سبت عثمان.. غنى باللغات المحلية والصينية.. فنان من الأزرق

كادوقلي ـ درية منير
تشتهر منطقة الانقسنا بولاية النيل الأزرق بالآلات الإيقاعية وآلات النفخ دون الوترية، وأهم تلك الآلات (الوازا)، إلا أن فنان المنطقة الأشهر (سبت عثمان) اتجه إلى العزف على بعض الآلات الوترية فأجاد اللعلب على العود ومن قبله الربابة. بدأ سبت مسيرته في العزف على العود منذ أن وصل إلى الخرطوم حيث الأضواء وتتلمذ على يد كثيرين بينهم الفنان الكبير الراحل الأستاذ أحمد المصطفى بداية السبعينيات.
لغات متعددة
تفرد سبت بموهبة خاصة إذ تغني بعدد من من اللغات المحلية الخاصة بمنطقة الفونج والأنقسنا كما غنى بالعربية والصينية في أحد المهرجانات أواخر تسعينيات القرن الماضي، ويعد سبت من أهم أعضاء فرقة الفنون الشعبية إذ شكل حضورا كبيراً في كل الفعاليات والمهرجانات الداخلية والخارجية، وعرف بخفة دمه وحبه للناس وهو صاحب فكاهة وحضور كبير.
حليل أيام زمان
يقول سيت لـ(اليوم التالي): بدأت الغناء في العام 1970م، وأصبحت عضواً بفرقة الفنون الشعبية، وتعلمت من كثيرين أذكر منهم المرحوم بدر التهامي عازف الكمان المشهور بالإذاعة والأستاذ فتاح الله جابو، أجيز صوتي في العام 1970م وأول أغنية سجلتها في الاذاعة كانت بلهجة الفونج اسمها (حليل أيام زمان) بالربابة من كلمات وألحان إبراهيم الرضي في العام 1976م، ثم توالت التسجيلات وغنيت لعدد من الشعراء بلغات عديدة، مثل التجاني حاج موسى (أفراح الفونج، قيسان بلدي، وأصلي فنان) وإسحق الحلنقي والأستاذ الماحي إبراهيم ومكي سيد أحمد وغيرهم، وبلغات النيل الأزرق غنيت لعثمان عبد السلام وعبود حميدة صاحب الأغنية الشهيرة (حليمة) التي تغني بها لقبيلة البرتا والتي تحمل لحنا خفيفا اخترته بنفسة وحملت اسم البومي الأول الذي أشرف عليه الأستاذ يوسف القديل.
فنان بدون جمهور
لم يتخذ سبت طريق الحفلات الجماهيرية حتى على نطاق ولايته فهو يفضل حد قوله المهرجانات وتسجيلات الإذاعة والتلفزيون والاحتفالات الحكومية، وعزا غيابه عن المسارح إلى أن الغناء باللهجات لا يصلح أن يكون جماهيريا لأنه موجه لفئة معينة تفهمه، ومثل تلك اللونية من الغناء تخاطب جمهورا محددا قائلا: (أنا فنان بدون جمهور) مشيرا إلى أن الغناء الجماهيري صعب ولأنه من غير جمهور لأنه تيرموميتر الفنان الذي يجعل الكلمة سلاحا وقلما في آن واحد، وأوضح سبت أنه تعاون مع عدد من الفنانين الشباب مساعدا إياهم حتى تمت إجازة أصواتهم وكلماتهم في المصنفات الأدبية.
وتعد ثقافة سكان النيل الأزرق من أعرق الثقافات وكلما ذكرت الولاية تبعتها موسيقى الوازا التي تعزف على قرون البقر الكبيرة وتصدر أصواتا عالية ويستخدمها أهلها في مواسم الحصاد والأفراح والحروب والاحتفالات الشعبية وغيرها من المناسبات بما فيها الحرب على أنها ولاية حدودية، وكما أن للولاية إيقاعها الخاص فإن لسبت عثمان لونيته الخاصة التي جعلته أحد أهم فناني الولاية رغم تميزه بالموسيقى المعالجة على آلة العود ويظهر ذلك في نجاحه إذ وثقت له الفضائية السودانية محتفظة بعدد من أعماله الفنية المميزة، بينما تتبع رحلة نجاحاته عبر المهرجانات القومية والثقافية آخرها تتويج حاضرة ولاية جنوب كردفان كادوقلي عاصمة للثقافة والتراث السوداني

اليوم التالي

تعليق واحد

  1. الفنان سبت من قرية افد جنوب الدمازين محلية قيسان وليس من الانقسنا. الوازا تصنع من البخس وليس قرون البقر يا استاذة.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..