أخبار السودان

“التغيير الجذري”.. قوى سياسية تنفض يدها

الخرطوم: إيمان الحسين

وسط دهشة المراقبين الذين وصفوا ما جرى محاولة لتشتيت جهود جمع الصف الوطني وإضعاف وحدة القوى المدنية، دشن الحزب الشيوعي وتجمع المهنيين السودانيين، وأسر الشهداء، ومفصولو الشرطة، تحالفاً سياسياً جديداً لإسقاط الانقلاب العسكري واستلام السلطة في المركز والولايات.

وشكك محللون سياسيون ومراقبون من أجندة الشيوعي في قيادة تغيير ثوري تتفق حوله القوى المدنية والشارع، ويعتقد البعض أن الخطوة تنم عن حرص الشيوعي على تشظي القوى المدنية الساعية للخروج من الأزمة ببناء تحالف وطني ثوري عريض. وأعرب المحلل السياسي وأستاذ العلوم السياسية د.عبد الرحمن أبو خريس دهشته من التحالف الذي أنشأه الحزب الشيوعي من أجسام غير سياسية ـ وقال خريس لـ”الحراك” إن كل مكونات التحالف مطلبية عدا الحزب الشيوعي. “وتابع” حتى الأجسام المطلبية هي أجسام يسيطر عليها الحزب الشيوعي نفسه”.

وقال أبو خريس إن ما قام به الشيوعي يعكس التشظي والتمزق الذي تعاني منه القوى المدنية، مشيراً إلى أن الشارع السوداني كان يعول على تحالف مدني عريض يخرجه من المأزق الذي يعيش فيه، وشكك أبوخريس في نوايا الخطيب في محاولاته في إضعاف كتلة الحرية والتغيير المركزي بتوزيع الاتهامات والتخوين.

وأوضح أن أهداف التحالف الجذري هو نفسها أهداف الحرية والتغيير المركزي الذي رفضه الخطيب أن يكون جزءاً من تحالفه المثير للاستغراب .

ومن جانبه قال عروة الصادق القيادي بحزب الأمة القومي إن المؤتمر التأسيسي للتحالف الجديد نال درجات متفاوتة من التداول، تدرجت من التهكم والسخرية إلى التحفظ، ثم القبول المطلق، وصولاً للرفض الراديكالي، وتابع عروة بقوله “أكثر شيء لفت انتباهي هو تعليق لأحد القيادات الإسلامية بأنه خطوة جيدة لتوحيد فتات القوى السياسية في البلاد لتقليص الجبهات، وفي رأيي أن هذا التحرك الـ(الوطني الجذري) لا ينعزل عن التوجه الإقليمي والعالمي للحركة اليسارية الراديكالية، والتي تبحث عن كيفية مواجهة الأنظمة والحكومات – حتى الديمقراطية- ومناهضة الحركات الاجتماعية المنافسة والمغايرة للتوجه اليساري الراديكالي، وهو الأمر الذي يمثل اليوم تحديًا مركزيًا لليسار الجديد الذي يبحث عن كيفية معالجة الظلم مع الحفاظ على الحيوية والاستقلال عن النظام السياسي.

ويعتقد عروة أن هذا التحالف صمم بتضاد بائن، فقمته تتعاطى مع السلطة القائمة بالأخذ والرد، بصورة مباشرة أو غير مباشرة، وأسهمت في تنصيبها واشتركت في تقديمها لقيادة الانتقال، ويحذر هؤلاء القادة منسوبيهم في المستويات الدنيا والتحالفات الأفقية بشدة ويحظرونهم من التعامل أو الاتصال بالسلطة السياسية الرسمية والتعاطي معاها لأي سبب من الأسباب، ويوهمونهم بأن الحركات الراديكالية الجديدة مصممة للتأثير والضغط على السلطة وتغيير الطريقة التي ينظر بها المجتمع إلى الظلم بصورة جذرية، وفشلت في ذلك محاولات رفع شعارات مستمدة من هذه المدرسة في المواكب وتنادي بالفوضى الخلاقة والأناركية، إذ انزوت جميعها مع استمرار المد الثوري.

ويمضي عروة بقوله “إن ما نشهده من إعلان لهذا التحالف رغم أنه ظاهرياً يبين وحدة موضوعية وتنظيمية لليسار، إلا أنه يؤكد حتمية الانقسامات القائمة والموجودة وتلك النائمة القادمة والتي ستكون بصورة أعنف ومضطردة ومتزايدة ستطرأ على اليسار السوداني ككل، حينها ستتقسم هذه الكتلة لتنضم إلى منقسمين آخرين يشكلون (يسار الوسط)، وكتلة أخرى تمثل (اليسار الراديكالي)، أي كتلتين رئيسيتين على أقل تقدير، وستبرز حينها كتلة (النيوليبرالية) التي قد غيرت الخطاب السياسي لليسار بشكل كبير وجعلت أفق الادعاءات والاحتمالات الراديكالية بعيدًا عن تصوراتهم الفكرية ومنطلقاتهم الأيديولوجية، إلا أن هذه الكتلة سيتأخر تكوينها لتأخر العوامل الموضوعية لتشكلها. وقال عروة لـ”الحراك” إن الحركة الجماهيرية الآن في الشارع السوداني من أعظم التحركات الشعبية في العالم، وما ميزها ودفع باستمراريتها أنها من الحركات الاجتماعية غير الهرمية والتي الغالب تكون منافسة لتوجهات وأنشطة وادعاءات الراديكاليين، وتدحض عمليا الكثير من نظرياتهم وتفكك بنية أهدافهم التنظيمية المترابطة: كالطبقية وعدم المساواة الاقتصادية، التي تجاوزها ميدان الاعتصام بشعار (عندك خت ما عندك شيل). والهيمنة السياسية وتمركز الثروة المحمية سياسياً ودعاوى التهميش التي نسفتها عملياً ممارسات الحاكمين باسم اتفاقات السلام من الهامش، وتسلط الدولة البوليسية التي شاركها في التسلط والاستبداد مدنيون، والأشكال المتواصلة من التمييز العنصري التي اتضح جلياً أنها تضمحل مع الاستقرار السياسي والأجواء الديمقراطية وأن الثورة لا تدع مجالاً لارتفاع أي صوت عنصري.

التبرؤ

وفي الأثناء أعلنت عدد من التنظيمات تبرئها من المشاركة في تحالف قوى التغيير الجذري، وقالت لجان المقاومة وتجمع الأجسام المطلبية، والتحالف الاقتصادي وهيئة محامي دارفور ومفصولو الشرطة إنها ليست جزءاً من هذا التحالف .

ومن جانبه قال عضو اللجنة المركزية لقوى إعلان الحرية والتغيير شهاب الدين إبراهيم إن تحالف التغيير الجذري الذي أطلقه الحزب الشيوعي هو أمر مؤسف، جاء في الوقت الذي استشعرت فيه القوى المناهضة الانقلاب بضرورة تكوين مركز موحد من أجل مناهضة الانقلاب. وأشار إلى أن الكثير من الأجسام التي نص عليها البيان أعلنت أنها مختطفة وليست جزءاً من هذا التحالف ولا صلة به من قريب أو من بعيد. وتابع إن هذا الكيان لن يكون له تأثير واضح أو مباشر على الساحة السياسية، ولن يؤثرعلى “آلية وحدة قوى الثورة”، ولن يكون بمثابة المركز الموازي لها. وأبان أن مثل هذه الكيانات ستكون بمثابة “المحفز” للقوى المناهضة للانقلاب من أجل الإسراع في تكملة العمل في آلية وحدة قوى الثورة،ودعا الحزب الشيوعي إلى مراجعة مواقفه الأخيرة.

ومن جانبه قال عضو لجان المقاومة عثمان سر الختم إن لجان المقاومة ليست جزءاً من هذا التحالف كما ادعى الحزب الشيوعي، وأشار إلى أن التحالفات الحالية التي تركز اللجان في العمل عليها هي تحالفات “اللجان مع اللجان” عبر ميثاق سلطة الشعب، وأكد على أن لجان المقاومة ليست جزءاً من أي تحالف موجود حالياً على مستوى الساحة السياسية، وجزم على أن ماقام به الحزب الشيوعي هو عمل منفرد والعمل المنفرد لن يقود إلى رؤية توافقية من أجل إسقاط النظام الانقلابي، وقال إن المبادرات تكررت منذ الانقلاب ولكنها باءت بالفشل ولم تنجح في توحيد أو تقريب الروئ، وتوقع أن تحالف التغيير الجذري الذي أعلن عنه الحزب الشيوعي لن يؤثر على آلية وحدة قوى الثورة، ولكنه بشكل أو بآخر سيقوم بإنتاج صراعات وتشاكسات على الساحة السياسية .

ومن جانبه يرى أيمن بدوي قيادي بالتجمع الاتحادي أن الانقلاب يحتاج لوحدة قوى الثورة الحية بما فيها الحزب الشيوعي نفسه، وقال أيمن لـ “الحراك” ” لذلك أي تحالف لا يشمل كل قوى الثورة لا يمكن أن يسقط هذا الانقلاب، قوى الحرية والتغيير هي جزء أساسي وكبير جداً في عملية منهاضة الانقلاب واستعادة المسار الديمقراطي، وهي ليست وحدها بل معها لجان المقاومة والمجتمع المدني والنقابات واللجان التسييرية، وهي تسعى إلى ما يسعى إليه هذا التحالف الجديد بقيادة الشيوعي، لذلك إن لم تتوحد الجهود وتصبح هذه القوى الثورية المناهضة للانقلاب حزمة واحدة لن يسقط هذا الانقلاب بسهولة، وهذا ما يراهن عليه العسكريون بأن تظل قوى الثورة متفرقة ولا تلتقي في مكون واحد، حتى يطيل عمر الانقلاب ووجودهم في السلطة الذي رهنوه بوحدة القوى السياسية الثورية.

الحراك السياسي

‫2 تعليقات

  1. الحزب الشيوعي السوداني إما منافق سياسيا أو خائن لمبادئه

    الشيوعية في المحصلة النهائية تدعو و تَنْبَني علي حكم الحزب الواحد أي دكتاتورية
    الحزب الواحد .
    الشيوعية تَنْبَني علي عدم الفصل بين السلطات .
    الشيوعية( الأصيلة) تُحارب حرية الرأي والفكر وهما أهم ما يميز الجنس البشري عن
    الحيوانات .
    الشيوعية (المُبَرَأة )من التحريف والتشويه تَعْتَبِر الملكية الفردية من الكبائر.
    الشيوعية( الرصينة) لا تُؤمن بالعدالة و كذا الشيوعي الرصين و كل من كان
    (مع الرصين) – أبَيْتَ اللَّعْنَ – مع أنهم يصدعونك عن العدالة الاجتماعية.

    ألم يُسْجن ثمانية عشر مليون سوفيتي في معسكرات العمل التي تعرف… بالقُولاق؟
    ألم يَمُت ١.٦ مليون سوفيتي في هذا( العُولاق) اسف القُولاق ؟
    ألم يَمُت عشرون مليوناً من الصنيين من المجاعة التي هي إبنٌ شرعيٌ للثورة الثقافية ابان
    حكم الرئيس الصيني الأسبق ماو تسي تونغ؟
    ألم (يَجْتَرح) الشيوعيون علي مر التأريخ الشعارات اجتراحاً ثم يفرغونها من مضامينها
    و يأتوا بنقيضها تماماً؟ ألم يصكوا شعار العدالة الاجتماعية ثم أخذوا الناس إلي القولاق
    و ذلك بعد محاكمات هي في احسن احوالها محكمات صورية ،(المتهم فيها مُدانٌ بل مدانٌ حتي تثبُتَ
    ادانته) هذا بعد أن يُدْلِي باعترافات قسرية و يصاحب ذلك أبشع أنواع التعذيب لدرجة أن الكثيرين
    (اعترفوا) بجرائم قتلٍ ، أجل ! جرائم قتل لم يغترفوها أبدا.
    كل الاحزاب الشيوعية في كل مكان في العالم و في كل الأزمان في صورةٍ من الصُّوَر تتخذ من النموزجين السوفيتي و الصيني مثالاً يُحْتَذَي و (أيْقُونةً) تُقْتَنَي ،و الحزب الشيوعي السوداني
    ليس استثناءً من ذلك.
    الحزب الشيوعي السوداني في موقفٍ بالغ الحراجة و لا يُحسد عليه فهو ينادي بالديقراطية ( وطن خَيِّر ديموقراطي) مع إن الدينقراطية (في سُنَنِ نِسائهم و صحيحِ بُخَاريِّهم) خروج من الملة و كفرٌ بالشيوعية بواح و في نفس الوقت يسعون لتحقيق الشيوعية (الحنيفة ) (المُطَهَّرة) كما (أنزلها) كارل ماركس . فإذا هم اختاروا أن يكونوا شيوعيين يدعون للديمقراطية فهم بالنتيجة و المنطق خَوَنة لمباديء الشيوعية ……و إنْ اختاروا الديمقراطية مع الشيوعية فهم منافقون ديقراطياً.

    الشيوعيون – أبَيْتَ اللَّعْنَ – واحدٌ من خمسةٍ:…….إما
    مستبدين دمويين
    أو مستبدين دمويين
    أو مستبدين دمويين
    أو مستبدين دمويين
    أو مستبدين دمويين

    صَدِّق أو لا تصدق أنا لست كوزاً
    من شاء فليؤمن و من شاء فليكفر

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..