عدوا على بوني

عدوا على بوني
بقلم : الرشيد طه الافندى
[email protected]
بدأ العد التنازلي إلى انطلاق مرحلة الاستفتاء التي تحدد شكل ومستقبل السودان الوطن الواحد ما قد كان وما سيكون وبدأ الجميع وكأنه تفأجاة بهذه الخطوة التي تحددت سلفا عند توقيع اتفاقية نيفاشا والمتغطي بالأيام عريان كما يقول المثل وبدأت (الجقلبة ) ومحاولات التأجيل ؛ المؤتمر الوطني أدرك متأخرا أن عليه تحمل تبعات ووزر انفصال الجنوب وما يترتب على ذلك من مطالب متشابهه في دارفور والشرق خلاف العار والخزي الذي سيلحق به من انفصال جزء عزيز من السودان ؛ لذلك تحرك تحركا محموما لأدراك ما يمكن إدراكه ومحاولة فرض الوحدة التي فشل في جعلها جاذبة عندما كانت هناك فسحة من الزمن . طريقة التهديد التي يسير فيها المؤتمر الوطني الآن من أن الجنوب لن يشهد استقرارا وسيكون مسرحا للحروب الدامية بين القبائل أو على الجنوبيين في الشمال المغادرة بعد ساعة واحدة من إعلان الانفصال هذه الطريقة لن تجدي فتيلا ولا تساعد أو تقنع المواطن الجنوبي البسيط في التصويت لخيار الوحدة وعلى المؤتمر الوطني التفكير في إيجاد وسائل أكثر جدية وتطبيق وممارسات حقيقية تجعل المواطن الجنوبي والشمالي نفسه يشعر بأنه مواطن له كامل الحقوق في وطنه من حرية التعبير والحياة الكريمة وغيرها من أشياء كثيرة يفتقدها المواطنين جميعا .
في المناصير عندما تحاول أن تفعل أمر يدرك الجميع صعوبته واستحالة تنفيذه يقولون لك (أخير من بدري تعدى على بوني) يعنى عليك أن توفر الجهد والوقت فانك لن تنجز شيئا ؛ أصل الحكاية زمان عندما كانت المراكب الوسيلة الوحيدة للنقل كانت بالقرب من جزيرة بوني شلالات قوية يتطلب المرور منها خبرة وتمرس والتجديف في اتجاه معاكس لها في اتجاه جزيرة أخرى ؛ في ذلك اليوم المشئوم اخطأ ريس المركب في توجيه مساعديه بدلا أن يقول لهم عدوا على دماج جزيرة أيضا حتى يتفادى الشلالات قال لهم عدوا على بوني وكان أن غرقت المركب بما فيها من البضائع والأغراض التي كانت ينتظرها الناس على امتداد القرى وعند السؤال والاستفسار عن حاجياتهم يأتي الرد من المساعدين والله الريس قال عدوا على بوني ومعروفة طبعا النتيجة ومنذ ذاك الحين صارت مثلا . الآن يا ناس المؤتمر الوطني عدوا على بوني .