علي عثمان ومُراجعات المشروع الحضاري

بابكر فيصل بابكر
أوردت صحيفة “المجهر السياسي” الأسبوع الماضي خبراً يقول أنَّ النائب الأول لرئيس الجمهورية السابق “علي عثمان محمد طه” شرع في إجراء مراجعات شاملة للمشروع الحضاري للإسلاميين منذ تقلدهم الحكم قبل (25) عاماً بمشاركة خبراء في المجالات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية والتنظيمية.
وقد سارع بعض الإسلاميين, ومنهم الأستاذين أبوبكر عبد الرازق وفتح العليم عبد الحي, بإنتقاد خطوة طه بإعتبار أنَّ الرجل “لم يك في يوم من الأيام صاحب مبادرات”, وأنه “رجل سياسي تنفيذي أكثر من أنه مفكر سياسي” وتوقعوا أنَّ مراجعاته لن تلامس جذور القضية ولن تختلف عن تلك التي أجراها المؤتمر الوطني بشأن الإصلاحات.
أمَّا نحن, فنقول إنَّ الأمر لا يحتاجُ لجيشٍ من الخُبراء والمتخصصين بقدر ما يحتاج لنوعٍ من “الإرادة” و “الإستقامة الأخلاقية” في مواجهة الحقائق, فقد أدمن أهل الحكم والقائمين على الأمر بذل الوعود الجُزافية بالتغيير والإصلاح دون أن يُصاحب ذلك أفعالٌ جادة, والأستاذ علي ليس إستثناءاً من هؤلاء, فقد كان بشَّرنا بعد إنفصال الجنوب بمولد “جمهورية ثانية” تسودها الحرية والعدل ولكننا نر لها أثراُ حتى اليوم !
إنَّ أزمة الجماعة الحاكمة في جوهرها أزمة بنيوية تتولد عن التصورات والمفاهيم والعقائد (الآيديولوجيا) وتتجلى أكبر مظاهرها في “الإقصاء” النابع من التأصيل الفكري الذي ينبني على مظنة إمتلاك الحقيقة المُطلقة والذي يؤدي في خاتمة المطاف لتبني “العنف” كوسيلة وحيدة لإدارة الإختلاف والتنوع.
في هذا الإطار وقعت تحت سمع وبصر وربما إشراف الأستاذ علي أحد أكبر خطايا المشروع الحضاري “برنامج التمكين” الذي تم بموجبه فصل آلاف المواطنين من وظائفهم لا لشىء سوى أنهم لا ينتمون للجماعة الحاكمة, وصار الولاء للتنظيم والسلطة معياراً لقياس “الإنتماء للوطن” وأُستبيح جهاز الدولة ومواردها بالكامل لمنسوبي الحزب.
قد تولى الأستاذ علي أخطر الوزارات التي أنشأتها حكومة الإنقاذ في سنواتها الأولى لتصبح أداتها الرئيسية لتطبيق الشعار الغريب “إعادة صياغة الإنسان السوداني”, وكأنَّ هذا الإنسان مُجرَّد صفحة بيضاء بلا تاريخ أو تراث أو هويَّة, وهى وزارة التخطيط الإجتماعي, و كان هدف الوزارة هو ضمان ولاء الناس للمشروع الآيديلوجي للجماعة.
قد عمدت تلك الوزارة إلى فرض رؤية “أحادية” في بلدٍ سِمتهُ الأساسية “التنوَّع”, رؤية محورها “المشروع الحضاري” وتحوَّلت برامجها ? مع سياسات حكومية أخرى – لوسيلة إستمالة وأداة إستقطاب لقيادات القبائل وشيوخ الطُرق الصوفيَّة لصفوف الحكومة, فإنتهى الحال إلى إضعاف الشعور الوطني بصورة غير مسبوقة.
وكذلك فإنَّ أحد مظاهر الأزمة يتجلى في ضبابية وغموض شعار “المشروع الحضاري” وعدم إشتماله على معايير قابلة للقياس أو مضامين تؤشر للتقدم والنهضة وإكتفائه بالإحتفاء الشكلي بمظاهر الدين دون الولوج لجوهره وغاياته المنشودة.
إنَّ أكثر من عبَّر عن هذا النزوع الشكلاني “للمشروع الحضاري” هو القيادي بالحركة الإسلامية الأستاذ عباس الخضر عندما سُئل عن ماهية ذلك المشروع فأجاب بالقول (عندما جاءت الإنقاذ كان هنالك 800 مسجد بالخرطوم والآن يوجد 15 الف مسجد وكانت صلاة القيام وقراءة القرآن في مسجد أبوبكر الصديق فقط وبعضهم يذهب لشيخ العباس في توتي ومساجد العاصمة كلها الآن تصلي القيام وبجزء كامل والزي نجد أن الحجاب إنتشر والإعلام التلفزيون السوداني الان يسمى القناة الطاهرة ). إنتهى
إجابة الأستاذ عباس تعكسُ بوضوح الإتجاه المظهري “للمشروع الحضاري” حيث يتم التركيز على بناء المساجد دون الإهتمام بأثرها في نفوس الناس وسلوكهم، فالمراقب المحايد يلحظ بوضوح التناسب العكسي البائن بين إزدياد عدد المساجد و تراجع الأخلاق العامة والخاصة. صحيح أنّ الناس باتوا يتزاحمون على الصلاة والسفر لأداء “الحج والعُمرة” إلا أنَّ ذلك لم يمنع الإنتشار غير المسبوق للرشوة والفساد و الكذب والنفاق في المُجتمع، ولم يحُل دون إنتشار الجريمة والمخدرات بصورة كبيرة ومخيفة.
إنتشار الحجاب كذلك لم يفعل شيئاً تجاه تدفق مئات الأطفال الرُّضع لدور رعاية الأطفال مجهولي الأبوين، ولم يمنع الزواج العرفي، ولم يوقف الكثير من الفظائع الأخلاقية التي تمتلىء بها دفاتر شرطة أمن المجتمع.
أمَّا حصاد “المشروع الحضاري” في ما يلي الرافعة الحقيقية للحضارة – العلم والمعرفة, فقد تمثل في إرتفاع نسبة الأميِّة في البلاد من 37 % الى 57 %, مع ارتفاع نسبة الأمية وسط المرأة الى 72 %، إضافة إلى إرتفاع عدد اليافعين واليافعات الذين يُعانون من الأمِّية في سن المدرسة إلى ثلاثة ملايين ومائة وخمسة وعشرين ألف بحسب إحصاءات المجلس القومي لمحو الامية وهى إحصائيات مُحافظة بدرجة كبيرة !
دولة المشروع الحضاري تنفق 2% فقط من ميزانيتها على التعليم !
كذلك فإنَّ الدولة التي رفعت شعار” نأكل مما نزرع ونلبس مما نصنع” وجدت نفسها بعد سبعة وعشرين عاماً من السيطرة على الحكم تستورد 84% من إجمالي إستهلاكها السنوي من القمح والبالغ 2.2 مليون طن.
وفقاُ لهذه المُعطيات والأرقام يُصبح من العسير جداً الحديث عن مشروع حضاري, فالحضارة تُشيِّد بُنيانها على المعرفة والعلم, وتُعزِّز وجودها بالكشوف والإبتكار والإنتاج, وتستديم بقاءها بقيم الحُرية والعدالة.
إنَّ الفشل العظيم الذي أصاب المشروع الحضاري لم ينتج عن سوء تطبيق الأفكار بل كان وليد الأفكار المعطوبة نفسها, فالمشروعات الرسالية بطبيعتها الآيدولوجية لا تكترثُ للواقع بل تتعالى عليه. وقد كتبت في السابق مُحللاً طبيعة هذا المشروعات والتفويض الذي تنطلق منه : مجال التفويض في المشروع الرسالي ينتقل من الأرض (البشر) الي السماء (الله), ومعهُ تتحوَّل الدولة من دولة واقعية إلي دولة ذات أهداف كونية.
وعي الدولة الرسالية في جوهره وعيٌ زائف لكونه يتفتق عن وهم, وهمٌ يُغيِّب العقل وما هو ممكن لصالح العاطفة و ما هو مرغوبٌ فيه, وتكمن خطورة هذا الوهم في عدم إكتراثه بالتفكيرالإستراتيجي وفي رفعه سقف الطموحات لدى القائمين على أمر الدولة الرسالية وبما لا يتناسب مع الإمكانيات المتاحة والظروف الخارجية المحيطة بتلك الدولة, وهو في محصلته الأخيرة مشروع دائم ومفتوح للتوريط وخلق الأزمات.
الوعي الزائف هو الذي حمل أصحاب المشروع الحضاري على رفع شعارات غير واقعية تدعو لحرب أمريكا وروسيا في آن واحد, وأوهمتهم بأنَّ السودان سيقود العالم الإسلامي في معركته ضد الغرب, فماذا كانت النتيجة ؟ أزمات سياسية وإقتصادية يأخذُ بعضها بتلابيب بعض, و ضياعُ ثلث الأرض والسكان, وإستحكام عزلة دولية خانقة ما زالت الحكومة تسعى للفكاك منها دون جدوى.
أحد أخطر تجليات المشروع الحضاري تمثلت في تبنيه لأفكار أممية عابرة لحدود الوطن هدفها الغائي هو بلوغ مرحلة “أستاذية” العالم مما أدى لإضعاف وربما تغييب فكرة “الولاء الوطني”, فمناهج التعليم تثبت في أذهان الطلاب أنَّ “وطن المسلم هو دينه”, بل أنها في كثير من جوانبها تضم مواداً ونصوصاً تتناقض مع مبدأ “المواطنة” الذي يمثل حجر الزاوية في بنيان الدولة الحديثة.
إنَّ فكرة “الوطن” نفسها ظلت مُلتبسة وغير واضحة في أذهان القائمين على أمر المشروع الحضاري فهو مشروع يُعلي من شأن “أخوة العقيدة” و “أخوة الجماعة” وإن تعارضت مع المصلحة الوطنية, وليس أدلَّ على ذلك من فتح أبواب البلد على مصراعيها لجميع الحركات المتطرفة في تسعينيات القرن الفائت ؟ وكذلك إفتعال المشاكل مع دول الجوار بحُجة أنهم يضطهدون المسلمين والجماعات الإسلامية.
قد إعترف مدير جاهز الأمن السابق “صلاح قوش” بالأثر السلبي الخطير للفكرة الأممية على المصلحة الوطنية وقال في برنامج “حتى تكتمل الصورة” أنَّ الإنقاذ حملت معها تفكيراً خاطئاً وسالباً منذ يومها الأول مما جعلها تُعادي جميع جيرانها وأضاف ( كان من الممكن أن نأتي ومعنا أصدقاءنا ونحارب أعداءنا ولكننا أتينا من أول يوم وأعداءنا في جيبنا ووحدنا أخرجناهم وبدأنا نحاربهم قبل أن يحاربونا وهذا ما أدخلنا في مشاكل ما تزال مستمرة حى اليوم ) إنتهى
لقد أشرتُ في العديد من المناسبات إلى أننا بلدٌ مُتعدِّد الهامشية, فبالإضافة لهامشيتنا بالنسبة للعالم العربي والعالم الأفريقي, نحن كذلك هامشيون بالنسبة للعالم الإسلامي. إنَّ بلدنا لم يك في يومٍ من الأيام مركزاً للحضارة و للدولة الإسلاميَّة. نحن لسنا “دمشق” الأمويين ولا “بغداد” العباسيين ولا “قاهرة” الفاطميين ولا حتى “إسطنبول” العثمانيين, وكل هذا يجعلنا في حِل عن تلبُّس الحالة المركزية وتبعاتها. لقد قدَّمت لنا “الجُغرافيا” هدية قيِّمة بإعفائنا من عبء “التاريخ” فلماذا نتبنى مشاريع أممية أكبر من قدراتنا ؟
قد أدت الرؤية الأحادية الإقصائية التي تبناها المشروع الحضاري إلى خلق دولة شمولية قابضة تحتمي بالشعارات الدينية, ومعلومٌ أن الإستبداد عندما برتبط بالدين فإنه ? كما يقول الكواكبي ? يُمثل أعظم بلاء, لأنَّه ( وباءٌ دائمٌ بالفتن وجَدْبٌ مستمرٌّ بتعطيل الأعمال، وحريقٌ متواصلٌ بالسَّلب والغصْب، وسيْلٌ جارفٌ للعمران، وخوفٌ يقطع القلوب، وظلامٌ يعمي الأبصار، وألمٌ لا يفتر، وصائلٌ لا يرحم، وقصة سوء لا تنتهي).
لكل هذه الأسباب فإننا نقول للأستاذ علي عثمان إنَّ أية مراجعة للمشروع الحضاري لا بُدَّ أن تطال المنظومة الفكرية والمنطلقات الأساسية ومناهج التربية الداخلية للجماعة وإلا فإنها لن تؤدي لشيء سوى “إعادة إنتاج الفشل”, وإنَّ أية إتجاه لتحميل المُجتمع الدولي مسئولية الإخفاق الذي أصاب ذلك المشروع لن تكون إلا محاولة للهروب إلى الأمام.
إنَّ الخطوة الأولى في سبيل المراجعات الحقيقية تتمثل في إدراك الحقائق كما هى وإجتياز عقبة الإنكار, والإعتراف بالإخفاق, وكلها فضائل يحُثُّ عليها ديننا الحنيف. ودون ذلك سنظلُّ ندورُ في ذات الحلقة المُفرغة.
المشاريع الحضارية لا تتأسس على القمع والإقصاء وفرض الوصاية على الناس وإهدار كرامة المواطن, وهى ملامح الإستبداد بمختلف مسمياته القومية والدينية والأممية, وإنما تنهضُ بتأسيس النظام الديموقراطي الذي يوفر الحريَّة والشفافية وحقوق الإنسان.
وكذلك فإنَّ مطلب الحرِّية و الديموقراطية المرغوب فيه والمنشود مطلبٌ كامل غير قابل للتجزئة والترقيع, ولن يُجدي أن يكون على طريقة الهوامش ( هامش الحرية السياسية, وهامش الحرية الإعلامية, الخ ).
وكما ذكرتُ في صدر المقال فإنَّ المشاكل وأوجه الفشل التي مُنى بها المشروع الحضاري باتت معروفة و واضحة ولا تحتاج لخبراء ومتخصصين بل تتطلب توفر قدر كبير من الإرادة والإستقامة حتى يتم تجاوزها.
[email][email protected][/email]
أقتباس
“قد عمدت تلك الوزارة إلى فرض رؤية “أحادية” في بلدٍ سِمتهُ الأساسية “التنوَّع”, رؤية محورها “المشروع الحضاري” وتحوَّلت برامجها ? مع سياسات حكومية أخرى – لوسيلة إستمالة وأداة إستقطاب لقيادات القبائل وشيوخ الطُرق الصوفيَّة لصفوف الحكومة, فإنتهى الحال إلى إضعاف الشعور الوطني بصورة غير مسبوقة.”
للتذكير فقط بالحقيقة الغائية عن كثيريين و هي أن صلب عقيدة الأخوان هي أضعاف الأوطان لصالح حلم أقامةالخلافة الأسلامية.
لكن الكوز لم و لن يعترف بذلك أنها التقية و هي عقيدة أسلامية و ليست شيعية كما نعرف.
يا اخوانا الرول دا ينظر وداير تانى يراجع دا احتقار للشعب والله العظيم
شوف ليك راس تانى اتعلم فية الحلاقة
فأر التجارب انتهى بالوصفة الخاطئة لاتنفع المراجعة بعد ما الدواء انصرف والمريض مات بعد شربة للوصفة الخطأ عفوا يالدكتور مكانك السجن
الفساد سبب الكوارث. ماذا جنيتم.
الاستاذ بابكر نقد للاستاذ علي عثمان في الحكم لا غضاضة علية ..
ولكن نقدك للمراجعات التي لم يشر الي مضمونها احد ضرب من ضروب الخيال والفقاقيع المائية …
الا اذا كنت تعرف ماهي النتائج من اوراق النقاش ..
الجمل مابشوف عوجة رقبته
وما تنسى عبد الجليل الكاروري الذي ببدا خطبة الجمعة بالحمد لله الذي مكننا ووفقنا في الحكم!!! فاكر التوفيق في الحكم هو فقط الاستيلاء عليه والكنكشة فيه بقوة السلاح وكنا فاكرينهم فاهمين التوفيق في حكم الناس هو اشاعة العدل بينهم وقضاء حوائجهم وتأمين رفاهيتهم وسيقول لك فعلنا ذلك ويعني أنفسهم وفئة المنتفعين معهم.
ان المسألة واضحة وضوح الشمس ولا تحتاج الى دراسات وتكين لجان لتقييم الوضع . الدوله انهارت يا استاذ على عثمان وانت تعلم ذلك جيدا وقد قلتها بعد الانتخابات الرئاسيه : انكم لن تستطيعوا توفير قفة الملاح حتى لو حكمتم تانى خمسين سنه وكان كلامك وقتها صحيحا ولايزال صحيحا فما الجديد الذى ستقدمه اﻵن ؟؟؟
رأيى الشخصى ان ترفعوا ايديكم عن السلطه خالص وتسلموا الحكومة للجيش وان تبعدوا قوات الدعم السريع ﻷنها سبق ان عقدت لكم المقف غاية التعقيد .
فقط سلموها لقيادات الجيش قبل ان يتدخل ألشعب ويقول كلمته الفاصله . ارجو الا تخادعوا انفسكم فقد بلغ السوء والفشل مداه .
اول خطوه يبدو بيها المراجعة للمشروع الحضاى هو وجه الاستاذ نفسه بحكم انها اكبر الاثار واكبر الدلائل على المشروع الحضاري
هذا المافون المجرم عليه ان ينتظر ما سيحل به وعليه ونسال الله ان يبقيه على قيد الحياة حتى تاتى ساعة مساءلته ان شاء الله كل الجرائم التى ارتكب فى عهد الانقاذ من تاريخ الانقلاب الذى قاده مع عساكر الجبهة هذا المجرم وعليه ان ينتظر فق ليهو ايام ان شاء الله
الحل هو فصل الدين عن السياسة اي الدولة, و ليس عن الحياة.
اخطر افرازرات المشروع الحضاري هو ان خطباء المساجد الجهلاءالذين يطلق عليهم زورا اسم علماء صاروا نجوم المجتمع .
كلام ابو بكر عبد الرازق القيادي بالمؤتمر الشعبي وهو الذي قال (ان الترابي احد استثناءات التاريخ الانساني) وقد سمعتها بإذني في برنامج في قناة امدرمان مع عادل سيداحمد
وفتح العليم كادر وباحث اخوان يحاول تأصيل عقيدة الاخوان المسلمين وسياستهم بأي طريق .. يعنى يشوف الاخوان المسلمين قالوا شنو ويحاول يأصله من ناحية اسلامية بمعنى انه يضع النتيجة مقدما ثم يبحث عن اثباتها ..
وبرغم ذلك ان ما قالوه عن على عثمان هو صحيح 100% فمن هو على عثمان حتى يراجع المشروع الحضاري؟ هو فقط محامي وقاضي سابق لمدة قصيرة ورئيس اتحاد الكيزان ثم دخل مع الترابي وصار يده الذي يبطش بها ومكره الذي يمكر به ولسانه الذي يكذب به ؟؟
انهم استلموا السلطة بقوة السلاح وحافظوا عليها بالتمكين والامن الشرطة والجيش بعد ان افرغو الشرطة والجيش من محتواها وعن طريق المال كسروا الاحزاب ثم امتلكوا النقابات والاتحادات وشردوا الناس ومع ذلك لم يستطيعوا ان يطبقو المشروع الحضاري الذي كانو يردونه
السبب بسيط وقد ذكره الاخ/ بابكر فيصل هو ان الفكرة الاساسية وهي فكر الاخوان المسلمين هي الخطأ وليس ما نتج عنها هوالخطأ فعليهم ان يراجعوا فكرتهم والعودة الى نقاء الاسلام الاول وهو الحرية والاخاء والمساواة والعدل وحسن الظن بالناس .. وبالمناسبة هذه القيم هي التي جاءت بها الثورة الفرنسية وهي التي ادت الى ما نشهده من اوروبا اليوم
اما فكرة الاخوان المسلمين فهي فكرة اقصائية ظالمة غاشمة تنبت في الظلام وتتغذى بالحرام… نعم بالحرام …تمص الدماء من شرايين الضحايا وتعذب الضحية وهي تهلل الله اكبر ؟؟ مثلها كمثل الخارجي عبد الرحمن بن ملجم الذي قتل علي ابن ابي طالب رضي الله عنه وهو يكبر ويقول فزت ورب الكعبة ؟؟؟؟؟
كانت المساجد 800مسجد الان 15الف مسجد في الخرطوم وكانت البارات والاندايات قبلكم كثيرة ولكن كانت بتفرخ رجال ونساء لهم دين واخلاق وصدق وامناء اانسانين وطنين الان مساجدكم تفرخ كل اهل الموبغات
السبعة تجار دين حرامية
شكرا استاذ فيصل على التحليلات العميقة التي احتوتها المقالة,
الاسلام السياسي عباره عن دولقانه تكاد لاتغطي عوره القائمين عليها…وتبدو الظاهره هذه الى زوال.. ادوها شويه…
الإختشو ماتو … علي عثمان وكيزان الدنيا والعالمين يراجعوا شنو؟؟؟؟ هو في شنو يراجعوه وله يصلحوه؟؟؟؟ الزول بيراجع حاجة فيها نسبة من الصحة مش كلها غلط…
بالعربي كده المشروع الحضاري فاشل ومقدود وقده البلد وقده ناسو كمان … بعد 27 سنة فيها مراجعة؟؟؟
هم الوهم ديل دايرين يسلموها لعيسي بالجد وله شنو؟؟؟؟؟
علي عثمان سود الله وجهه هو سبب انفصال الجنوب اتفاقية نيفاشا.هو سبب احتلال حلايب عندما مول اغتيال الرئيس المصري كما جاء في شهادة الترابي علي العصر.وهو مستمر في ظلاله الي ان يختفي الشعب السوداني عن الوجود كما اختفت حديقة الحيوان من المقرن
أتمنى أن يتم تداول مرجعياتك الهادفة ، على أوسع نطاق في المجتمع ، فهي تعتبر مرشد ثقافي/سياسي ، كما إنها موثقة بالأدلة و البراهين ، و أغلبها مستقاة من مصادرهم المعتمدة (رسائل حسن البنا ، كتب سيد قطب ، مرجعيات التنظيم الحاكم …..إلخ.
لو كان لمدعي السياسة 10% من مقدار هذه المعرفة ، لما إستفحل هذا التنظيم الظلامي في المجتمع.
أتحدى أن يستطيع على عثمان أو أي أحد من قادة التنظيم ، بالرد على هذا المقال.
علي عثمان اصلا عميل اتي للتدمير وماكان يوما هدفه تنمية او انسان او سودان
حقيقة هذا ما كنا نتوقع من الادعاء بالمشروع الحضاري وآلية التمكييييييييييييييييييين المالي والاستبداد السياسي، نفاق ديني وبعد أخلاقي وفاقد تربوب
فأين دور الأحزاب الجهوية المؤدلجة والحركات الاثنية المقبلنة لا ينحصر فقط في مساندة ومؤازرة أنظمة الافساد والطغيان السياسي والاستبداد الديمغوغي فهي ذات نفس المرجعية لآل البيت من النخبة الصفوية ومتطلعي الاستوزار السياسي بمساتدة الانتهازية والطفيلية المعهودة لحفظ محاصصات السادة وأرزقية الاستوزار السياسي!
فكيف لنا ان نعتمد على معارضة همها تثبيت النظام من أجل المشاركة والمحاصصة؟ شركاء الجرم والجيفة بلا حياء أو وازع ضمير أو خلق ديني انساني لماذا لم يستطيعا أخلاقياً وقف الحرب وتقتيل الشعوب وفتح الممرات الآمنة للهروب وتوصيل الغذاء؟ فمشكل السودان ليس سياسياً في المقام الأول بل اجتماعياً اقتصادياً فكرياً وتربوياً، مالنا وخارطة طريق انحصرت في الساسة يسوس فقط تؤدي لاعادة توزيع المناصب! نريد نظاماً يعيد الديمقراطية المغيبة والكرامة المسلوبة والسودنة المطلوبة للعيش في أمن وسلم ورقي فالشرائح الأكثر أهميًة الشباب نعم ولكن عليها الاعتماد على الذات بمفاهيم رمي الفرقتين الانقاذ واحزاب التكسب في مذبلة التاريخ من أجل غدٍ نضر والله المستعان قوموا لانتفاضتكم بعيداً عن التخزيل.
لا أحد يستطيع الخوض في ان النظام استخدم ويستخدم الأسلحة المحرمة فالمجرم لو استلم الشيطان سلاحاً لقاتل به لعنة الله على الكيزان فهم الدواعش
اليس هذه الدعوة متأخرة كثيرا ؟؟ لقد تم في خلال وجودك في السلطة دمار وخراب وطن كان بمساحة قارة…!!! فأصبح انقاض و اطلال دولة ؟؟؟
شله حاقدين وصعاليك وممكن ان يكون الصعلوك متعلم ليس إلا هدفهم جمع مسلمي أفريقيا لتدمير السودان ومصر اولا والدين سبب ل أعمالهم الحيوانية هؤلاء يجب أن يشنقوا في الساحات العامة
أول حاجة سلموا السلطة للشعب. بعدين أقعدوا في بيوتكم، كان خلوكم تقعدوا فيها، وراجعوا أفكاركم الإبليسية زي ما عايزين. قشة ما تعتر ليكم.
أقتباس
“قد عمدت تلك الوزارة إلى فرض رؤية “أحادية” في بلدٍ سِمتهُ الأساسية “التنوَّع”, رؤية محورها “المشروع الحضاري” وتحوَّلت برامجها ? مع سياسات حكومية أخرى – لوسيلة إستمالة وأداة إستقطاب لقيادات القبائل وشيوخ الطُرق الصوفيَّة لصفوف الحكومة, فإنتهى الحال إلى إضعاف الشعور الوطني بصورة غير مسبوقة.”
للتذكير فقط بالحقيقة الغائية عن كثيريين و هي أن صلب عقيدة الأخوان هي أضعاف الأوطان لصالح حلم أقامةالخلافة الأسلامية.
لكن الكوز لم و لن يعترف بذلك أنها التقية و هي عقيدة أسلامية و ليست شيعية كما نعرف.
يا اخوانا الرول دا ينظر وداير تانى يراجع دا احتقار للشعب والله العظيم
شوف ليك راس تانى اتعلم فية الحلاقة
فأر التجارب انتهى بالوصفة الخاطئة لاتنفع المراجعة بعد ما الدواء انصرف والمريض مات بعد شربة للوصفة الخطأ عفوا يالدكتور مكانك السجن
الفساد سبب الكوارث. ماذا جنيتم.
الاستاذ بابكر نقد للاستاذ علي عثمان في الحكم لا غضاضة علية ..
ولكن نقدك للمراجعات التي لم يشر الي مضمونها احد ضرب من ضروب الخيال والفقاقيع المائية …
الا اذا كنت تعرف ماهي النتائج من اوراق النقاش ..
الجمل مابشوف عوجة رقبته
وما تنسى عبد الجليل الكاروري الذي ببدا خطبة الجمعة بالحمد لله الذي مكننا ووفقنا في الحكم!!! فاكر التوفيق في الحكم هو فقط الاستيلاء عليه والكنكشة فيه بقوة السلاح وكنا فاكرينهم فاهمين التوفيق في حكم الناس هو اشاعة العدل بينهم وقضاء حوائجهم وتأمين رفاهيتهم وسيقول لك فعلنا ذلك ويعني أنفسهم وفئة المنتفعين معهم.
ان المسألة واضحة وضوح الشمس ولا تحتاج الى دراسات وتكين لجان لتقييم الوضع . الدوله انهارت يا استاذ على عثمان وانت تعلم ذلك جيدا وقد قلتها بعد الانتخابات الرئاسيه : انكم لن تستطيعوا توفير قفة الملاح حتى لو حكمتم تانى خمسين سنه وكان كلامك وقتها صحيحا ولايزال صحيحا فما الجديد الذى ستقدمه اﻵن ؟؟؟
رأيى الشخصى ان ترفعوا ايديكم عن السلطه خالص وتسلموا الحكومة للجيش وان تبعدوا قوات الدعم السريع ﻷنها سبق ان عقدت لكم المقف غاية التعقيد .
فقط سلموها لقيادات الجيش قبل ان يتدخل ألشعب ويقول كلمته الفاصله . ارجو الا تخادعوا انفسكم فقد بلغ السوء والفشل مداه .
اول خطوه يبدو بيها المراجعة للمشروع الحضاى هو وجه الاستاذ نفسه بحكم انها اكبر الاثار واكبر الدلائل على المشروع الحضاري
هذا المافون المجرم عليه ان ينتظر ما سيحل به وعليه ونسال الله ان يبقيه على قيد الحياة حتى تاتى ساعة مساءلته ان شاء الله كل الجرائم التى ارتكب فى عهد الانقاذ من تاريخ الانقلاب الذى قاده مع عساكر الجبهة هذا المجرم وعليه ان ينتظر فق ليهو ايام ان شاء الله
الحل هو فصل الدين عن السياسة اي الدولة, و ليس عن الحياة.
اخطر افرازرات المشروع الحضاري هو ان خطباء المساجد الجهلاءالذين يطلق عليهم زورا اسم علماء صاروا نجوم المجتمع .
كلام ابو بكر عبد الرازق القيادي بالمؤتمر الشعبي وهو الذي قال (ان الترابي احد استثناءات التاريخ الانساني) وقد سمعتها بإذني في برنامج في قناة امدرمان مع عادل سيداحمد
وفتح العليم كادر وباحث اخوان يحاول تأصيل عقيدة الاخوان المسلمين وسياستهم بأي طريق .. يعنى يشوف الاخوان المسلمين قالوا شنو ويحاول يأصله من ناحية اسلامية بمعنى انه يضع النتيجة مقدما ثم يبحث عن اثباتها ..
وبرغم ذلك ان ما قالوه عن على عثمان هو صحيح 100% فمن هو على عثمان حتى يراجع المشروع الحضاري؟ هو فقط محامي وقاضي سابق لمدة قصيرة ورئيس اتحاد الكيزان ثم دخل مع الترابي وصار يده الذي يبطش بها ومكره الذي يمكر به ولسانه الذي يكذب به ؟؟
انهم استلموا السلطة بقوة السلاح وحافظوا عليها بالتمكين والامن الشرطة والجيش بعد ان افرغو الشرطة والجيش من محتواها وعن طريق المال كسروا الاحزاب ثم امتلكوا النقابات والاتحادات وشردوا الناس ومع ذلك لم يستطيعوا ان يطبقو المشروع الحضاري الذي كانو يردونه
السبب بسيط وقد ذكره الاخ/ بابكر فيصل هو ان الفكرة الاساسية وهي فكر الاخوان المسلمين هي الخطأ وليس ما نتج عنها هوالخطأ فعليهم ان يراجعوا فكرتهم والعودة الى نقاء الاسلام الاول وهو الحرية والاخاء والمساواة والعدل وحسن الظن بالناس .. وبالمناسبة هذه القيم هي التي جاءت بها الثورة الفرنسية وهي التي ادت الى ما نشهده من اوروبا اليوم
اما فكرة الاخوان المسلمين فهي فكرة اقصائية ظالمة غاشمة تنبت في الظلام وتتغذى بالحرام… نعم بالحرام …تمص الدماء من شرايين الضحايا وتعذب الضحية وهي تهلل الله اكبر ؟؟ مثلها كمثل الخارجي عبد الرحمن بن ملجم الذي قتل علي ابن ابي طالب رضي الله عنه وهو يكبر ويقول فزت ورب الكعبة ؟؟؟؟؟
كانت المساجد 800مسجد الان 15الف مسجد في الخرطوم وكانت البارات والاندايات قبلكم كثيرة ولكن كانت بتفرخ رجال ونساء لهم دين واخلاق وصدق وامناء اانسانين وطنين الان مساجدكم تفرخ كل اهل الموبغات
السبعة تجار دين حرامية
شكرا استاذ فيصل على التحليلات العميقة التي احتوتها المقالة,
الاسلام السياسي عباره عن دولقانه تكاد لاتغطي عوره القائمين عليها…وتبدو الظاهره هذه الى زوال.. ادوها شويه…
الإختشو ماتو … علي عثمان وكيزان الدنيا والعالمين يراجعوا شنو؟؟؟؟ هو في شنو يراجعوه وله يصلحوه؟؟؟؟ الزول بيراجع حاجة فيها نسبة من الصحة مش كلها غلط…
بالعربي كده المشروع الحضاري فاشل ومقدود وقده البلد وقده ناسو كمان … بعد 27 سنة فيها مراجعة؟؟؟
هم الوهم ديل دايرين يسلموها لعيسي بالجد وله شنو؟؟؟؟؟
علي عثمان سود الله وجهه هو سبب انفصال الجنوب اتفاقية نيفاشا.هو سبب احتلال حلايب عندما مول اغتيال الرئيس المصري كما جاء في شهادة الترابي علي العصر.وهو مستمر في ظلاله الي ان يختفي الشعب السوداني عن الوجود كما اختفت حديقة الحيوان من المقرن
أتمنى أن يتم تداول مرجعياتك الهادفة ، على أوسع نطاق في المجتمع ، فهي تعتبر مرشد ثقافي/سياسي ، كما إنها موثقة بالأدلة و البراهين ، و أغلبها مستقاة من مصادرهم المعتمدة (رسائل حسن البنا ، كتب سيد قطب ، مرجعيات التنظيم الحاكم …..إلخ.
لو كان لمدعي السياسة 10% من مقدار هذه المعرفة ، لما إستفحل هذا التنظيم الظلامي في المجتمع.
أتحدى أن يستطيع على عثمان أو أي أحد من قادة التنظيم ، بالرد على هذا المقال.
علي عثمان اصلا عميل اتي للتدمير وماكان يوما هدفه تنمية او انسان او سودان
حقيقة هذا ما كنا نتوقع من الادعاء بالمشروع الحضاري وآلية التمكييييييييييييييييييين المالي والاستبداد السياسي، نفاق ديني وبعد أخلاقي وفاقد تربوب
فأين دور الأحزاب الجهوية المؤدلجة والحركات الاثنية المقبلنة لا ينحصر فقط في مساندة ومؤازرة أنظمة الافساد والطغيان السياسي والاستبداد الديمغوغي فهي ذات نفس المرجعية لآل البيت من النخبة الصفوية ومتطلعي الاستوزار السياسي بمساتدة الانتهازية والطفيلية المعهودة لحفظ محاصصات السادة وأرزقية الاستوزار السياسي!
فكيف لنا ان نعتمد على معارضة همها تثبيت النظام من أجل المشاركة والمحاصصة؟ شركاء الجرم والجيفة بلا حياء أو وازع ضمير أو خلق ديني انساني لماذا لم يستطيعا أخلاقياً وقف الحرب وتقتيل الشعوب وفتح الممرات الآمنة للهروب وتوصيل الغذاء؟ فمشكل السودان ليس سياسياً في المقام الأول بل اجتماعياً اقتصادياً فكرياً وتربوياً، مالنا وخارطة طريق انحصرت في الساسة يسوس فقط تؤدي لاعادة توزيع المناصب! نريد نظاماً يعيد الديمقراطية المغيبة والكرامة المسلوبة والسودنة المطلوبة للعيش في أمن وسلم ورقي فالشرائح الأكثر أهميًة الشباب نعم ولكن عليها الاعتماد على الذات بمفاهيم رمي الفرقتين الانقاذ واحزاب التكسب في مذبلة التاريخ من أجل غدٍ نضر والله المستعان قوموا لانتفاضتكم بعيداً عن التخزيل.
لا أحد يستطيع الخوض في ان النظام استخدم ويستخدم الأسلحة المحرمة فالمجرم لو استلم الشيطان سلاحاً لقاتل به لعنة الله على الكيزان فهم الدواعش
اليس هذه الدعوة متأخرة كثيرا ؟؟ لقد تم في خلال وجودك في السلطة دمار وخراب وطن كان بمساحة قارة…!!! فأصبح انقاض و اطلال دولة ؟؟؟
شله حاقدين وصعاليك وممكن ان يكون الصعلوك متعلم ليس إلا هدفهم جمع مسلمي أفريقيا لتدمير السودان ومصر اولا والدين سبب ل أعمالهم الحيوانية هؤلاء يجب أن يشنقوا في الساحات العامة
أول حاجة سلموا السلطة للشعب. بعدين أقعدوا في بيوتكم، كان خلوكم تقعدوا فيها، وراجعوا أفكاركم الإبليسية زي ما عايزين. قشة ما تعتر ليكم.
إقتباس : أنَّ النائب الأول لرئيس الجمهورية السابق “علي عثمان محمد طه” شرع في إجراء مراجعات شاملة للمشروع الحضاري للإسلاميين منذ تقلدهم الحكم قبل (25) عاماً بمشاركة خبراء في المجالات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية والتنظيمية.
فذلكة :
هنالك شبهة قد ترقى الى حد اليقين تقول بان ” المشروع الحضارى الاسلامى ” ، شأنه شأن “الكتاب الاخضر ، الذى وضعه بابكر كرار ، و عبد الله ذكريا فى ليبيا معمر القذافى ، هو مشروع وضعته او ساعدت فى وضعه النخب الشيوعية التى تم زرعها فى مفاصل الحركة الاسلامية ، امثال الاستاذ احمد سليمان و عبد الباسط سبدرات وغيرهم من النخب اليسارية . و يلمحون فى إشارات لطيفة لعلاقة ما بين روجى قارودى او فكره ، نشات بينه و بين طالب الدكتوراة فى جامعة السوربون فى باريس ، حسن عبد الله الترابى . و الرابط بين اسلام روجيه قارودى و خلفيته الماركسية لا تخفى على احد . فقد ظل قارودى ماركسيا على مدى سبعة و عشرين عاما ثم اعلن اسلامه فى سنة 1982 م . و هو يعتقد جازما ان الاسلام هو دين المستقبل . و قد أثر عنه انه قال انك يمكن ان تصل الى الاشتركية عن طريق الاسلام ، او العكس ، لست متأكدا .
و يقول الدكتور الترابى فى صفحة 209 من كتابه “الحركة الاسلامية فى السودان ? التطور ? الكسب ? المنهج ” :
” … ان رواد الحركة قد نشأوا غالبا فى كنف “التعليم النظامي” ( من بينهم هو )، و ما كان لهم الا ان يستمدوا فى فكرهم من تلقاء ذلك التعليم او ينفعلوا ، خاصة ، بالفكر الاوربي الذى يتضمنه ، بل منهم من كان يطالع فى مصادر الفكر الاوربي الاصل و المنقول ، و يتأمل فيما احتوى من النظريات الفلسفية ، و التاريخيات الاجتماعية ، و العمليات الطبيعية ” .
. و ارجو ان تكون هذه الفذلكة احد مرتكزات الاستاذ على عثمان طه فى مراجعاته للمشروع الحضارى .، إذا أصر على القيام بهذه المراجعات بعد إطلاعه على التعليق أدناه .
التعليق : باقتراح خارطة طريق “للمشروع الحضارى الاسلامى ” ، رحمه الله .
يقول المتنبي فى إحدى روائعه ”
كُلّمَا رَحّبَتْ بنا الرّوْضُ قُلْنَا حَلَبٌ قَصْدُنَا وَأنْتِ السّبيلُ
– وبذا يكون المتنبى من اوائل الذين عملوا بتقنية رسم خارطة الطريق (Way Map) للوصول الى الهدف .. و خارطة الطريق لفهم “المشروع الحضارى” و فك شفرته تمر بالضرورة عبر عراب المشروع الحضارى الدكتور حسن عبد الله الترابى (ماركس / انجلز / لينين / ستالين) ، وكتابه تاريخ الحركة الاسلامية فى السودان ( البيان الشيوعى – )، مع ابدال كلمة “بروليتاريا” بكلمة “الاخوان المسلمين” او “الجماعات الاسلامية” ، و “ديكتاتورية البروليتاريا” ، “بتمكن الاخوان المسلمين من السلطة” ، و “الشيوعية” ” بالاسلام” ،
– و كتاب جزيرة الكنز (Treasure Island) و كان احد مقررات شهادة كيمبردج الذى حصل عليها بتفوق ،
– و كيف تجد الكنز ، كدرس من دروس الجغرافيا ،
– و المصالحة مع نظام النميرى تحت مظلة الاتحاد الاشتراكى ،
– و اتفاقية جنيف مع الحركة الشعبية لتحرير السودان ،
– و فى مقابر فاروق فى رثاء الراحل الاستاذ محمد ابراهيم نقد سكرتير الحزب الشيوعى . حيث ترحم على روح الفقيد و أثنى عليه و دعا له الله بان ” لايحرمنا أجره و لايفتنا بعده ” ،
– و فى اللجنة العليا للإشراف على ملف العلاقات السودانية الصينية برئاسة الدكتور عوض الجاز ،
– و فى تصريحات صلاح عبد الله قوش ، مدير الاممن و المخابرات السودانية السابق ،
– و فى شهادة الدكتور حسن الترابى للعصر أي فك شفرة دافينشى ( Breaking the Davinchi Code) .
– أما مآل المشروع الحضارى فقد كفانا عرابه ، الشيخ الترابى ، رحمه الله ، مئونة البحث عنه ، قبل خمسة سنوات من وفاته فى شهادته على العصر التى ادلى بها خلال ستة عشر حلقة للاستاذ احمد منصور فى قناة الجزيرة القطرية إذ أوجز فقال :
” .. إن الحركة الاسلامية لم تستطع ، عبر تاريخها ، ان تقدم نموذجا لدولة اسلامية يمكن أن يحتذى بها ، وانها نجحت فى هدم كل شيئ ، و فشلت فى بناء أي شيئ ، و دمغ الخلافات بالتفاهة ، وقال ان اجتهادات فقهاء الحركة الاسلامية جاءت تعبيرا عن أشواق ورغبات الحكام و ليست تعبيرا عن اشواق و رغبات العباد .
– و الدكتور ، فى شهادته على العصر” يقول : ان التخطيط العملى لاستيلاء الحركة الاسلامية على السلطة قد بدأ مباشرة بعد إجهاض النميرى للغزو الليبي / المرتزقة للبلاد ، بقيادة الجبهة الوطنية المكونة من حزب الامة و الاتحادى الديمقراطى و الاخوان المسلمين ، فى 02-07-1976 . و مع المصالحة مع النميرى فى 1977 بدأ التنفيذ الفعلى للمخطط للإستيلاء على السلطة أول خطواته . بدأ بزرع عناصر الحركة الاسلامية فى مفاصل نظام النميري ، حيث تمكنت هذه العناصر من استصدار قوانين الشريعة الاسلامية ، و الهيمنة على المال و الاقتصاد ، و قامت بتأهيل كوادرها علميا و فنييا ، و قوت علاقاتها بالحركات الاسلامية العالمية .
– و فى كتابه تاريخ الحركة الاسلامية يقول : بان الحركة الاسلامية قامت نتيجة للإستفزاز الشيوعى ، و ان الحركة الاسلامية ، إذ كانت تفتقر الى الخبرة و الدراية بالتنظيم و الخبرة الادارية و المالية ، فى اول نشأتها ، عمدت الى اقتباس النظم التى يتبعها الشيوعييون فى ادارة شئونهم ، بل عمدت الى استقطاب بعض الشيوعيين اليها لينقلوا لها تجاربهم واسرار تنظيمهم . ولذا جاء مبنى ” المشروع الحضارى ” مشابها للهياكل الشيوعية إن لم يكن مطابقا ، “فالمانفستو” ( البيان الشيوعى ) الذى يدعو عمال العالم ليتحدوا ، حوره المشروع الحضارى الى نداء الى مسلمى العالم ليتحدوا ، و تقدم عليه خطوات ،إذ منح مسلمى العالم حق التجنس بالجنسية السودانية ، و طمس الهوية الوطنية ، و جذب متطرفى العالم ، الخارجين على دولهم ، و لو كانت مسلمة ، فجاء بن لادن من السعودية ، و ايمن الظواهرى من مصر ، و كارلوس من الاردن ، و عمر عبد الرحمن من مصر ، و الغنوشى من تونس ، و المجاهدين و طالبان من افغانستان و باكستان ، و من الصومال و من جيبوتى ، و مدغشقر. و بدأت ترشح أخبار عن معسكرات لتدريب المجاهدين و الفدائيين هنا و هناك على اعمال الجهاد ، و بدأت ترشح اتهامات هنا و هناك بانطلاق عمليات ارهابية معادية للامريكان ، الشيطان الاكبر ، من السودان : سحل الامريكان فى الصومال ، تفجير السفينة كول فى اليمن ، محاولة اغتيال الرئيس المصرى فى اديس ابابا ، تفجيرات برج التجارة العللمى فى نيويورك عام 1993 ، تفجيرات السفارة الامريكية فى بيروت و نيروبى و ممباسا ، و تفجيرات فى الخبر ….و بالطبع تبع كل هذا عقوبات اقتصادية و تجارية وسياسية من الامم المتحدة و الولايات المتحدة و غيرها من المؤسسات الدولية ، و فرض تعويضات للمتضررين تدفع من الارصدة السودانية المحتجزة فى بنوك الشيطان الاكبر ، ضرب مصنع الشفاء فى بحرى ، ضرب قوافل فى شرق السودان ، ضرب مصنع اليرموك فى الخرطوم ، واختنق السودان و رئيس السودان بالعقوبات وضاقو بها زرعا مما الجأهم الى التعامل مع اسرائيل للتوسط لهم لدى الشيطان الاكبر لرفع إسم السودان من قائمة الارهاب ، و اعفاء الديون الخارجية التى شلت الاقتصاد تماما ، و المساعدة فى المخارجة من ملاحقات محكمة الجنايات الدولية ، و ذلك مكافأة لهم لقطع العلاقات مع ايران المسلمة ، و تعاونهم مع الموساد و المخابرات المركزية الامريكية فى تسليمهم ملفات الحركة الاسلامية العالمية .
– و بالطبع جدت الحركة الاسلامية فى تبرير اشتراكها فى نظام نميرى الغير ديمقراطى ، الاشتراكى ، الدكتاتورى ، و جلوسها تحت مظلة الاتحاد الاشتراكى التى تظلهم مع غرمائهم الشيوعيين الذين سبق لهم ان طردوهم من البرلمان الذى ادخلتهم فيه ارادة شعبية شرعية . قالوا انهم يخططون انسف النظام من الداخل ربما تمهيدا لإنزال “المشروع الحضارى” لارض الواقع .
– وفى 30-06-1989 تستولى الحركة الاسلامية على السلطة ، وتتاح لها فرصة تطبيق المشروع الحضارى فبدأت بحل جناحها العسكرى ، ثم حل الحركة الاسلامية ذاتها ، او دمجها فى حزب المؤتمر الوطنى ، و تلى ذلك الصراع : من يقود من ، و انتهى الصراع فى اواخر ديسمبر من عام 1999 بهزيمة منظر “المشروع الحضارى” ، و خزلان تلاميذه و حواريه له ، ثم تم حل البرلمان الذى كان يترأسه و يتيح له فرصة التشريع، ثم إقالته من الامانة العامة من حزب المؤتمر الذى إدخره ليوم كريهة ، و منعه حتى من دخول البرلمان ليجمع أغراضه . و ما تلى ذلك من مفاصلة و إنشاء حزب المؤتمر الشعبى .
– و لربما لرابطة العرق المشار اليها اعلاه ، بين الاحزاب ذات التوجهات الشيوعية و حزب المؤتمر الشعبى ، و العرب تقول ان العرق دساس، تحرك غازى سليمان المحامى و قيل محمد ابراهيم كبج فى اتجاه توقيع مذكرة تفاهم بين الحركة الشعبية لتحرير السودان ذات التوجه اليسارى ، و حزب المؤتمر الشعبى راعى “المشروع الحضارى الاسلامى ” ، و لاقت الفكرة قبولا من الدكتور جون قرنق ، رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان ، و العدو اللدود للنظام الحاكم ، و من الدكتور الترابى رئيس حزب المؤتمر الشعبى الزاحف بقوة لقلب النظام ، و بتفويض منهما اعد المحبوب عبد السلام و ياسر عرمان مشروع المذكرة التى وافق عليها الدكتور على الحاج ثم كل من جون قرنق و الترابى ، و يس عمر الامام و ابراهيم السنوسى ، و تم التوقيع عليها من قبل ياسر عرمان و باقان اموم من قبل الحركة الشعبية لتحرير السودان ، و المحبوب عبد السلام و عمر الترابى من قبل حزب المؤتمر الشعبي ، و اعانت فى مؤتمر صحفى فى مركز الامم المتحدة بسويسرا ، و احدثت زلزالا فى الخرطوم فاعتقل الترابى و زج به فى السجن ،، و تم حل حزب المؤمر الشعبى و مصادرة دوره و صحفه و ملاحقة رموزه ، و احتضر “المشروع الحضارى” او قضى نحبه .
– و يقول الداعية الاسلامى و القيادى فى الحركة الاسلامية ، الشيخ يس عمر الامام ، فى مرارة ، فى صحيفة الراكوبة :
– ” .. الحركة الاسلامية دخلت السلطة و خرجت مضعضعة وفيها فساد شديد ، و فيها ظلم ، و أدت مفاهيم معاكسة للقيم التى تحملها للناس . و زارنى بعض الاخوان بالمنزل و كان من ضمنهم حسن الترابي . وقلت لهم : اننى أخجل أن أحدث الناس عن الإسلام فى المسجد الذى يجاورنى بسبب الظلم و الفساد و الظلم الذى اراه . و قلت لهم : اننى لا استطيع ان أقول لاحفادى إنضموا للأخوان المسلمين ، لانهم يرون الظلم الواقع على أهلهم ، فلذلك الواحد يخجل يدعو زول للإسلام فى السودان . أنا غايتو بخجل ، و السودان شلت عليه الفاتحة . ” .
– و يقول المهنس صلاح عبد الله قوش ، رئيس جهاز الامن و المخابرات السابق فى مقابلة تليفزيونية فى برناج الوجه الآخر :
” ? ان زعيم الحزب الشيوعى الراحل ، محمد ابراهيم نقد ، كان من القادة المخضرمين فى الحزب ، و يعتبر شخصا نادر التكرار ، وله اثره فى مسيرة الحزب الشيوعى و هو حزب وطني و ليس عميلا و لا يريد تدمير البلاد . ” .
– اما الدكتور عوض الجاز فقد تم تعيينه رئيسا للجنة العليا للعلاقات السودانية الصينية ، ويقول أحد الظرفاء ان الدكتور عوض الجاز قد تم تعيينه واليا لولاية السودان الصينية تقديرا له لجهوده فى التحول من الشيوعية الماركسية اللينينية المنفتحة الى الشيوعية الماوية المتشددة .
و ترجع الصين علاقتها بالسودان الى القرن الثالث قبل الميلاد ، حيث كانت سفنها ترسو على مواني عيذاب و سواكن السودانية على البحر الاحمر او بحر القلزم و تتبادل اغراض التجارة و الخدمات فى امان و تحت حماية حكام المنطقة . و تحفظ الصين ، فى العصر الحديث الجميل للسودان ، لمواقفه المشرفة تجاه الشعب الصينى حيث تذكر :
1- انه فى يوم 25-01-1885 استطاع انصار المهدى قتل الجنرال غردون في السراي بالخرطوم . و كان غردون يعرف فى الاوساط البريطانية بغردون الصينى و ذلك انه أخمد ثورة الفلاحين فى الصين ، فكان مقتله فى السودان مصدر فرح وسعادة فى الصين .
2- ان نظام عبود اقدم على الاعتراف بالصين الشعبية فى فبراير 1959 بالرغم من الحصار المفروض عليها من دول الغرب و الولايات المتحدة . وافتتح السودان اول سفارة له فى بكين سنة 1970 فى بواكيرعهد النظام النميري.
3- ان السودان وقف مع الصين الشعبية فى معركتها لاسترداد مقعدها الدائم فى مجلس الامن كدولة كبرى فى 1971 م .
4- ناصر السودان وحدة الاراضى الصينية حيث ظل السودان يؤكد بان تايوان جزء لا يتجزا من الصين الشعبية الام و لايعترف بالانفصال الذى قاده شاي كان شيك للاستقلال بتايوان تحت مسمى الصين الوطنية .
– و بذا نشات علاقات خاصة و حميمة بين السودان و الصين فوقفت الصين ، مشكورة، تدافع عن رئيس السودان امام تحركات المحكمة الجنائية الدولية ، و تساهم فى حلحلة ازمة دارفور ، و ساندت اتفاقية السلام الشامل بين شمال وحنوب السودان ، و قدمت الصين ثلاثة قروض بدون فوائد للسودان تم تخصيصها لتشييد القصر الرئاسي الجديد ، كما قدمت الصين اربعة منح للسودان لانشاء مركز زراعى بمدنى ، بيوت جاهزة ، و مدارس ، و مراكز صحية، و دعم الانتخابات . كما قدمت قروض تفضيلية تم بموجبها العديد من مشروعات المدارس ، و المراكز الصحية و الكبارى الصغيرة ، و مشروع المياه فى ولايات شرق السودان ، و قدمت الصين للسودان قروض ميسرة تم بها تنفيذ عدد من مشروعات المياه و معداتها و مهمات لوزارة المالية و الاقتصاد الوطنى و طلمبات ري المشروعات الزراعية . كما تم التوقيع على اتفاقية التمويل : البترول مقابل المشروعات لتوفير التمويل لبنيات تحتية و تنموية شملت 12 مشروع فى الكهرباء و الجسور و الطرق و المياه وتاهيل مشروعات زراعية و سكر.
( المصدر موقع وزارة الخارجية السودانية – العلاقات الصينية السودانية – التقرير مكتوب بعربى الصين على وزن عربى جوبا باعتبار ان كاتبه سفير ولاية السودان فى الصين )
و لانملك هنا الانهنئ والى ولاية السودان الصينية ، و نشكر للصين كرمها و ردها للجميل .
– و نخلص من كل ذلك الى ان “المشروع الحضارى الاسلامى ” اما انه قضى نحبه ، وهذا حسبما ذهب اليه عرابه الدكتور حسن عبد الله الترابى ، او ذاب فى التيارات اليسارية الصينية المتشددة.
– و عليه اقترح على الاستاذ على عثمان طه اما ان ينضم الى لجنة الدكتور عوض الجاز ، او بناء ايدولوجية جديدة لمشروع حضاري آخر غير هذا و على حسابه و على مسئوليته.
إقتباس : أنَّ النائب الأول لرئيس الجمهورية السابق “علي عثمان محمد طه” شرع في إجراء مراجعات شاملة للمشروع الحضاري للإسلاميين منذ تقلدهم الحكم قبل (25) عاماً بمشاركة خبراء في المجالات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية والتنظيمية.
فذلكة :
هنالك شبهة قد ترقى الى حد اليقين تقول بان ” المشروع الحضارى الاسلامى ” ، شأنه شأن “الكتاب الاخضر ، الذى وضعه بابكر كرار ، و عبد الله ذكريا فى ليبيا معمر القذافى ، هو مشروع وضعته او ساعدت فى وضعه النخب الشيوعية التى تم زرعها فى مفاصل الحركة الاسلامية ، امثال الاستاذ احمد سليمان و عبد الباسط سبدرات وغيرهم من النخب اليسارية . و يلمحون فى إشارات لطيفة لعلاقة ما بين روجى قارودى او فكره ، نشات بينه و بين طالب الدكتوراة فى جامعة السوربون فى باريس ، حسن عبد الله الترابى . و الرابط بين اسلام روجيه قارودى و خلفيته الماركسية لا تخفى على احد . فقد ظل قارودى ماركسيا على مدى سبعة و عشرين عاما ثم اعلن اسلامه فى سنة 1982 م . و هو يعتقد جازما ان الاسلام هو دين المستقبل . و قد أثر عنه انه قال انك يمكن ان تصل الى الاشتركية عن طريق الاسلام ، او العكس ، لست متأكدا .
و يقول الدكتور الترابى فى صفحة 209 من كتابه “الحركة الاسلامية فى السودان ? التطور ? الكسب ? المنهج ” :
” … ان رواد الحركة قد نشأوا غالبا فى كنف “التعليم النظامي” ( من بينهم هو )، و ما كان لهم الا ان يستمدوا فى فكرهم من تلقاء ذلك التعليم او ينفعلوا ، خاصة ، بالفكر الاوربي الذى يتضمنه ، بل منهم من كان يطالع فى مصادر الفكر الاوربي الاصل و المنقول ، و يتأمل فيما احتوى من النظريات الفلسفية ، و التاريخيات الاجتماعية ، و العمليات الطبيعية ” .
. و ارجو ان تكون هذه الفذلكة احد مرتكزات الاستاذ على عثمان طه فى مراجعاته للمشروع الحضارى .، إذا أصر على القيام بهذه المراجعات بعد إطلاعه على التعليق أدناه .
التعليق : باقتراح خارطة طريق “للمشروع الحضارى الاسلامى ” ، رحمه الله .
يقول المتنبي فى إحدى روائعه ”
كُلّمَا رَحّبَتْ بنا الرّوْضُ قُلْنَا حَلَبٌ قَصْدُنَا وَأنْتِ السّبيلُ
– وبذا يكون المتنبى من اوائل الذين عملوا بتقنية رسم خارطة الطريق (Way Map) للوصول الى الهدف .. و خارطة الطريق لفهم “المشروع الحضارى” و فك شفرته تمر بالضرورة عبر عراب المشروع الحضارى الدكتور حسن عبد الله الترابى (ماركس / انجلز / لينين / ستالين) ، وكتابه تاريخ الحركة الاسلامية فى السودان ( البيان الشيوعى – )، مع ابدال كلمة “بروليتاريا” بكلمة “الاخوان المسلمين” او “الجماعات الاسلامية” ، و “ديكتاتورية البروليتاريا” ، “بتمكن الاخوان المسلمين من السلطة” ، و “الشيوعية” ” بالاسلام” ،
– و كتاب جزيرة الكنز (Treasure Island) و كان احد مقررات شهادة كيمبردج الذى حصل عليها بتفوق ،
– و كيف تجد الكنز ، كدرس من دروس الجغرافيا ،
– و المصالحة مع نظام النميرى تحت مظلة الاتحاد الاشتراكى ،
– و اتفاقية جنيف مع الحركة الشعبية لتحرير السودان ،
– و فى مقابر فاروق فى رثاء الراحل الاستاذ محمد ابراهيم نقد سكرتير الحزب الشيوعى . حيث ترحم على روح الفقيد و أثنى عليه و دعا له الله بان ” لايحرمنا أجره و لايفتنا بعده ” ،
– و فى اللجنة العليا للإشراف على ملف العلاقات السودانية الصينية برئاسة الدكتور عوض الجاز ،
– و فى تصريحات صلاح عبد الله قوش ، مدير الاممن و المخابرات السودانية السابق ،
– و فى شهادة الدكتور حسن الترابى للعصر أي فك شفرة دافينشى ( Breaking the Davinchi Code) .
– أما مآل المشروع الحضارى فقد كفانا عرابه ، الشيخ الترابى ، رحمه الله ، مئونة البحث عنه ، قبل خمسة سنوات من وفاته فى شهادته على العصر التى ادلى بها خلال ستة عشر حلقة للاستاذ احمد منصور فى قناة الجزيرة القطرية إذ أوجز فقال :
” .. إن الحركة الاسلامية لم تستطع ، عبر تاريخها ، ان تقدم نموذجا لدولة اسلامية يمكن أن يحتذى بها ، وانها نجحت فى هدم كل شيئ ، و فشلت فى بناء أي شيئ ، و دمغ الخلافات بالتفاهة ، وقال ان اجتهادات فقهاء الحركة الاسلامية جاءت تعبيرا عن أشواق ورغبات الحكام و ليست تعبيرا عن اشواق و رغبات العباد .
– و الدكتور ، فى شهادته على العصر” يقول : ان التخطيط العملى لاستيلاء الحركة الاسلامية على السلطة قد بدأ مباشرة بعد إجهاض النميرى للغزو الليبي / المرتزقة للبلاد ، بقيادة الجبهة الوطنية المكونة من حزب الامة و الاتحادى الديمقراطى و الاخوان المسلمين ، فى 02-07-1976 . و مع المصالحة مع النميرى فى 1977 بدأ التنفيذ الفعلى للمخطط للإستيلاء على السلطة أول خطواته . بدأ بزرع عناصر الحركة الاسلامية فى مفاصل نظام النميري ، حيث تمكنت هذه العناصر من استصدار قوانين الشريعة الاسلامية ، و الهيمنة على المال و الاقتصاد ، و قامت بتأهيل كوادرها علميا و فنييا ، و قوت علاقاتها بالحركات الاسلامية العالمية .
– و فى كتابه تاريخ الحركة الاسلامية يقول : بان الحركة الاسلامية قامت نتيجة للإستفزاز الشيوعى ، و ان الحركة الاسلامية ، إذ كانت تفتقر الى الخبرة و الدراية بالتنظيم و الخبرة الادارية و المالية ، فى اول نشأتها ، عمدت الى اقتباس النظم التى يتبعها الشيوعييون فى ادارة شئونهم ، بل عمدت الى استقطاب بعض الشيوعيين اليها لينقلوا لها تجاربهم واسرار تنظيمهم . ولذا جاء مبنى ” المشروع الحضارى ” مشابها للهياكل الشيوعية إن لم يكن مطابقا ، “فالمانفستو” ( البيان الشيوعى ) الذى يدعو عمال العالم ليتحدوا ، حوره المشروع الحضارى الى نداء الى مسلمى العالم ليتحدوا ، و تقدم عليه خطوات ،إذ منح مسلمى العالم حق التجنس بالجنسية السودانية ، و طمس الهوية الوطنية ، و جذب متطرفى العالم ، الخارجين على دولهم ، و لو كانت مسلمة ، فجاء بن لادن من السعودية ، و ايمن الظواهرى من مصر ، و كارلوس من الاردن ، و عمر عبد الرحمن من مصر ، و الغنوشى من تونس ، و المجاهدين و طالبان من افغانستان و باكستان ، و من الصومال و من جيبوتى ، و مدغشقر. و بدأت ترشح أخبار عن معسكرات لتدريب المجاهدين و الفدائيين هنا و هناك على اعمال الجهاد ، و بدأت ترشح اتهامات هنا و هناك بانطلاق عمليات ارهابية معادية للامريكان ، الشيطان الاكبر ، من السودان : سحل الامريكان فى الصومال ، تفجير السفينة كول فى اليمن ، محاولة اغتيال الرئيس المصرى فى اديس ابابا ، تفجيرات برج التجارة العللمى فى نيويورك عام 1993 ، تفجيرات السفارة الامريكية فى بيروت و نيروبى و ممباسا ، و تفجيرات فى الخبر ….و بالطبع تبع كل هذا عقوبات اقتصادية و تجارية وسياسية من الامم المتحدة و الولايات المتحدة و غيرها من المؤسسات الدولية ، و فرض تعويضات للمتضررين تدفع من الارصدة السودانية المحتجزة فى بنوك الشيطان الاكبر ، ضرب مصنع الشفاء فى بحرى ، ضرب قوافل فى شرق السودان ، ضرب مصنع اليرموك فى الخرطوم ، واختنق السودان و رئيس السودان بالعقوبات وضاقو بها زرعا مما الجأهم الى التعامل مع اسرائيل للتوسط لهم لدى الشيطان الاكبر لرفع إسم السودان من قائمة الارهاب ، و اعفاء الديون الخارجية التى شلت الاقتصاد تماما ، و المساعدة فى المخارجة من ملاحقات محكمة الجنايات الدولية ، و ذلك مكافأة لهم لقطع العلاقات مع ايران المسلمة ، و تعاونهم مع الموساد و المخابرات المركزية الامريكية فى تسليمهم ملفات الحركة الاسلامية العالمية .
– و بالطبع جدت الحركة الاسلامية فى تبرير اشتراكها فى نظام نميرى الغير ديمقراطى ، الاشتراكى ، الدكتاتورى ، و جلوسها تحت مظلة الاتحاد الاشتراكى التى تظلهم مع غرمائهم الشيوعيين الذين سبق لهم ان طردوهم من البرلمان الذى ادخلتهم فيه ارادة شعبية شرعية . قالوا انهم يخططون انسف النظام من الداخل ربما تمهيدا لإنزال “المشروع الحضارى” لارض الواقع .
– وفى 30-06-1989 تستولى الحركة الاسلامية على السلطة ، وتتاح لها فرصة تطبيق المشروع الحضارى فبدأت بحل جناحها العسكرى ، ثم حل الحركة الاسلامية ذاتها ، او دمجها فى حزب المؤتمر الوطنى ، و تلى ذلك الصراع : من يقود من ، و انتهى الصراع فى اواخر ديسمبر من عام 1999 بهزيمة منظر “المشروع الحضارى” ، و خزلان تلاميذه و حواريه له ، ثم تم حل البرلمان الذى كان يترأسه و يتيح له فرصة التشريع، ثم إقالته من الامانة العامة من حزب المؤتمر الذى إدخره ليوم كريهة ، و منعه حتى من دخول البرلمان ليجمع أغراضه . و ما تلى ذلك من مفاصلة و إنشاء حزب المؤتمر الشعبى .
– و لربما لرابطة العرق المشار اليها اعلاه ، بين الاحزاب ذات التوجهات الشيوعية و حزب المؤتمر الشعبى ، و العرب تقول ان العرق دساس، تحرك غازى سليمان المحامى و قيل محمد ابراهيم كبج فى اتجاه توقيع مذكرة تفاهم بين الحركة الشعبية لتحرير السودان ذات التوجه اليسارى ، و حزب المؤتمر الشعبى راعى “المشروع الحضارى الاسلامى ” ، و لاقت الفكرة قبولا من الدكتور جون قرنق ، رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان ، و العدو اللدود للنظام الحاكم ، و من الدكتور الترابى رئيس حزب المؤتمر الشعبى الزاحف بقوة لقلب النظام ، و بتفويض منهما اعد المحبوب عبد السلام و ياسر عرمان مشروع المذكرة التى وافق عليها الدكتور على الحاج ثم كل من جون قرنق و الترابى ، و يس عمر الامام و ابراهيم السنوسى ، و تم التوقيع عليها من قبل ياسر عرمان و باقان اموم من قبل الحركة الشعبية لتحرير السودان ، و المحبوب عبد السلام و عمر الترابى من قبل حزب المؤتمر الشعبي ، و اعانت فى مؤتمر صحفى فى مركز الامم المتحدة بسويسرا ، و احدثت زلزالا فى الخرطوم فاعتقل الترابى و زج به فى السجن ،، و تم حل حزب المؤمر الشعبى و مصادرة دوره و صحفه و ملاحقة رموزه ، و احتضر “المشروع الحضارى” او قضى نحبه .
– و يقول الداعية الاسلامى و القيادى فى الحركة الاسلامية ، الشيخ يس عمر الامام ، فى مرارة ، فى صحيفة الراكوبة :
– ” .. الحركة الاسلامية دخلت السلطة و خرجت مضعضعة وفيها فساد شديد ، و فيها ظلم ، و أدت مفاهيم معاكسة للقيم التى تحملها للناس . و زارنى بعض الاخوان بالمنزل و كان من ضمنهم حسن الترابي . وقلت لهم : اننى أخجل أن أحدث الناس عن الإسلام فى المسجد الذى يجاورنى بسبب الظلم و الفساد و الظلم الذى اراه . و قلت لهم : اننى لا استطيع ان أقول لاحفادى إنضموا للأخوان المسلمين ، لانهم يرون الظلم الواقع على أهلهم ، فلذلك الواحد يخجل يدعو زول للإسلام فى السودان . أنا غايتو بخجل ، و السودان شلت عليه الفاتحة . ” .
– و يقول المهنس صلاح عبد الله قوش ، رئيس جهاز الامن و المخابرات السابق فى مقابلة تليفزيونية فى برناج الوجه الآخر :
” ? ان زعيم الحزب الشيوعى الراحل ، محمد ابراهيم نقد ، كان من القادة المخضرمين فى الحزب ، و يعتبر شخصا نادر التكرار ، وله اثره فى مسيرة الحزب الشيوعى و هو حزب وطني و ليس عميلا و لا يريد تدمير البلاد . ” .
– اما الدكتور عوض الجاز فقد تم تعيينه رئيسا للجنة العليا للعلاقات السودانية الصينية ، ويقول أحد الظرفاء ان الدكتور عوض الجاز قد تم تعيينه واليا لولاية السودان الصينية تقديرا له لجهوده فى التحول من الشيوعية الماركسية اللينينية المنفتحة الى الشيوعية الماوية المتشددة .
و ترجع الصين علاقتها بالسودان الى القرن الثالث قبل الميلاد ، حيث كانت سفنها ترسو على مواني عيذاب و سواكن السودانية على البحر الاحمر او بحر القلزم و تتبادل اغراض التجارة و الخدمات فى امان و تحت حماية حكام المنطقة . و تحفظ الصين ، فى العصر الحديث الجميل للسودان ، لمواقفه المشرفة تجاه الشعب الصينى حيث تذكر :
1- انه فى يوم 25-01-1885 استطاع انصار المهدى قتل الجنرال غردون في السراي بالخرطوم . و كان غردون يعرف فى الاوساط البريطانية بغردون الصينى و ذلك انه أخمد ثورة الفلاحين فى الصين ، فكان مقتله فى السودان مصدر فرح وسعادة فى الصين .
2- ان نظام عبود اقدم على الاعتراف بالصين الشعبية فى فبراير 1959 بالرغم من الحصار المفروض عليها من دول الغرب و الولايات المتحدة . وافتتح السودان اول سفارة له فى بكين سنة 1970 فى بواكيرعهد النظام النميري.
3- ان السودان وقف مع الصين الشعبية فى معركتها لاسترداد مقعدها الدائم فى مجلس الامن كدولة كبرى فى 1971 م .
4- ناصر السودان وحدة الاراضى الصينية حيث ظل السودان يؤكد بان تايوان جزء لا يتجزا من الصين الشعبية الام و لايعترف بالانفصال الذى قاده شاي كان شيك للاستقلال بتايوان تحت مسمى الصين الوطنية .
– و بذا نشات علاقات خاصة و حميمة بين السودان و الصين فوقفت الصين ، مشكورة، تدافع عن رئيس السودان امام تحركات المحكمة الجنائية الدولية ، و تساهم فى حلحلة ازمة دارفور ، و ساندت اتفاقية السلام الشامل بين شمال وحنوب السودان ، و قدمت الصين ثلاثة قروض بدون فوائد للسودان تم تخصيصها لتشييد القصر الرئاسي الجديد ، كما قدمت الصين اربعة منح للسودان لانشاء مركز زراعى بمدنى ، بيوت جاهزة ، و مدارس ، و مراكز صحية، و دعم الانتخابات . كما قدمت قروض تفضيلية تم بموجبها العديد من مشروعات المدارس ، و المراكز الصحية و الكبارى الصغيرة ، و مشروع المياه فى ولايات شرق السودان ، و قدمت الصين للسودان قروض ميسرة تم بها تنفيذ عدد من مشروعات المياه و معداتها و مهمات لوزارة المالية و الاقتصاد الوطنى و طلمبات ري المشروعات الزراعية . كما تم التوقيع على اتفاقية التمويل : البترول مقابل المشروعات لتوفير التمويل لبنيات تحتية و تنموية شملت 12 مشروع فى الكهرباء و الجسور و الطرق و المياه وتاهيل مشروعات زراعية و سكر.
( المصدر موقع وزارة الخارجية السودانية – العلاقات الصينية السودانية – التقرير مكتوب بعربى الصين على وزن عربى جوبا باعتبار ان كاتبه سفير ولاية السودان فى الصين )
و لانملك هنا الانهنئ والى ولاية السودان الصينية ، و نشكر للصين كرمها و ردها للجميل .
– و نخلص من كل ذلك الى ان “المشروع الحضارى الاسلامى ” اما انه قضى نحبه ، وهذا حسبما ذهب اليه عرابه الدكتور حسن عبد الله الترابى ، او ذاب فى التيارات اليسارية الصينية المتشددة.
– و عليه اقترح على الاستاذ على عثمان طه اما ان ينضم الى لجنة الدكتور عوض الجاز ، او بناء ايدولوجية جديدة لمشروع حضاري آخر غير هذا و على حسابه و على مسئوليته.