركا تعادي البرهان وهو يعاديها اقول لهؤلاء كيف تفسرون وجود جيش اوكراني يحارب الى جانب البرهان لو ان اميركا لم تأمر صنيعتها زيلينسكي الاوكراني بارسالهم الى السودان ؟ كيف تفسرون وصول طائرات الدرون الايرانية الى ترسانة البرهان بهذا الشكل السلس لولا غض الطرف الاميركي ، خصوصا وانتم تعلمون ان البحر الاحمر في حالة اشتعال من قبل الحوثيين الى متى لا تصدقون ان الاسلام السياسي الايراني والسوداني والمصري والليبي كل الاسلام السياسي هو صناعة مخابرات دول الغرب ويعمل لاجندتها وضد شعوب دوله . وكي نفهم واقعنا لابد من الاستعانة بالنحو والصرف هذه المرة حيث ان أفعال المقاربة: هي أفعال تدلّ على قرب وقوع الخبر ، وأشهرها كاد وأوشك. اي ان هذه الافعال تؤشر الى قرب وقوع الامر لكن لا تؤكد وقوعه وما نخشاه هو ان تكون عودة السلام الى ربوع السودان موجودة تحت مقصلة أفعال المقاربة بحيث تمضي أعمارنا ونحن نردد كاد السلام ان يحصل واوشك السلام ان يصل وبعدها يخيم الصمت فوق قبورنا.

‫3 تعليقات

  1. لا اعتقد ان لامريكا او بقية العالم المقدرة على فعل اي شيئ في امارة سودانستان الإسلامية خصوص وقف الحرب او اشعال حرب
    بحيث ان سودانستان هي دولة دينية كاملة الدسم فهي تحمل بذور فناءها داخلها بسبب ان طبيعيه الديانات هو الانقسام و التشظي و الاحتراب و التكفير و و و

    ارجو اخي عثمان ان تعيد النظر في ما خلصت اليه خصوص حرب السودان لان حرب السودان تمثل النهايات الدامية للدول الدينية منذ معركة الجمل و الي اليوم

    1. نأمل ذلك يا اخي نجارتا لأن إزالة الدولة الدينية في السودان هو الفرحة الوحيدة واليوم مكة بالنسبة لهؤلاء الإسلاميين هي واشنطن وهذا لا يعني اطلاقا أن مكة كانت يوما بساتين زيتون كما ورد في النص تحياتي

  2. أخيرا نجارتا تخلى عن مهنة أعادة تدوير نفايات ( الحوار المتمدن) وأصبح له صوت خاص به، يالفرحتتتتتتتتى بهذا التطور المثير ومع ان تعليقك ينم عن وضاعة معلوماتك لكن طالما هو رائيك فلك رد موجز
    اولاً ماعارف كيف خلصت الى أن الدوله الدينيه تحمل بذور فنائها داخلها؟؟؟؟ وهل كان الإتحاد السوفيتى دوله دينيه ولذلك قد فنى؟ فناء الدول أو بقائها ليس له علاقه بما ذكرت والا لكانت امريكا فى عداد الاموات وقد تصدر دستورها عباره دينيه وكتب على عملتها التى تحكم العالم عباره دينيه!!!! معلوم أن اندونيسيا دوله دينيه وهى مع ذلك فى عداد الدول السباقه فى مجالات عديده!!!! هل تعلم أن معظم الامبراطوريات التى سادت العالم لمئات السنين هى دينيه؟؟؟
    كمثال فقط الرومانيه والعثمانيه!!!!
    اما إقحامك لمقوله ( يحمل بذور فنائه داخله) فهى مقوله لكارل ماركس فى الاقتصاد حيث ذكر أن النظام الرأسمالي يحمل بذور فنائه داخله وفقاً للديالكتيك التاريخى وليس الدوله الدينيه ، عموماً عهدناك هكذا تختلس الأقوال والمقالات من الغير دون ان تعى معنى النص.
    الأخ عثمان يكفينى هنا ان اعيد تعليقى على مقالك السابق بعنوان لا وعى بدون ثقافه ومع ان العنوان فى حد ذاته محتاج لوقفه لكن الرد على مضمون المقال أولى..

    فى البدء أود ان الفت انتباهك الى أن من يحارب اى فكر اياً كان لابد أن يمتلك أدوات المعرفه اللازمه لخوض هكذا معركه فكريه و صديقك نجارتا كما تدعوه الذى يحارب الاسلام فى فضاء ايديولوجي لا يملك من هذه الادوات سوى امكانياته فى نقل اراء الغير بطريقه اشبه بالسرقات الأدبيه ولذلك سنتجاوزه. اما فيما ذهبت اليه من طعن وتشكيك فى العقيده المحمديه واستخدام ذلك كمدخل لنقد الاسلام السياسي فهو أمر مثير للدهشة والتساؤل
    لأنه وببساطه الكل اصبح على علم ودرايه بأن الحركه الاسلاميه ( الكيزان ) فى السودان لا علاقة لهم بالاسلام لا من قريب ولا من بعيد وقد كان انتاجهم الفكرى فى هذا الصدد عباره عن خزعبلات وأوهام تستند الى تأويلهم الخاطئ وفهمهم المعوج للهدف من الرساله المحمديه. علماً بأن مسألة استخدام الدين عموماً كمطيه للوصول به الى اهداف سياسيه وتحقيق اجندات حزبيه هى فى الأصل بدأت منذ عهد السيد المسيح عليه السلام. ظهر استخدام الدين كتجارة ينتفع بها الحكام والملوك مع مقتل سيدنا عثمان وبشكل واضح فى موقف معاوية من على بن ابي طالب. اشتد تهافت الخلفاء والحكام على السلطه فى العهد العباسي وكانت ظهور المدارس الفقهيه التى انتجت فقهاء البلاط الذين كرّسوا لعمليه تسيس العقيده.
    عموماً ما وددت ذكره هو لقد تحاملت على قيم دينيه مجرده ومخاطب بها الفرد اولاً واخيرا لتنتقد موقف حركات الاسلام السياسي فى حين أنه كان بأمكانك ان تجد الاف المداخل التى يمكن من خلالها أن تنتقد هذه الحركات ولكنك للأسف قد اخترت المدخل الخطاء. هذا الى جانب الكثير من المعلومات المغلوطه التى استندت عليها فى نقدك للأسلام السياسي أورد منها على سبيل المثال فقط ما يلى
    ١. ذكرت أن الاسلام لا يعترف بوجود المجتمع
    وقد ارسل محمد لينذر أم القرى ومن حولها ( مجتمع مكه والمدينه والقرى المجاوره)
    يقول الله تعالى ( كنتم خير أمةً اخرجت للناس) راجع مفهوم الأمه وغيرها الكثير من الايات ولكن نختصر
    ٢. تأسيساً على فهمك بأن الاسلام لا يعترف بوجود المجتمع ذهبت للقول بالقطيعه التاريخيه لعهد سيدنا محمد. السؤال هو اذا كنت مقتنع بهذه القطيعه فلما اصلاً تطرقت الى ذلك الزمن وخضت فى تفاصيله ؟؟؟
    اما كان الاجدر ان تؤسس لهذه القطيعه التاريخيه انطلاقاً من الواقع الحاضر؟؟
    هناك الكثير من الملاحظات ولكن المجال لا يسع لطرحها جميعا
    فى النهايه اشكر لك مجهودك وأخص بالذكر موقفك من حركات التجاره بالأديان وعلى رأسهم كيزان السودان.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..