مخلص … وليس … مخ.. لص..!


البلاد التي يهرب مواطنوها ليستثمروا في بلاد الآخرين .. بكل تأكيد لن يثق فيها الغرباء ويغامروا بأموالهم وجهدهم فيها..مهما تحدث القائمون على قطاع الإستثمار ونظموا القصائد مدحاً لتجميل قوانينهم التي يزعمون أنها باتت اكثر جاذبية لرؤوس الأموال الخارجية.. فالمسألة ليست قوانين على الورق لا تتنزل عبر نافذة التنفيذ التي ينبغي ان تكون واحدة و يجلس خلفها من لا ينظر للمستثمر كفريسة يجب الإيقاع بها في شراك المنافع الذاتية التي تعطي الوافد لتبادل المنفعة مع الدولة إنطباعاً سيئاً من الداخل عن الشخصية السودانية وهو الذي طالما طرب لسمعة أهل السودان من على البعد أو من خلال معاشرته للكثيرين من المغتربين والمهاجرين الذين خرجوا بقيمهم السودانية السمحة وحافظوا عليها بين الأمم !
أثيوبيا القريبة ربما يقارب عمر حكم حركة تحرير التقراي فيها عمر حكومة إسلاموي الإنقاذ .. ومع ذلك لم تغلق تلك الحركة أبواب السلطة خلف ذاتها بل إنفتحت بروحٍ قومية وببرامج سياسية وإقتصادية وإجتماعية متكاملة على كل أثنيات الأمة الأثيوبية وكان أول برامجها وقف الحروب الداخلية ومحاولة تهدئة الجار الأريتري المشاغب الذي عض يد الحركة التي إمتدت له بالإستقلال وبات يضيق عليها خناق الإطلالة على العالم عبر موانيئه التي شاءت القسمة ان تقع في حدوده ..تماماً كالنفط الذي إنزلق جدوله عن الشمال ودفق جنوباً !
ألان وبعد ذهاب زعيم البلاد الراحل ملس زيناوي الذي أرسى قواعد متينة لدولة اصبحت محوراً هاماً في القارة باكملها على كافة الأصعدة ، لم يتصارع بعده قادة الحركة حول خلفه وما إذا كان يجب إختياره لوزن قبلي أو إثني ..فكان إنتخاب رئيس الوزراء الحالي السيد هايلي مريام ديسالين من أصغر مكونات مجتمع أثيوبيا المتفاوتة الأحجام
( قومية الولاياتا )
التي تشكل نسبة إثنين في المائة فقط في ذلك المجتمع المتماسك نسبياً..وهذا دليل استقرار سياسي و ثبات ثقة في تركيبة الحكم التي تشجع المستثمرين دون خوف من صراعات أو فساد أو تعقيدات بروقراطية..فقالوا لمن أراد التجارة في بلادهم .. دونك كل أنواعها ، فقط لا تقترب من التجارة الداخلية التي تمس معيشة المواطن بصورة مباشرة ..فهذا يظل زيتنا في طحيننا !
ومن هنا يبرز الفرق بين المسئؤل الذي يتعامل مع المستثمر ( كمخلص لبلاده )
وليس
( بمخ لص )
يؤذيها وينّفر عنها قاصديها ..!
وهو فرق كبير ..لا تردم هوته أوراق القوانين ما لم تكن مخطوطة بمداد الخلق القويم الذي يحيلها الى حروف صادقة تنتج ألوفاً ومليارات صافية الحلال ..تذهب الى جيب الوطن ومصلحة مواطنيه و تبدو إنفراجاً ظاهراً في أسارير وجه الوافد المستثمر الذي يبشر بنا في بلاده ..ولا يبشع بنا حتى في بلادنا !




ياليت لوبقت على مخ اللص بس ، ما هي أمخاخ اللصوص شغالة تنجر في كل مكان ، حتى أموال الحج لغفوها، بالاضافة الى اللصوصية الاستثمار عندنا يدار بعقليات عبثية تحاكي قصص وروايات عمك تنقو وكابتن ماجد وتوم آند جيري ، وعندك كمثال الطفل المعجزة وغيره من الطراطير
صدقت أخي العزيز ولا فض الله فوهك