عندما تتناقض الأوتاد دنيال كودى نموذجاً

شوك الكتر

عندما تتناقض الأوتاد دنيال كودى نموذجاً

فيصل سعد
fisalsaad@ yahoo.com

المتابع لتاريخ السودان منذ أن خرج المستعمر من القطر فى خطوة كان من المفترض أن تكون هى الاولى لبناء وطن يسع الجميع حتى نضاهى العالم أجمع بما يمتاز به السودان من تنوع وكيفية إدارتة لنظهر قوتنا ونتمكن من ريادة القارة الافريقية فقط ناهيك عن العالم ، ولكن من أُوكلت لهم زمام الامور بعد مغادرة الإنجليز عبر ( ياغريب يلا لبلدك سوق معاك ولدك) لم يضعوا اللبنة الأساسية لكيفية إدارة البلاد بل تمادوا فى توسيع الهوة بين العباد فنجمت عن ذلك الحركات المتفرقة فى السودان أبرزها حركة التحرر الاولى فى الوطن وهى الحركة الشعبية التى إنبثقت عن حركات أُخرى كانت تنادى كلها بفصل الجنوب دونما إهتمام بغيره من أجزاء السودان ، وفى خضم هذا الزخم الهائل من ثورات الجنوب إعتلى عرش القيادة (د. جون قرنق دمبيور) الذى وحد كافة المظلومين والمقهوريين والمحرومين من بنى وطنى فى أكبر حركة او تنظيم يجتمع فيه هؤلاء دون الإلتفات إلى الفوارق الإثنية والدينية أو غيرها حيث برزت مجموعة من القيا دات التاريخية من شعب الهامش كما أُطُلق علية عبر ثورة المهمشين. و أبرز هؤلاء الاستاذ (دنيال كودى مندرى) الذى إنحاز لقضية اهلة النوبة الذين عانوا الأمرين وأصبح من أهم القادة التاريخين لشعب جبال النوبة بعد الاب( فليب عباس غبوش ويوسف كوة مكى ) وبقية العقد الفريد من مناضلى شعب جنوب كردفان فأصبح دانيال من القيادات التى يشار اليها بالبنان فى كافة المحافل ، وعبر هذا الصيت الذائع جاء كودى نائبا لحاكم جنوب كردفان فى تنفيذ إتفاقية السلام الشامل ورئيس للحركة الشعبية بالولاية خلفاً لرفيقة اسماعيل خميس جلاب واصبح قطباً من أقطاب البلاد لايمكن تجاوزه . أما بالنسبة للنوبة فصار من أحد ( الأوتاد) التى تُرسخ لمفاهيم التحرر وريادة السودان إلى مستقبل أرحب .

ولكن بعد ان أُضُرمت النيران فى جبال النوبة والنيل الازرق عن قصد من المركز ظهر دانيال كودى الى السطح مجدداً ولكنة هذة المرة غير كودى الذى عرفناه والذى اذكر له إحدى الخطابات عندما خاطب المهرجان الثقافى الاول لإحياء تراث جبال النوبة كأحد المتحدثين الرسميين ، وفى خطابة تناول كودى( الظلم التاريخى الذى تعرض له شعب جنوب كردفان عبر مر العصور وأنتج التخلف والامراض وما شكالها من ظلم وتهميش متعمد ) وقال جملة شهيرة لن أسناها وهى : ( أنا دنيال ده بندقيتى لحدى هسى ما جدعهتا بعيد والحرب جاية ومستعدين للنضال المسلح 25سنة اخرى لاجل حقوق شعبنا) فضج ميدان الليمون بامبدة الذى اقيم فيه الإحتفال ( بالزغاريد والكواريك) و إطمئن الجميع على ان حقوقهم محروسه ومن يدافعون عنها موجودين فى شخصية كودى .

الذى ان قال أعيانى النضال يارفاق لوجد له الجميع العذر وبقى كقائد تاريخى لن يلوث ما أختطه من تاريخ ناصع واضح للعيان من غيرة كدرة تُصيبه .

ولكنه أراد أن يبقى فى المركز الذى تحدث هو نفسة عن ظلمه مراراً وتكراراً ولكن هذا كله كوم ، و أن يصبح دانيال بين يديى مجموعة لن تعمل على شىء سوى تدنيس تاريخة الثر كوم اخر، فمن حق كودى أن يرفض الحرب و ينائ بنفسة عنها ويمارس ماتهواه نفسة بعيد عن رهق السياسة ، ولكن ليس من حق الرجل الذى نُكن له كل التقدير أن يصبح شوكة فى خاسرة من ناضل لاجلهم وأفنى لكرامتهم زهرة شبابه بالامس وعاد اليوم فى شيبه ليصبح وساس ،
ويسلم نفسه لأُنُاس سيرمونه ( طُعَمة ) لتفيت وحدة شعب جنوب كردفان بل وسيقودونه إلى إنهاء قضية المنطقة او التقليل منها ولكن هيهات .

فالمؤتمر الوطنى الحاكم والذى اصبح فى اخر ايامه لن يُبالى فى أن يستخِدم كافة الاساليب لإخفاض صوت التغيير الذى أصبح يتزايد بين الفينة والأخُرى وهو قد إقترب فاصبح غاب قوسين أو أدنى .

فكودى الذى يدرك كافة أساليب ساسة الإنقاذ بفضل التجربة التى جمعته بهم
إبان تولية حقبتى وزير الثرو الحيوانية وحقبة نائب والى جنوب كردفان علية أنٌ يُدرك إن المؤتمر الوطنى لايُريُد منه شى سوى أن يمحور الصراع من نقاطه الأساسية إلى معتركٍ بعيد فارغ المحتوى ، و خلق مواجه بينه و رفاق الامس هذا من ناحية ، ومن ناحية اخرى كما اسلفت أنفاً هو يريد أن يصنع من هذه المجموعة جسم مناوىء لإصوات المساواة والعدالة التى خرجت مع الحلو بعد ان هجم عليه جيش الإنقاذ فى عقر داره وإنقلب على كافة المواثيق الموقعة معه من قِبل الحركة فى كل من جنوب كردفان و تبعها جنوب النيل الازرق.

فالإنقاذ (عزيزى القارىء) لا تريد شىء سوى أن تجد من يمارس ذات الدور الذى مارسته من قبل عندما حشدت المئات إلى ضاحية نيفاشا وأجمعوا على أن شعب جنوب كردفان لايعانى اى نوع من الظلم والتهميش كما هو الحال فى الجنوب .
وهنا كانت المشكلة التى انجبت ما يسمى بالمشورة الشعبية لان شعب جنوب كردفان أنذاك لم يكن فى قلب رجل واحد وهو ما اضعف من القوة المطلبية لشعب المنطقة . ولكنى على يقين إن الحرب النى تدور رحاها الأن لن تفضى إلى إتفاق جديد مع الوطنى، ولكن اذا ما أفضت لوقف إطلاق نار كما يطالب أهل الإنقاذ الان ، وذهبت الاطراف المحتربة إلى طاولة الحوار سيجد شعب جنوب كردفان بل والحركة مجتمعة ازمة جديدة تسمى ب(مجموعة دانيال او الحركة الشعبية القيادة الجماعية) وبالتالى يكون دهاقنة الإنقاذ قد أجادوا اللعبة وعبر من؟ احد القيادات التاريخية للحركة .

وهو من الادوار القذرة التى كنا نمنى النفس بان لايكون احد الرموز هو اللاعب الاساسى لها !!.

فهل تناقضت عند الرجل الاهداف الثانوية والمبادىء الاساسية وذهب بنفسة إلى مسخ تاريخة عن قصد وهو الذى وصل إلى القمة ولكنه لن يستطع المحافظه عليها ولن يصير منذ الان من الذين سيعيدون صياغة التاريخ السودانى بعد ان تسببت الانقاذ فى فصل جنوب البلاد وتعمل الان لشرزمة ماتبقى من سودان .

خاصة وإن الصراع الحالى إن إستمر دون تغيير مركز الحكم سيقود إلى تفكيك السودان الى اكثر من دولة أو إعمال فوضى عارمة ضاربة بجذورها التعصب القبلى الذى اصبح فى تنامى يصيبك بالذعر وفى هذة الحالة ايضا سيتم إستخدام من استسلم لمناورات المؤتمر الوطنى ضد اهلة وعشيرتة .

فإلى كودى ، اليس كان الاجدر بك أن لاتكون مطية لهؤلاء لتحقيق غايتهم عبرك؟

اوليس كان الاحرى بك ان تبقى بعيداً عن هذا وذاك إن أعياك النضال؟

او ليس كان من الافضل لك أن تقول لا لإبادة الأبرياء من شعبى وجموع أهل السودان ولن يصيبك مكروه وتقود عمل نضالى سلمى يحفظ لك ما صنعتة من تاريخ ناصع؟

اوليس كان لك ان لا تتبع من لايريدون الا العيش فى دهاليز الحكم ولسان حالهم يتقطر باسواء الاوصاف لك ومن شايعك من بنى جلدتك؟

اوليس من الاهم لك ان تصبح (وِتد لاتتنازع ذعازعة الذاتية فتغلب على الثورية فيه ) ؟ وتكون الجبل رقم 102 ان إحتل كل من رفاقك يوسف كوة مكى الرقم (100) . و عبد العزيز ادم الحلو الرقم (101).

وتقف رمزاً تُسطر سِيرته إلى الأجيال جيل بعد جيل ويتغنى بك أجيال الغد كما تغنت ( لجوليس نيريرى، نلسون مانديلا ،ود. جون قرنق ?هايلا جبرا ثلاثى ? المهاتما غاندى، ومارتن لوثر كنج )وكل رواد ثورات التحرر على الارض بدلاً أن تصبح غصة فى حلق الجميع ،ولن تستطيع أن تُغير شىء البتة وستعجز عن مجاراة هؤلاء كما حدث لموقعى إتفاقية الخرطوم للسلام ، ومناوى الذى قال ( ان مساعد الحلة الكبير له صلاحيات اكثر من صلاحياتة ) وترمى ببريق السلطة كما فعل نجلك عبد الله تية الذى دلف باضابير وزارة الصحة الاتحادية لأجل الكرامة . فنحن نتعشم فى ان تُقوى من هذا (الوتد) حتى للا يشيع التناقض فى كافة الاوتاد وتقل القوة عندك وتضعف قضية ناضلت من اجلها وتعود كما كنت علم من أعلام أمةٍ قادمة بقوة.

ولنا عودة

تعليق واحد

  1. يا استاذ صدقنى لو انتا خيروك بين التمرد والرجوع الى الجبال والاحراش وبين السكن فى الفلل المكندشة وتناول اشهى الماكولات وركوب الفارهات من السيارات والنساء والارصدة بالدولارات والاجازات فى اجمل البلاد …حا تختار شنو؟؟؟ اى واحد ما عندو ضمير زى كودى ووزراء الاحزاب امثال الدقير حا يبيعوا امهم عشان يظلوا فى هذا النعيم الذى لن يدوم طويلا باذن الله

  2. اتفق تماما معك على أن القائد دانيال كودى من القادة المؤسسين للحركة الشعبية، وكذلك له خبرته الطويلة السياسية والبرتمانية منذ عهد الرئيس نميرى، ولكنى كنوبى مستعرب و داعم لمشروع السودان الجديد مع بعض التحفظات الخاصة يالعروبة والاسلام، أرى أنك قد ظلمت الفريق: دانيال كودى، فهو القائد الوحيد الذى لا يمارس الضطهاد المضاد الذى يمارسه جل قادة الحركة بعد رحيل القائد الفذ جون قرنق. كما أن سيطرت بعض الرفاق ذوى الاجندة المدمرة غير الواقعية ، والتى لم تقدم غير الاغتيال المعنوى والمادى لانصارها والعيش فى الاحلام الثورية المستحيلة هى التى أقعدت ببرنامج الحركة وكل أدبيات منصة التأسيس، فدانيال قائد وله رؤيته التى ستعود بالنفع على أبناء النوبا ثم السودان، دانيال لا يمتلك قوت اسبوع بداره ولا يركب الفارهات كما يفعل وكما إغتنى بعض الرفاق الين أتوا الحركة ( اباطهم والنجم)، دعوا القائد يفعل ما يرى وسيحاكمه التاريخ .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..