يا نظام يا مؤتمرجي ..إنت حكيم ولاّ تمرجي ..!

ذلك السودان الذي كان يخطب وزير خارجيته محمد أحمد محجوب في الأمم المتحدة باسم كل العرب و يعقد إسماعيل الأزهري قمة مابعد نكسة 67 ليصلح بين قطبي الرحى العربيين وقتها عبد الناصر وفيصل ويخرج مؤتمر الخرطوم باقوى ثلاثة لاءات عرفها العرب ولم يتفقوا على حرف واحد من بعدها !
السودان الذي خرجت منه في العام 76 وقد دفعت في شباك أحد مصارفه مبلغ عشرين جنيها سودانيا فاستبدلتها بستٍ وعشرين إسترلينياً وكانت قيمة تذكرة الخطوط الجوية السوداينة ذهاب وإياب الى دولة الإمارات العربية المتحدة فقط ستون جنيهاً سودانياً بالطبع وهي ذات الأسطول الذي كان يتبع الشمس في طلوعها ومغيبها!
كانت الإمارات صبية يافعة لم يتجاوز عمر استقلالها بالكاد الخمس سنوات تحاول النهوض في مشيتها على تلمس بنىً تحتية ونهضة خدمية وتنمية بشرية تستجلب لها الأياد من كل حدبً وصوب لمساعدتها في إستنهاض دولة إتحادها الوليدة التي كانت عبارة عن رقعة صحراوية تكسوها تلال الرمال و تنعدم فيها ملامح الخضرة إلا من بقعٍ متناثرة !
وتركت وطني شاباً منيعاً في العشرين من إستقلاله يحدوني الأمل القوي بأن أعود اليه بعد عامين لا أكثر لأجده أصلب عوداً وأكثر عنفواناً!
الآن مضى مايزيد عن الخمسة وثلاثين عاماً منذ أن وطأت قدماي رمالها الذهبية ..صارت فيها الإمارات فتاة يانعة يعانق جيدها السماء أبراجاً وعمراناً ،وتجوبها خطوط طيران شيدت لها مطارات عقدت دول الغرب حواجبها دهشة لشكلها الجذاب ومضمون حركتها التي جعلت الدولة رغم درجة حرارة مناخها وارتفاع رطوبتها ملاذاً لكل سحن البشرية سياحة فيها وبحثاً عن تبادل المنافع ..! وتنسدل الخضرة على ظهرالبلاد كلها لتختفي صفرة الرمال تحتها ويتسلم إنسانها فتياناً وفتيات زمام الأمور فيها وبأعلى مستويات التأهيل العلمي يقودها حكام لم يتشدقوا بما لا يستطيعون فعله ، بل كانوا كالساعد القوي الذي ضرب بسيف المال وقطع نخاع الفقر وقصم ظهر التخلف وزرع بفأس العمل في صمت دون تهليل ولا تكبير ولا مراسم وضع حجر اساس أو هيجات إفتتاحات لمشاريع منقوصة ومسروقة ، فصنعوا مستقبلاً للأجيال القادمة في ارض كان الخبراء الأجانب قد وصفوا الغرس فيها بالمستحيل !
تراجع السودان متسولا القمح وكانت فيه الخضرة والماء والوجه الحسن !
ضاع البترول لعشر سنوات متوزعا بين تمويل الحروب واشعال الحرائق وبذخ البرتكولات وجيوب اهل الحكم و من جاورهم من اصحاب اللحى و غرة الصلاة ولو أن ربع ريعه قد دلق في قنالات وترع الجزيرة لأصبح كل مثقالٍ في طرف الحواشة بالف دينار !
أصبحنا حضوراً دائماً في مجالس أجاويد الأجانب لحل مشاكلنا البينية خارج حدودنا وكنا في الماضي حلالاين العقد !
كل الإستطلاعات التي تجريها بيوت الخبرة أو المعاهد المتخصصة نحصل فيها على المركز الذي يلي دولة الصومال الراحلة ..في الحروب والجوع والفساد وتدني التعليم ..وحكام المؤتمر الوطني لا يقرون بذلك ، فهو في نظرهم البعيد عن الواقع محض مؤامرة غربية معاداةً لتوجههم الإسلامي ومشروعهم الحضاري ..!
وقد اصبح ذلك المشروع عنقريباً مهترئاً يرقد عليه وطننا الذي فقد طرفاً غالياً فتفتقت عن بتره الف علة وعلة ..آدناها جلطة عويصة في الساق المتبقية و نزيف حاد في المعدة ..والمعالجة تتطلب طبيباً حاذقاً لحل هذه المعادلة بحيث يستطيع حقن الوطن بجرعة لا تعقّد من إحتقان الجلطة ولا تزيد من سيولة النزيف!
فيا قادة حكم الإنقاذ الذي يصر على معالجة الجسد الراقد من جراء جراثيمكم وفيروساتكم التي نشرتوها في كل أجزائه ومكوناته الجغرافية والديمغرافية والإقتصادية والسياسية والأمنية و سياساته الخارجية..وقد جئتم بشيخكم مرة آخرى ..قولوا لنا من فيكم الحكيم ومن فيكم التمرجي ..؟
ممتاز بجد والله لغة ومضمون والحقيقة مجردة. من شدة الوضع الماساوى للسودان لايستطيع بشر عادى ان يحل مشاكلة لكننا املا ورجاء فى الله وبجاة سيدنا رسول الله فى البداية ان يخلصنا من جميع ادعياء التدين بكل اشكالهم فهم واحد سواء كانو اخوان او وهابية الخ من مسمياتهم القبيحة . ويرزق هذة الارض من ابنائها من يقومون شانها ويرفعون بنيانها امين بجاة سيد المرسلين
لا فيهم حكيم و لا فيهم تمرجي …. فيهم العصبجي، و القاتل الماجور ، و اللص البليد و العميل لإسرائيل و الفاسق و الفاجر و الفاسد …. و كبيرهم قرد راقص …
ولا واحد!!!!
بل قل من فيكم العوير ومن فيكم الاعور
الحكيم الترابي والتمرجي عمر البشير
ديل لا فيهم حكيم ولا تمرجي ، ديل مجرد تجار دين وحرامية ولصوص ، وضيعوا السودان (اللهم احصهم عددا واقتلهم بددا هم ومن ناصرهم وشايعهم وايدهم ولا تغادر منهم احدا انك على كل شىء قدير )
أحييك أستاذ برقاوى
قادة الإنقاذ ليس فيهم حكيم وليس فيهم تمرجى( فيهم عطشجى سايق القطر)
أين أنت يا برقاوي
مقالك ذكرنا بصورة رباعية متداولة على الواتساب تقارن بين الخرطوم ومدن الكويت والدوحة ودبي في ستينات القرن الماضي ، تبدو الخرطوم في الصورة كعروس متحضرة وسط بداوة المدن الخليجية ، واليوم سوداننا كله يبدو كصحراء قاحلة ، الله يجازي الكان السبب