هل .. يستحون ..!

قال لي أحد الأصدقاء وهو يعقد حاجبي دهشته من الذي يحدث في السودان الآن من تكشّف فضائح الكيزان بأنفسهم ، يا اخي والله كتاباتكم اتت أكلها أخيراً !
قلت له نحن فقط أزحنا باقلامنا التراب الذي حاولوا على مدي سنوات فسادهم وسرقتهم أن يهيلوه على ذلك العفن ، ليقيننا إنه سيفضح نفسه بعد تحلله في مدفنه عن روائحه الكريهة و ستزحف جيوش دوده الى السطح !
وهاهم يتبادلون التنابذ فيما بينهم كالمومسات..ترى كل واحدة تدعي انها أنظف من الآخريات في عهرها !
بالأمس شاهدنا المقدام الأستاذ محمد ضياء الدين ينتف ريش ذلك الديك المغرور أمين حسن عمر الذي إفتقر الى ابسط قواعد الحياء في دفوعه عن طهارة النظام المفقودة وقد فشل الطاهر حسن التوم في إعادة الكفة الى توازن إنحيازه المختل بعد ان ظلت في صالح ضياء وسط حيرة ممثل عدالة البرلمان الذي وضع يده على خده وكأن على رأسه الطير !
حقاً إنهم لا يستحون فهم مثل ذلك القاتل الذي ضبط والسكين تقطر دماً حارا ، ًفي يده الآثمة وقد رفعها للتو من صدر القتيل بعد أن غرسها في قلبه ، وحينما حانت لحظة محاكمته و رأى حبل المشنقة يتدلى في مخيلته المرعوبة ، طفق يوكل من يدافع عنه تلمساً لبراءة مستحيلة !
نعم إن للنفس البشرية قدرٌ من الأنانية التي تنكر على ذاتها الشينة ولو كانت مرئية فيها رأي العين العشواء و مشمومة الرائحة النتنة حتى لمن فقد حاسة الشم !
ولولا تلك الأنانية التي تدفع الإنسان لإنكار ما هو مثبت ولا يحتاج الى دليل ..لما سُنت القوانين وشرطة الضبط ونيابات التحقق و أنشئت المحاكم وعين لها القضاة و وقف المحامون يتفزلكون ويراوغون في المرافعات ولجان التحكيم المليارية الأتعاب ومن غير تعب.. !
ولو كل مجرم إعترف على نفسه منذ البداية وتحلل قبل ان ينكشف وينفضح في ساحات العدالة لأراحنا من كل ذلك و لتغير ناموس الحياة..!
ولكنها حكمة الله في زيادة فضح خلقه الظالمين !
حقاً إنهم حرامية و مفسدون ..ولكن عيبهم الأكبرإنهم فوق كل ذلك .. لا يستحون !

[email][email protected][/email]