متى توقفت من (الشحدة)؟

لم أعد أصدق أن وراء اللَّت والعجن حول الأزمة الاقتصادية، من قبل كل أجهزة الإعلام، ومواقع التواصل الاجتماعي، وفي مناسبات الأفراح والأتراح، وفي خطب الجمعة، وفي المحلات العامة، هو تمهيداً لإيجاد أرضية صلبة لتنفيذ القرار، أو تبيان الأرضية الهشة وتأجيل تنفيذ الإجراءات إلى حين.
أعتقد أن وراء إثارة الموضوع، وإطلاق التصريحات المستفزة من المسؤولين الحكوميين، محاولة لتغطية قضية أخرى أكثر جللاً من رفع الدعم عن المحروقات، كمحاولة من الجهاز الحكومي إلهاء الرأي العام بقضية خلافية، حتى ينجلي موقف الأمر الجلل الآخر الذي لم يتم الكشف عنه حتى لحظة كتابة هذه السطور، ولكن أزعم أن الأمر ليس هو رفع الدعم عن المحروقات والتي تم أثارتها بعد نكبات السيول والأمطار وتضررت منها أعداد كبيرة من المواطنين بالعاصمة والولايات.
الذي قادني لأتجه هذا المنحى، هو سعي وزارة المالية وبنك السودان، كمؤسستين تنفيذيتين، في حوارات مع رؤساء أحزاب المعارضة، وهما ليس جهات اختصاص للقيام بهذه المهمة السياسية، ومن الأوفق إقامة مؤتمر ومن خلاله تدعوا هذه الأحزاب لإبداء رأيها. ولكن أن يقوم وزير المالية بجولات لزيارة الأحزاب في مقارها، أو منازل مسؤوليها، يجلسوا معه أو يرفضوا، فلا أعتقد أن الهدف هو الإجراء الاقتصادي المعلن بقدر ما أنه محاولة من الحكومة لتحويل اهتمام الرأي العام حول هذه القضية.
الأمر الآخر هو حديث د.مصطفى عثمان إسماعيل مستشار رئيس الجمهورية رئيس المجلس الأعلى للاستثمار، قوله إن الشعب السوداني تعوَّد على الرخاء ويصعب فطامه، وأنه في حال عدم تطبيق حزمة الإصلاحات الاقتصادية يجعل الحكومة تلجأ إلى (الشحدة)، وهو حديث يشبه د.مصطفى وقد سبق أن وصف السودانيين بالشحادين.
ولكن السؤال الذي يجب أن يجيب عليه الدكتور نفسه، متى توقفت هذه الحكومة عن (الشحدة)؟ وكيف جاءت الملياري دولار من قطر، ودولارات ليبيا، والصين؟ ألم يكن ذلك (شحدة) ومع الإلحاح، ثم من الذي يُطعم ويأوي النازحين في المعسكرات؟ ألم يكن بمال (الشحدة)، وحتى الاستثمار تديره بمنهج (الشحدة)، ألم أقل لكم إن وراء الإثارة أشياء أخرى.. ربنا يستر!.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. وصفنا بالشحدة رد عليه.. وهذا هو الجزاء وعدل الله الذي اجرى في لسانه هذه الكلمة..

    حكومة لصوص وشحادين ليس إلا..

  2. لأمر الآخر هو حديث د.مصطفى عثمان إسماعيل مستشار رئيس الجمهورية رئيس المجلس الأعلى للاستثمار، قوله إن الشعب السوداني تعوَّد على الرخاء ويصعب فطامه، وأنه في حال عدم تطبيق حزمة الإصلاحات الاقتصادية يجعل الحكومة تلجأ إلى (الشحدة)، وهو حديث يشبه د.مصطفى وقد سبق أن وصف السودانيين بالشحادين.
    بالله متي الشعب السوداني تعود علي الرخاء في عهدكم
    الشعب تعود علي الحروب وعلي المجاعات والهجرة والجوع والمرض
    قال تعود علي الرخاء؟؟؟؟؟بالله؟؟؟؟

  3. الغطااااء واااضح تمامااا هو الهاء الشعب عن ابيى التى سيجرى بها الاستسفاء وحكومة الموتمر صاامت كانها قدمت كبش فداء للمرور البترول

  4. سعي وزارة المالية وبنك السودان، كمؤسستين تنفيذيتين، في حوارات مع رؤساء أحزاب المعارض)
    وزير المالية , رشح عنه تحريك سعر الصرف . ربما كانت هناك ضغوط من بريتون ودز خاصتا بعد ماعلم ان الحكومة اصبحت تصارب بالعملة فى السوق السوداء .
    توقعاتك صحيحة ولكن ما هو الشىء الجلل الذى يطبخ خلف كل هذه المناورات . ومن هو المحرك الحقبقى للقرارات الاقتصادية فكل من وزير المالية والمحافظ عبارة عن عبيد مامور , خاصتا انهما تم تعينهم بعد ان هرب ديناسورات الانقاذ من الموقعين , بعد ان دمروا الاقتصاد وعجزوا عن ايجاد حلول . ( واصبح الاعتماد على الشحدة)

  5. السودانيون ليسوا شحاتين يا مصطفى عثمان ! …. الاستاذ تركي الدخيل يرد على مصطفى عثمان اسماعيل بمقال
    جريدة الوطن السعودية

    تركي الدخيل
    بعض المسؤولين الحكوميين في العالم العربي يصرحون تصريحات وقحة في حق شعوبهم يستحقون عليها أن يضربوا ضرباً.
    فالمسؤول العربي يتعاطى أحياناً مع مواطنيه وكأنه جاء من السويد، أو تربى في القطب المتجمد الشمالي، وليس كأنه مواطن آخر، جاء إلى السلطة، بانقلاب، كما هو حال الباشا، مصطفى عثمان إسماعيل، مستشار الرئيس السوداني، الذي لم يجد لمدح حكومته، حكومة الإنقاذ، إلا الإساءة إلى الشعب السوداني، واعتباره كان شحّاتاً، لا يعرف السُكّر، حتى جاءت الثورة العلمية والاقتصادية العظيمة فحولت الشعب من الشحاتة إلى الاستكفاء.
    أي استهتار بعقليات الناس، أكثر من هذا.
    يا مصطفى إسماعيل، السودانيون لم يكونوا يوماً من الأيام شحّاتين. ويبدو أننا نعرفهم أكثر مما تعرفهم أنت وإن كنت سودانياً، فهم أهل كرامة وعزة نفس وأنفة، ولو ضاقت الدنيا بهم، ولو دارت عليهم الدوائر وجاءهم من يكون مسؤولاً مثلك، ويسيء إلى شعبه بهذا التصريح المخجل!
    يا مصطفى عثمان، إذا كنت تزعم أن لغة العنتريات لم تسيطر على تصريحات المسؤولين عقب صدور مذكرة التوقيف بحق الرئيس السوداني، فلغتك في تصريحك قبل مغادرتك الرياض، تلك التي تزدري فيها السودانيين، وتعتبر الفارق في تحولهم من الشحاتة إلى غيرها، باستيلاء حكومتك على السلطة، أسوأ وأنكى من لغة العنتريات.
    ألم نسمع عبر شاشات التلفزة، مقولات مثل: أضع القرارات تحت جزمتي؟!
    ألم نر عبر تلفزيونات العالم، من يقول: مذكرة التوقيف وقراراتهم هذه يموصوها ويشربوها؟!
    هل هذه تصريحات متزنة؟!
    أم إن الاتزان والعقل والحكمة تكمن في أن يوصف الشعب بأنه شحّات حتى منّ الله عليه بهذه الحكومة؟!
    العارفون ببواطن الأمور يعتبرون أن المستشار عثمان من عقلاء النظام السوداني، وأرجو ألا ينطبق عقب هذه الحالة السؤال الذي يردده العرب: من عاقلكم؟ قالوا:…!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..