إنّه ذات الرأي

زمان مثل هذا

إنّه ذات الرأي

الصادق الشريف

? في بيانٍ أقرب للهجومي نفت الحركة الشعبية سفر ياسر سعيد عرمان الأمين العام لقطاع الشمال إلى (إسرائيل).. وقالت أنّه سيزور القاهرة وليس تل أبيب. ? والبيان ليس له حاجةٌ من الأساس.. فالحركة الشعبية لم تخبّئ علاقاتها مع إسرائيل.. بل عيّنت سفيراً لها هُناك.. وقال عند تقديم أوراقه إنّ (اليهود يمكنهم اعتبار أنّ الجنوب وطنهم الثاني). ? كما أنّ ياسر عرمان لا يأبه كثيراً للرأي الشمالي فيما يفعلهُ ويقولهُ.. بل في أحيانٍ كثيرةٍ يخلط بين شعب شمال السودان وعضوية المؤتمر الوطني.. فيقول ما يمسّ الشماليّين.. ويبيتُ ليلته فرحاً بأنّه غاظ (المؤتمرجية). ? تلك ثغرة كبيرة في (منهج) عرمان في التعامل مع قضايا الشمال.. وبالطبع لن تكون كبيرة إلى تلك الدرجة إلا إذا قرر عرمان بصدق أن يمارس العمل السياسي في الشمال (ضمن قطاع الشمال).. حينها سيحتاجُ الرجل إلى التوسل للشماليين والتودد إليهم.. بمعنى أنّه سيحتاجُ إلى الالتفاف مائة وثمانين درجة على منهجه الحالي. ? وحتى ذلك الوقت فإنّ زيارة عرمان إلى إسرائيل ليست (فضيحة) سياسية له.. ولن تهزّ ?ولا شعرة واحدة- من شاربه التائه بين السواد والبياض. ? لكنّ المحك في زيارته لمصر.. نعم مصر وليس إسرائيل. ? وفي مقارنة سريعة.. نتذكر تفاوض المؤتمر الوطني مع الحركة الشعبية لسحب مرشحها للرئاسة (ياسر عرمان).. ونتذكر أنّ السبب هو نسبة التأييد التي كان متوقعاً أن يجدها عرمان في الجنوب.. وهي نسبة تقارب النسبة التي من المتوقع أن يجدها المرشح البشير بالشمال.. لا سيّما وأنّ كثيراً من الشماليين لم يسجلوا للتصويت في الانتخابات. ? ذلك الموقف مقروناً بنجاح زيارة عرمان إلى القاهرة.. وتأجيل وفشل زيارتي الأستاذ على عثمان نائب الرئيس الى مصر.. يفتح باب الأسئلة مجدداً على المنهج السياسي والدبلوماسي للمؤتمر الوطني. ? بيان الحركة الشعبية قال إنّ مصر هي التي قدمت الدعوة لرئيس قطاع الشمال (مالك عقار) وأمينه العام (ياسر عرمان). ? القاهرة التي تُقدّم تلك الدعوة.. هي ذات القاهرة التي تعتذر لنائب الرئيس عن حضوره إليها وتسوق التشكيل الوزاري الجديد كعلة مانعة للحضور. ? وهي ذات القاهرة التي ينتفض عليها الثوار حين يستشعرون مماطلتها وعدم تنفيذها لمطالبهم. ? المعلوم والثابت في كلِّ هذا أنّ السياسة الخارجية (لا تتغير) أو بعبارة أدق (يجب ألاّ تتغير) وفقاً لتغير الحكومات والأنظمة.. لأنّ السياسة الخارجية لأيِّ دولة تمثل المصلحة الوطنية لتلك الدولة ويبقى تغير الأنظمة محكوماً بالمزاج السياسي لمواطني تلك الدولة.. مع اتفاق تام وتراضي فيما بينهم على (ثبات المصلحة الوطنية العليا).. والتي تعتبر السياسة الخارجية أحد آلياتها. ? إذا صحَّ بيان الحركة الشعبية عن زيارة وفد الحركة الشعبية إلى مصر (قبل) زيارة نائب الرئيس.. فهذا يعني ببساطة أن العيون التي تنظر بها القاهرة للمؤتمر الوطني ما زالت (كما كانت).. لم تتغير.

التيار

تعليق واحد

  1. ولن تتغير ، ما لم نتغير نحن ، ولن ينظر لنا احد باحترام ما دمنا نشهر السيف فى وجوه بعضنا ، ادركينا ايتها العناية الالهية .

  2. 1- الأستاذ الصادق، لمصر كامل الحق في رفض زيارة نائب رئيس المؤتمر الوطني وقبول زيارة رئيس الحركة الشعبية، فالقاهرة ليست ضيعة خاصة للمؤتمر الوطني حتي يحدد من يزورها ومن لا يحق له الزيارة.

    2- لقد تحاشيت في مقالك أن تشير إلي عدم إحترافية المركز الأمني للخدمات الصحفية (ويدلل بالقومي أحيانا) في فبركة خبر زيارة عرمان إلي إسرائيل وقد ظهر غباء هذا المركز في الإشارة التي وردت بصدر الخبر والذي يقول أن عرمان طلب إضفاء سرية علي الزيارة منعا لإحراج جمهورية جنوب السودان مع الدول العربية. جنوب السودان يقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل عيانا بيانا فالكل يعرف ذلك. الأكثر مدعاة للإحراج السفر ولا إقامة علاقات. يا أخي فكروا قبل أن تقذفوا باللائمة علي دول كاملة السيادة غالمركز لن يكون سمسارا بين الشعوب المهمشة والعالم الخارجي بعد اليوم.

  3. لازالت نظرة ساستنا الى المصريين بانهم افضل منهم …..لاداعى لكل تلك الهرولة بدءا من دونكيشات الترابى وبهلوانياتة فى ميدان التحرير …مرورا باعطيات الرئيس العرباتية والبقرية والارضية و خلافها ……وهذا الخزى الذى طال على اب سيف لهرولتة نحو زيارة المحروسة…اتقلوا شويييييييييييييييييية كدة ياناس:crazy: :D :rolleyes: ;)

  4. ومالها إسرائيل يا كاتب المقال ؟زيارة إسرائيل صارت حلم الكثيرين من العرب والكل علي علاقة خاصة او علنية بها وحتي المحروسة التي يسيل لذكرها لعاب وسياسين امثالك ممن يعانون من حالة الإستلاب والإنجذاب الثقافي لكل ما هو فرعوني، حتي المحروسة يرفرف بقاهرتها خفاقاً علم دولة إسرائيل. هل تريدنا ان نكون ملكيين اكثر من الملك؟ الفلسطينين اصحاب الوجعة لا يكنون كل هذا البغض لإسرائيل والأنكي انهم اي الفلسطينين لم ولن يدروا عنك وعن مواقف حكومتك العنترية تجاه قضيتهم وارجوا ان تأخذ "الهاء" في "قضيتهم" وتضعها في عينك وتبطل حشرية لان بك عمي ان لم تجد ما يهمك في الشأن السوداني!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..