عروة: خروج البرهان فرصة للتحكم في ملفات سياسية تتجاذبها إرادات في الخارجية التي يهيمن عليها الفلول

القيادي بحزب الأمة عروة الصادق لـ”الراكوبة”:
مالك عقار فشل في إدارة ملفات المجلس السيادي والمؤسسة العسكرية
لدينا تواصل مع قادة طرفي النزاع للوصول لحل ينهي الحرب في الخرطوم
خروج البرهان من القيادة العامة دور تمليه عليه مسؤوليته.
وصف القيادي في حزب الأمة القومي، عروة الصادق، الوضع في السودان بـ”الانفجار الكارثي والانهيار السياسي” وقال إن هناك انفراط في الأمن بالعاصمة فضلا عن تزايد التحديات الأمنية بالبلاد ، في ظل وجود عجز حكومى تام عن تعزيز الأمن ومكافحة الجريمة وسلامة المواطنين.
وأشار الصادق، في حوار مع الراكوبة إلى أن ظهور البرهان وخروجه من القيادة، تعتبر فرصة سياسية للتحكم في الملفات السياسية واتهم في ذات الوقت نائب رئيس مجلس السيادة مالك عقار بالفشل في إدارة الملفات المجلس السيادي والمؤسسة العسكرية وأعتبر الحل يكمن في التفاوض و اتباع الخطوات التي تم إعلانها في منبر جدة بالمملكة العربية السعودية، ومبادرة الايقاد، ومن الاتحاد الافريقي ومن دول جوار السودان.
حوار : رشا حسن
كيف يمكن وصف الوضع في السودان؟
هناك عدة أوصاف يمكن أن تطلق على الحالة السودانية أولها حالة اللادولة، والانفجار الكارثي والانهيار السياسي، بالنسبة للأمن انفرط عقد الأمن في عاصمة السودان وعدد من حواضر الولايات والمدن الأخرى، وتزايد التحديات الأمنية في بعض المناطق النائية بالبلاد، في ظل عجز حكومى تام عن تعزيز الأمن ومكافحة الجريمة وسلامة المواطنين.
أما دبلوماسيا، فبعد ان استعادت علاقاتها الدولية وبناء علاقات جديدة بعد سنوات من العزلة الدولية، وتم رفع العديد من العقوبات الاقتصادية التي فرضت على السودان، واستعادة عضويته في الاتحاد الأفريقي، وبعد أن كانت العديد من الدول والمنظمات الإقليمية والدولية تقدم الدعم للسودان في مساعيها للاستقرار والتنمية، أدخلنا انقلاب أكتوبر ٢٠٢١م ومن بعده حرب إبريل ٢٠٢٣م في العزلة مجددا وأفقدنا كل مكتسباتنا السابقة.
انسانيا صرنا الخبر الإنساني الأول الأكثر إيلاما للضمير الإنساني في ظل تنامي انتهاكات حقوق الإنسان وإهدار كرامة المواطنين وإزهاق أرواحهم تحت القصف والاشتباكات والاعتداءات وتزايد حالات الاخفاء القسري والحجز التعسفي واتساع دائرة العوز والفقر والتشريد.
ماهو تعليقكم على زيارات البرهان الآخيرة؟
هناك العديد من الدلالات والمعاني المحتملة لخروج البرهان وبعض قادة المؤسسة العسكرية من غرفة القيادة المركزية في القيادة العامة إلى الفروع والأسلحة الطرفية كمعسكرات “جبل سركاب” بكرري و “سلاح المدفعية” بمدينة عطبرة، وسيزور القوات المرابطة في البحر الأحمر، وهو دور تمليه عليه مسؤوليته.
ماهي الدلالات التي تحملها هذه الزيارات الداخلية والخاريجية؟
ظاهريا يشير ذلك إلى تحويل القيادة الاستراتيجية للجيش إلى قيادة أكثر تحكمًا ميدانيًا، وتكوين قيادة للعمليات المحلية في الولايات المختلفة، وتعزيز الحضور العسكري على الأرض من مستويات قيادية، وهذه الخطوة تعكس مستوى الاهتمام ودرجة الطوارئ وتطورات الميدان في الصراع الدائر في السودان.
وتعد أيضا من جانب آخر فرصة سياسية للتحكم في ملفات سياسية ظلت تتجاذبها إرادات مختلفة في الخارجية التي يهمن عليها الفلول ، ومجلس السيادة الذي فشل عقار في إدارة ملفاته والمؤسسة العسكرية تحديدا بالنسبة لإدارة خطوات التفاوض القادم لإنهاء الحرب، وستلعب القيادة العسكرية دورًا هامًا، وذلك بالعمل على اتخاذ خطوات بناء الثقة المطلوبة، وإقامة قنوات اتصال فعالة مع الأطراف الأخرى والفاعلين الاقليميين والدوليين تحددها مع من وكيف سيعمل برهان.
هل لديكم اتصال مباشر مع قادة طرفى النزاع بالسودان؟
لم ينقطع التواصل قبل اندلاع الحرب وأثناءها واليوم، إذ ظلت قيادة الحزب والحرية والتغيير على تواصل دائم ومستمر مع قيادة القوات المسلحة ممثلة في البرهان ونائبه ومساعديه، وكذلك تواصل مع قيادة الدعم السريع دقلو ومستشاريه، في سبيل الوصول لكلمة سواء تنهي
الحرب في الخرطوم.
هناك اتهام بان حزب الأمة يدعم قوات الدعم السريع ماردك؟
محض افتراء وكذب وتضليل، أطلقته منصات التنظيم المباد وحملات الدعاية الحربية وغرف الاغتيال المعنوي، فالحزب مؤسسة مدنية وتوجهه السياسي معلن ومعروف منذ انقلاب أكتوبر ٢٠٢١م وما قبله، وظل رافضا للدكتاتورية ونهجها المتعسف ومناهضا له ورسم مع حلفائه خارطة لإنهاء الانقلاب كانت تقوم على التحرك والضغط الجماهيري، والضغط الدولي، والعملية السياسية التي انخرط فيها البرهان كقائد للجيش والتحقت بها قيادة الدعم السريع لاحقا، وظل حزب الأمة القومي يعلن رفضه لعملية الاستنصار بالبنادق سواء كانت للدعم السريع أو الحركات المسلحة أو حتى بندقية الجيش، ويدعم ويدعو لإنهاء تعدد الجيوش لصالح جيش مهني قومي موحد، بل لم يسلم الحزب ومرافقه من هجوم واعتداءات عناصر الدعم السريع، والحزب ظل يكرر منذ اليوم الأول رفضه لجميع المخالفات والفظائع التي ارتكبها منسوبو الدعم.
حزب الامة قال إن تصنيف الدعم السريع كمنظمة إرهابية غير ممكن لماذا؟
اطلعت على التصريح لأحد القيادات وهو الحبيب يعقوب البشير وهو مستشار قانوني في نظري تحدث من جوانب قانونية فنية فصلها لاسبوتنيك، أما التصنيف المزاجي فبودنا أن نصنف كل من اعتدى وانتهك حرمات الشعب السوداني إرهابيا فردا كان أو مؤسسة، وهذا الأمر ليس صعبا إعلانه أو المطالبة به، ولكن ليكون معتمدا لدى المرافق والمؤسسات الدولية يحتاج جهود فنية وقانونية ترصد كافة الأفعال التي تصنف تلك الجهة إرهابية وكذلك توثيق جرائم الحرب وجرائم العدوان والانتهاكات المترتبة عليها، ومدى الارتباط بالتنظيمات الإرهابية تمويلا وتنظيما ورعاية للعناصر الإرهابية.
ماهو الحل في وجهة نظرك؟
ببساطة ودون عناء اتباع الخطوات التي تم إعلانها في منبر جدة، ومبادرة الايقاد، ومن الاتحاد الافريقي ومن دول جوار السودان، وهي خطوات موضوعية ومنطقية لإنهاء الصراع في السودان، تبدأ بالوقف الفوري لإطلاق النار، والتوجه لمنبر جدة لإكمال الملفات الأمنية والإنسانية، كما يقع على عاتق القوى السياسية المدنية إكمال جهود توحيد الجبهة المدنية للانخراط في عملية سياسية تحقق الحل السياسي الشامل، وتنهي الصراع من جذوره، وتمهد للتحول الديمقراطي وإعادة بناء الدولة،
وهناك واجب ينبغي ان تضطلع به الشخصيات الوطنية، والمعاهد الأكاديمية، ومنظمات المجتمع المدني وهو أن تلعب دورًا حيويًا في إنهاء الصراعات ولعب دور الوسيط الشعبي المقبول، أما الأسرة الدولية يقع عليها أن تضغط في سبيل تحقيق السلام والاستقرار، وتستخدم كافة كروت الضغط المتاحة، وعليها أن تفي بالتزاماتها المعلنة في مؤتمر الاستجابة الإنسانية الذي لم تدفع منه سوى ٢٥% فقط من التعهدات، وأن يهيء المجتمع الدولي الطريق لدعم عمليات التمويل والإعمار وجبر الضرر ودعم مؤسسات العدالة والحقيقة والإنصاف وكذلك تمكين السودانيين من ملاحقة الجناة وعدم افلاتهم من العقاب.
مرة إثر مرة يؤكد البرهان أنه ينفذ أجندة الكيزان ولجنتهم الأمنية لكن عروة وجماعته يخرجون علينا بتصريحات تراهن على العكس. لو لا زلتم في إنتظار خير خير يأتي من قبل البرهان فالرماد كال حماد.