مقالات سياسية

أدعياء التصوف وحديث علي عثمان..!!

استمعت أمس لأحد زعماء التصوف في البلاد كما استمعت إلى حديث النائب الأول السابق علي عثمان  في بورتسودان ثم لأحد القنوات الفضائية السودانية  كان صادماً للشعور العام ولكرامة الإنسان السوداني الذي يرفض الحقارة والتحدي..

كنت أعتقد أن الطرق الصوفية أبعد ما تكون عن السياسة وصراعاتها وأساليبها الفاسدة وكنت قد اعترضت على تكوين حزب للصوفية، ولكن يبدو أن الطرق الصوفية في عالم اليوم خاصة في السودان تحولت إلى مصالح شخصية تنالها بالتقرب إلى الحكام تنافقه وتسكت عن أخطائه وظلمه من أجل الكسب الشخصي يتبعهم البسطاء وينالون من الحكام الهدايا والمنح من العربات الفارهة والهبات والأموال التي يدفعها الشعب جبايات ورسوم وضرائب دون مشورته ورضاه..

لقد كان المفترض من زعماء الطرق الصوفية نشر الدين الصحيح وتربية الأتباع على الأخلاق والقيم الفاضلة وتعزيز قيم الدين في الحرية والعدالة ومحاربة الظلم والاستبداد ولكن أن تصبح الطرق الصوفية مجرد بوق للحكام فذلك أبعد ما يكون عن الدين بل يقع في دائرة قوله تعالى(أرأيت الذي يكذب بالدين) وقوله تعالى (لم تقولون ما لا تفعلون. كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون).. ما الفرق بينهم وبين رجال الكنيسة في القرون الوسطى الذين يستغلون الدين من أجل الدنيا ويبيعون الوهم وصكوك الغفران لأتباعهم الأمر الذي أدى لخروج الكثيرين من الدين المسيحي وانتشار ظاهرة الإلحاد وهجر الكنائس في أوروبا؟

أما حديث علي عثمان محمد طه فقد ذكرني بحديث المرحوم د. أبوساق في أخريات نظام مايو وتهديدات الرائد أبو القاسم فقد أغضب كل من استمع إليه فكيف جاز له أن يهدد ويتوعد لدرجة اعترافه بأن هناك جهات أو لعلها كتائب ومصادر قوة أخرى هي التي تحمي النظام لدرجة التضحية بأرواحها!! هل هي دعوة للتحدي وللفوضى وتجاوز القوات النظامية مما قد يعني أنه لم يعد يثق فيها أم ماذا؟ إن مثل تلك المقولة التي تصدر من قيادي بالحركة الإسلامية يشي بانحرافها تماماً عن مبادئها الأصلية التي كانت تدعيها وأنتهت إلى مافيا لا يهمها إلا التسلط بالقوة وقهر الآخرين.. لماذا يوصد علي عثمان باب التسامح وقبول الرأي الآخر وتجاوز ما قاله في بورتسودان عن أهمية محاورة الذين تظاهروا فلماذا تغير هكذا وعاد إلى مربعه الأول منذ الثلاثين من يونيو ووقع في مستنقع الكراهية بهذا القول الخطير.. أما كان الأفضل له ولغيره من الحكام وتوابعهم من أحزاب أن يشيعوا التسامح ويعتذروا عن الفشل الذي لازمهم ثلاثين عاماً وينفذوا مخرجات الحوار فلا يصبح مجرد وسيلة لكسب الوقت حتى انتخابات 2020..

كسرة: كنت أتمنى أن تكون دعوة الحكومة للتظاهر أمس لصالحها من دون إلزام الموظفين بالحضور الإجباري بل اختيارياً وعقب انتهاء ميقات العمل حتى نقارنه بالمظاهرات المضادة فنحكم لها أو عليها.. أين العدالة والمساواة في التعاطي مع الآخرين؟ وما هي ضمانات انتخابات حرة ونزيهة عندما يقال أنها الوسيلة الوحيدة للتغيير وقد شاهد الناس كيف تدار الانتخابات في السابق في ظل منع الآخرين من التعبير والعمل السياسي ولدىّ شخصياً تجربتان في تزويرها عامي 1995 و2010؟ أليس التزوير من الكبائر؟؟

التيار

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..