عمي البولاد الملخص الاعظم ..الى الصادق المهدي في خيباته و متاهته

تداعيات
عمي البولاد الملخص الاعظم
الى الصادق المهدي في خيباته و متاهته
شغلني لأيام كتاب الاستاذ عبد المحمود ابو شامة (( من أبا الي تسلهاي – حروب الامام المهدي )) وحين كنا اقرأ رد الامام المهدي علي رسالة غوردون التي اعلن فيها رغبته في تعيين الامام المهدي سلطانا واميرا علي كردفان ، وقد ارسل غوردون مع الخطاب هدية تضم جبة و قفطانا وحزاما و طربوشا مغربيا بعمامة و مركوب وشال، رفض الامام المهدي الهدية و ارسل مع الرد علي الخطاب هدية الي غوردون تتكون من جبة ورداء وسراويل وعمامة و طاقية و حزام و مسبحة.
يقول الامام المهدي في رده علي رسالة غوردون (( انا عبد احب المسكنة و المساكين و اكره الفخر و تفخر السلاطين و
جنوحهم عن الحق المبين لما جبلوا عليه من حب الجاه و المال و البنين ))
وحين وصلت الي هذه الفقرة من الرسالة (( فأنب الى الله الباقي و اخضع لجلاله و اطلب عز الاخرة و لا تظن ان هذه الدنيا
دار حتي تسعى لملكها و عزها، وكيف من يكون علي خلاف سكة رسول الله يفتح باب زيارة قبره، ولم يكن النبي صلي الله عليه
وسلم ممن يرغب في زيارة الكلاب كما ورد ان الدنيا جيفة و طلابها كلاب، ولم يرغب ممن عبد غير الله و نسي الله و اعرض عن
كلامه و طلب متاع الحياة الدنيا الفانية ))
تعلقت بذاكرتي هذه الجملة ( ان الدنيا جيفة و طلابها كلاب ) وكنت متأكدا انني سمعتها من قبل وبعد ان نبشت ذاكرتي أحالتني هذه الجملة الحكيمة الي العم (البولاد) احد ظرفاء كادقلي واذكر انني قد سمعت هذه الجملة منه وانا طفل يتحسس ويتابع حكايات و ونسات الكبار و (عمي البولاد) كما يفعل عادة حين يتحدث يستعين علي من يحاوره بالحكم و الامثال، كان (عمي البولاد) انصاريا بليغا، في حديثه متعة وحكاياته دائما تمارس إختلافها مع حكايات الناس التي تعتبر عادية قياسا بما يحكيه هو ، كان الرجل روايا من طراز فريد ، انا كنت دائما ما اصطاد مجالسه ، ابحث عنه في انحاء السوق الكبير او السوق البره حتي اجده ، في دكان العم عبد الرحمن ابو البشر او في دكان العم محمد عبد الرحمن حسين ، كلا الاثنين تربطهما به علائق الإنتماء الي كيان الانصار ، احيانا في قهوة و مطعم والدي ، يتجول( عمي البولاد)، هكذا دائما ما نمنحه صفة العمومة – (عمي البولاد) – يتجول بحكاياته و جمله البليغة المستوحاة من مقولات و حكايات الامام المهدي وكنت كلما اراه يحكي تقفز الي ذاكرتي الصورة المعروفة للامام المهدي في كتب التاريخ فهو كان يحرص علي ان تكون عمته في شكل يقارب عمة الامام المهدي، لا يكتفي (عمي البولاد) بمقولات الامام المهدي فقط ولكنه يستطيع ان يفجر مقولات تخصه هو ، اذكر انني حفظت هذه الجملة البليغة منه ملخصا مفهومه عن الدنيا ( الدنيا جيفة و طلابها كلاب ) ، بل كلما شاهدت جيف الحيوانات تقفز الي ذاكرتي هذه الجملة واراني استرجع وجه ( عمي البولاد) الصبوح بعلائق تاريخية مع وجه الامام المهدي واذكر انني قد تأملت هذه الجملة البليغة عن حال الدنيا و انا في طريقي الي الخرطوم عائدا من كادقلي حيث كنت اقضي اجازتي هناك، كان ذلك في صيف العام 1981م وكان الجفاف والتصحر قد بدا يشهر ملامحه علي طول طريق البصات ، كنت اتأمل هذه المقولة و انا اتابع من نافذة البص الحيوانات النافقة و المتناثرة علي طول الطريق.
مجالس (عمي البولاد) دائما ما كانت تضج بالنقاشات الحادة ، يستعذب جمهور هذه المجالس إثارة (عمي البولاد) حتي يفجر مقولة من مقولاته ذات الحكمة المغلفة بالطرفة و القول المليح ، اذكر انه اطلق ذات نقاش حاد مقولة بها من طرافة التشبيه ما يحرض علي الضحك حد القهقهات، كان ذلك حين أثاره احد الحاضرين قائلا في موقف المعارض لحزب الامة (( انتو يا عمي البولاد كلامكم بقي ملكلك و ماسكين العصاية من النص )) فانفجر (عمي البولاد) و فجر هذه الجملة البليغة ((هوي يا وليد ، نحن كلامنا واضح دبر نعزي)) ، دبر بضم الدال والباء والنعزي هي الغنماية ، تأمل كيف يعلن (عمي البولاد) عن مفهومه للوضوح.
يستحق عمي البولاد لقب الملخص الاعظم ، له في كل حادثة عابرة تلخيص ، في كل حكاية من حكاياته عبرة ملخصة ، يحكى عنه الكثير من تلك النوادر التي عادة ما تنتهي بنوع من تلك الجملة البليغة الي تسير بها الالسن ، يحكي عنه انه حين كان يحاول عبور زحام البشر داخل مستشفي كادقلي إصطدم تلقائيا بفتاة كانت تضع علي رأسها باروكة شعر كما هي موضة تلك الايام ، يمكن الرجوع الي تلك الشخصيات التي كان يرسمها رسام الكاركتير الراحل المقيم عزالدين عثمان ساخرا من باروكة الشعر خاصة لدي الموظفات في الدولة ، اصطدم عمي البولاد بتلك الفتاة ذات الباروكة في زحام المستشفي الصباحي فكان رد فعل الفتاة ان اخرجت من فمها صوتا لا استطيع كتابته و لكن يمكن وصفه بصوت مصمصمة العرديب لكنه متضخم و مشبع بالسخرية و الإستهزاء فأنفجر (عمي البولاد) في وجه تلك الفتاة قائلا (( إنتري لي غادي وحات المهدي انطيكي كف إلا اي صوفاية ترجع لغنمايتا ))
تأمل هذه الصورة، ان تعود اي شعرة من شعرات تلك الباروكة الي اصلها ، انه خيال يقترب من خيالات افلام الكرتون ترى هل لا زال (عمي البولاد) حيا يتواجد من خلال مقولاته اللماحة و المرمزة و البليغة ؟ ، ام انه غادر الدنيا تلك الجيفة و طلابها من الكلاب؟
تري هل يمكن إسقاط هذه المقولة التي وجدتها في رد الامام المهدي علي رسالة غوردون والتي كنت قد حفظتها من (عمي
البولاد) ، هل يمكن إسقاطها علي ممارسة السياسة في السودان ؟؟؟
[email][email protected][/email]
ليت إمامنا الصادق يكون موقفه واضح كدبر النعزي..
برنامج الامام الصادق المهدي في العيد :
*9:00 ص الخطبه وصلاة العيد
*10:00 معايدة – القصر الجمهوري
*10:30 اجتماع لجنة اسقاط النظام
*11:00 الفطور
*11:30 لقاء مع الحركات المسلحة المنضويه تحت اتفاقية الدوحة
* 12:00 لقاء مع الحركات غير المنضويه في البتاعه الفوق اعلاه .
*12:30 -2:00محاضرة عن التحول الديمقراطي في موريتانيا .
2:00 وجبة غداء المؤتمر الوطني المركز العام
*3:00 لقاء وفدي انصار السنة والجبهة الثورية – جامع الخليفة
* 3:30 جرتقة عرسان من مجموعة سائحون
*3:45 جلسة مباحثات مغلقه -السفير الموزمبيقي
*3:50 فاصل غنائي
*3:55 خطبة عن فضيلة الاستغوار البرمطي
*4:05 لقاء تذكرة التحرير
*4:10 مباراة سباق الحمير – ريفي اللعوته
*4:20 اعلانات
*4:30 خطبة عدم الاستقواء باﻷجنبي
*5:00 تدشين دعم الولاية للشرائح المستسخفه
*5:10 اعراب همزة إن
*5:15 شطيف مساعد رئيس الجمهورية الامير عبدالرحمن .
*5:20 سنده رز باللبن
*5:30 التوقيع علي ميثاق التحول الديمقراطي مع فضيلة الشيخ عبدالحي يوسف
*5:45 ندوة بعنوان مصر وشمال افريقيا والنيجر . إلي أين ???
*6:15 فسحه بالحصان
*6:30 عقد قران كريمة الدكتور نافع
*7:00 نبذ العنف والجهوية والسندكالية
*8:00 مشاهدة المسلسل التركي
*8:30 التحضير لمظاهرات الغد والعصيان المدني الشامل .
*9:00 الختام
الاخ يحي سلامات هل انتماء أهلنا الي هذه الكيانات انتماء عاطفي ام عقلانى ام ان العاطفه الدينيه هي التي أججت هذا الحب اللاعقلاني لهذه الكيانات الموجوده منذ الاستعمار وحتي يوم الناس هذا كيانات اقتصاديه مغلفه بالدين حتي يصعب معارضتها وبيان خطلها والاستفاده من غفلة هذا الشعب الذي لايتامل ولايحاول معرفه الحقيقه والتي هي أوضح من الشمس ويمكن إسقاط ذلك علي مواقف الزعمين علي الاحداث الاخيره
الحلف بغير الله شرك عظيم