أسباب التحزب فى السودان المضحكة المبكية

شخيصا مقتنع قناعة تامة ﻻ يراودني فيها أدنى وأقل شك بعدم وجود أحزاب سياسية حسا ومعنى فى السودان، والشيء الموجود بإسم اﻷحزاب وما يتبع ذلك من ممارسة ذلك ( الشيء ) ما هو إﻻ هيﻼمنة فى الفارغ، وضجيج فى الفارغ،ودوران حول دائرة فارغة عقود وعقود، تسمى الحكم،بفارغ كﻼمى وتنظيري أكبر من ذلك،وما أدل على كﻼمى أن كل اﻷحزاب فى رؤها وأفكارها مشاء الله عليها ( ديمقراطية ) إذا رأيتها تعجبك ديمقراطيتهم ،وفى الواقع تتحين الفرص و( السوانح ) لحكم السودان بأي طريقة ممكنة وغير ممكنة،وتشارك اﻹنقﻼبيين والعسكر فى الحكم وهي ( ديمقراطية ) دون حياء أو خجل، وآخرها مشاركة جميع هذه اﻷحزاب فى ( حكم اﻹنقاذ ) اﻷسوأ فى التاريخ وبل تنافست وتشرذمت وتشابكت وتشاكلت ( كأحزاب ) من أجل المشاركة فى اﻹنقاذ ومع اﻹنقاذ،والتاريخ مليء بنماذج ونماذج ﻻ داعي لذكرها وﻻ داعي ﻹجترار ماضيها الكريه وتضييع ثانية فى قرائتها،وهي معروفة للجميع حتى ﻷطفال التعليم قبل المدرسي فى السودان،ومن ثم هي غير مطبقة تلك ( الديمقراطية ) المزعومة التى تريد بها حكم الشعب السوداني في نفسها التى أولى من الشعب قبل الشعب وتعانى من حكم ( الفرد ) المتسلط،وبرنامجها مناهضة حكم ( الفرد ) المتسلط وإستبداله وتغييره ( بالديمقراطية ) ،حتى أن الديمقراطية فى السودان من شدة تشويهها وتشويه مضمونها الذي يﻼمس اﻹنسان وحقوقه أصبحت هنا مرادفة وتعنى الديكتاتورية، والدكتاتورية تعنى الديمقراطية،والديمقراطية تريد تغيير الدكتاتورية بالديمقراطية وهي دكتاتورية،والدكتاتورية تريد تغيير الدكتاتورية بالدميقراطية وهي دكتاتورية .
ولنترك هذا الكﻼم،ولنعود لموضوعنا أسباب التحزب الحقيقية فى السودان وأهمها وابرزها وأشيعها :
لتعلم واكتساب مهارة اﻹرتزاق ومجانا،والدخول فى مدرستها والوحل فى ( زفت ) ( طين ) رزقها والتلطخ ببيئتها العفنة النتنة المنتنة.
تقدير ومجاملة صديق عزيز نفاقا،وهذا أغرب نوع من ( المتحزبين ) و( المتسيسين ) فى المجتمع السوداني واﻷغرب بمرور الزمن والسنين يصبحون سياسين باﻷمر الواقع،وبل تؤل لهم أمور العباد والبﻼد وبمهام جسام وكبيرة،ويعملوا فيها ( سياسيي السياسين ) .
السعي للشهرة وبأسرع ما يمكن وبأقصر الطرق وبأقرب الفرص وبأبسط الوسائل، بالله شوف الناس من حولنا تشتهر بإنجاز فى علم،فى ثقافة،فى مجازفة، فى خدمة مجتمعها، تشتهر حتى فى لعب كرة القدم، وتبنى أمجادها وتحطم مقاييس وتتجاوز أرقام،ونحن هنا فى السودان نريد الشهرة واﻷمجاد، باﻹنضمام ﻷحزاب خائبة و ( التخيب ) فيها.
إنا وجدنا أباءنا سياسين ونحن بإرثهم ماضون، وهذا النوع ينطبق فى كثير من اﻷحزاب ( السياسية ) فالبعض يرث من أبيه أو عمه أو أمه السياسة ( كفرض ) كما يرث حاجات أخرى ويبقى عليها عشرة،وقد يوصي له أباه ( بنصيبه ) فى السياسة، وقد يضمنها فى الوصية،وكوصية طبعا ملزمة بالتنفيذ ﻹرضاء المرحوم وهو فى عليائه .
لتحقيق طموحات وتطلعات شخصية جوعية كم من حافي، كم من عار، كم من جائع، أصبح سياسي وحقق تطلعات وطموحات غير شرعية،ﻻ يحلم بها بأن يحلم بها مجرد حلم.
بدوافع ونفسيات قبلية؛هذه الحالة تنطبق علي أغلب اﻻحزاب السودانية ( القومية ) و ( الجهوية ) مع أن القومية ليست قومية وﻻ الجهوية قدر الجهة التى تدعى تمثيلها، فاﻹنتماء بدوافع قبلية للحزب الفﻼنى أو العﻼني سلوك وحالة تعترى وتعرى جميع هذه اﻷحزاب وإن حاولت مخفقة فى المحاولة التستر على ذلك .
تكوين الشخصية وإضفاء الغائبة ( الهيبة ) عليها بعض اﻷشخاص لهم ميول للتسلط، حتى ﻻ أقول القيادة ورغبات جامهة فى الزعامة والتزعم، وﻻ يجدون طريقة لتحقيق ذلك سوى اﻹنخراط فى اﻷحزاب والذوبان فى السياسة.
من أجل كسب الوظيفة او المنح الدراسية، كثير من الناس منذ خروج المستعمر وقبله،حققوا أهداف شخصية وطموحات فردية ( بالتحزب ) بالتوظف فى الدولة،أو الدراسة بمنح حزبية بالخارج وكل هذا تحت شعار أن هذه اﻷحزاب جاءت لخدمة السودان وجميع السودانيين وهي حقيقة تخدم أعضائها فقط بإسم خدمة الجميع فقط.
مؤازرة لﻸب او اﻷم او الزوجة او الحبيبة فكثييير من سياسي السودان ولجوا السياسة ومضمارها دون رغبة أو إتجاه فى أنفسهم لها، فقط لمساندة اﻷب اﻷم والحبيبة وفجأة مع تقادم الزمن يجدون أنفسهم فى الوسط السياسي ويتبؤون ( المناصب ) ويصدقون أنهم سياسيون لكنهم يكونون ( ريموت ) فى يد من جاؤا ببركتهم من اﻷحباب القدامى فى تنفيذ تواجهتهم،وسياساتهم فى المناصب .
لجعل الحزب و ” برنامجه ” برنامج لمن ﻻ برنامج له يعني التحزب من أجل الونسة وهذه أجمل و ( أسطح ) وأسذج فئة من المتحزبين وقد يقرأون ويتثقفون بالتحزب لكنهم بلا طموح سياسي لا شخصي ولا عام،يريحون الاحزاب وهم مرتاحين من الأحزاب.
وأخيرا وليس آخرا وأسوأ ما فى اﻹنتماء السياسي السوداني من ( خصال ) وتشترك فيها أغلب اﻷحزاب وبأغلب أعضائها السعي الحثيث ل( توظيف ) أنفسهم فى مؤسسات الدولة وعبر الحزب الفلانى أو العلاني وجعله وسيلة يحققون بها غاياتهم الشخصية ويشترك فى ذلك كل اﻷحزاب،والمؤتمر الوطني الحاكم قدم نموذج غير مسبوق فى السوء والسفالة وتجربة ظالمة مظلمة تعد أردأة وأقبح تجربة فى توظيف أعضائه بإسم ( التمكين ) وبجعل الدولة ومؤسساتها ضيعة لهم تصرفوا فيها كيفما شاؤا وشاء لهم نهج التمكين سيء الصيت والسمعة حتى ضاعت الدولة وإنهارت مؤسساتها التى كانت ( تشن وترن ) حول العالم بسبب التغول الهمجي عليها من ( الكيزان ) الذين تهافتوا على هذه ( الغنيمة ) حتى هووا بها فى الدرك اﻷسفل من التخلف والتخليف، والضعف والضياع، وبعد أن خلف فيها هؤﻻء من مصدر فخر وإعتزاز ( المؤسسات ) الوطنية أصبحت مدعاة للسخرية والمسخرة ليس للسودانين فحسب بل لكل العالم الذي كان يعتز ويفخر بها .
وما يسمى بالبرامج الحزبية واﻷفكار السياسية والطرح النظرى واﻹيدولجى، اﻷفكار ( اﻹستجﻼبية ) هذه لﻸحزاب ما هى إﻻ جعجعة بﻼ طحين وغطاء كبير لما تحت القدر السياسي من ( أمور وأمور ) واﻷفكار السياسية أجمل ما فيها،وأغرب ما فيها، غير مقتنع بها طارحها قبل المطروحة عليه،فضعف الطارح والمطروح فى السياسة السودانية المنسوبة للسودان، وهي ليست بسياسة لها علاقة بالسودان ولا شعبه ولا هم يحزنون.
[email][email protected][/email]