
ويقول الإمام علي بن أبي طالب :
لاَ تَخْضَعَنَّ لِمَخْلَوقٍ عَلى طَمَعٍ فإنَّ ذلك وهن منك في الدين
واسترزق الله مما في خزانته فإنما الأمر بين الكاف والنون
إنّ الذي أنت ترجوه وتأمله مِنَ البَرِيَّة ِ مِسْكِيْنُ ابْنِ مِسْكِيْنِ
ما أَحْسَنَ الجُوْدَ في الدُّنُيا وفي الدِّينِ وأَقْبَحَ البُخْلَ فِيْمَنْ صِيْغَ مِنْ طِيْنِ
من المتناقضات التى اصبحت من المسلمات في مجتمعنا السوداني للأسف زيادة نزعة الطمع والجشع والانانية وحب الذات ، ورغم هــــذه الحرب الكريهة التي مازالت ترمي بظلالها البغيضة على مجتمعنا الذي ظل يدفع الثمن الباهظ جدا في كارثة لم يشهد تاريخ السودان لها مثيل من قبل ، ومع هذه المشؤومة تمدد الفساد أكثر ووجد البعض ضالته المنشودة وغايته التى تحقق مطالبه الرخيصة وغاياته البشعة في السلب والنهب ، فكان الطمع والجشع هو الهدف فلم ترعوي نفوسهم الخاوية من الايمان والانسانية ولاقلوبهم المتحجرة من النهب ورفع الأسعار إلى أقصي مدى من الفحش والغلاء .
هرب الناس من الخرطوم والجنينة ونيالا وغيرها الى مدن أخرى بحثا عن الأمن والأمان تحت مظلة الدولة ، ورغم أنهم وجدوا الأمان في هــذه المدن التي نزحوا لها ، ولكن وجدوا الطمع من تجارالازمات ينتظرهم وجدوا تماسيح الاسواق وطابور من الطامعين في أموالهم المتبقية بعد أن تعرضت بيوتهم وممتلكاتهم للنهب والسلب ، ولما كان السكوت عن الظالم يعلمه التمادي اكثر فمن أمن العقوبة أساء الادب فلم يسلم الذين شردتهم الحرب من وحوش الطمع وقراصنة الفرص الذين ينتهزون المواقف حتى يبلغوا الغايات العفنة من اجل دريهمات ومكاسب رخيصة ، لقد عاش المواطن السوداني دائما مستنزف ومستباح بين سندان الغلاء ومطرقة الانتهازية واستهتار الدولة.
لقد تجذرالغش والكذب وتمكنت الخيانة والتدليس من النفوس الرخيصة وسكنت في قلوبنا المراوغة والاستهتار والتكبر والاستبداد بالراى والعنصرية والجهوية قال احد الاصدقاء اعتقد ان مايحدث في السودان سبيه بعد الناس عن الدين فقلت له مجيبا الإنسان في السودان فقد اهم ركن في الحياة الكريمة لقد فقد الإنسان السودانى الأخلاق والنخوة ، وهي القاعدة واللبنة الاساسية التى يبنى بها الفرد ويتماسك بها المجتمع فلا احسب ان الدين سيكون له معنى اذا ما فقد الانسان الأخلاق.
ما أكثر تجار الازمات في هذه الايام لقد أصبح الطمع وممارسة الانتهازية ديدننا يسميها البعض شطارة ويطلق عليها آخرون فهلوة ويستلطفها البعض الاخر بالفرص ، وبين هذه المفاهيم النتنة تم طحن المواطن المسكين فحين لايجد الظالم قانون يردعه (يبرطع) طمعا وشراهة حتى تتزايد ثروته ويغتني من مال السحت مابين نهب وسرقة وإستنزاف لا كثره الله.
(لك الله ياوطني .. وإن الغد لناظره قريب) .
السودانيين ليسم بملائكة وهو ابن بيئته مثل بقية البشر ان كان المجتمع الذي يعيش فيه مجتمع راسمالي متوحش سوف يصبح الناس هكذا (الحياة فرص) وهذا يحدث في المجتمع الامريكي حيث سيادة القانون وبه كثير من الرفاهية متى ما حدث شغب تتم مهاجمت المحلات والاسواق والنهب والسرقة ومتى ما حدثت ازمة اقتصادية خرج سلطة القانون يستغلها الجميع كفرصة للثراء وإن فقدت الدولة سلطة القانون يأكل الناس بعضهم البعض، لذا لابد من شي من الاشتراكية وهناك تجربة عندما تفككت نصف العالم وقوته (الكتلة الشرقية والاتحاد السوفيتي) تم ذلك بطريقة امنة ومعقولة ولم يحدث كما يحدث في الدول الراسمالية وإن حدث أي نهيار في الدول الراسمالية ربما يتم استخدام النووي ضد بعضهم البعض وسوف تأكل الدول بعضها البعض ويأكل الناس بعضهم البعض لذا لابد ان نتوافق على شيء من الاشتراكية ولو يسير لتحقيق العدالة والسلم الاجتماعي
سببه الإبتعاد عن الدين ام ان منهج الدين الذي علموهم له كله عبادات وغيبيات اما التوحيد والمعاملات فلا تجد حظها الكافي في المنابر وهي الأصل.