الغطرسة الفارغة !

زهير السراج
* أثارت صورة عامل محطة وقود سوداني وهو نائم على سرير بلدي داخل المحطة، نشرتها قناة (العربية _ السودان) على موقعها وكتبت فوقها “وفرة غير مسبوقة في المحروقات خصوصاً الجازولين وذلك بعد التحرير النهائي لأسعار المحروقات “، غضب العديد من السودانيين لأنها في رأيهم تعكس صورة سالبة للمواطن السوداني وتدمغه بصفة الكسل التي تطلقها عليه بعض الشعوب، وتتخذها مجالاً للسخرية منه، حتى ولو كان هدف القناة التعبير عن وفرة الوقود في البلاد !
* وعلى عكس غضب البعض، إلا ان الصورة في رأيي تستحق جائزة لأنها عكست الواقع الحقيقي المؤلم لحالة الكسل واللامبالاة والاستهتار التي تعم كل مجالات الحياة في السودان، ولو كانت لعامل في دولة أخرى وهو نائم على كرسي في مكان لا يراه فيه أحد خلال ساعات العمل أو في مكان العمل، دعك من أن يكون نائماً عياناً بياناً على سرير وضعه بين ماكنتي وقود داخل المحطة في استهتار وتحدٍ بالغين لكل قيم وقواعد العمل والامن والسلامة والسلوك، لفصل فوراً من العمل هو ورئيسه واغلقت المحطة، وربما أدى الحدث لاستقالة بعض كبار المسؤولين، أما في السودان فبدلاً من ان يغضب الناس من نوم العامل وانعدام الضبط والربط واهمال الجهات المسؤولة عن الرقابة والمحاسبة، فإنهم يغضبون من القناة التي نشرت الصورة وعكست بصدق الواقع المزري الذي نعيشه في كل المجالات..!
* عشرات الالاف من تلك الصورة تتكرر وبأشكال مختلفة في الكثير من المواقع، وتعكس حالة الكسل والعطالة واللامبالاة والاستهتار في بلادنا، وليس بالضرورة أن يكون هنالك سرير عليه شخص نائم، مثل عامل المحطة اياه، ويكفي فقط كمثال منظر الآلاف الذين يلتفون بالساعات الطويلة حول بائعات الشاي أو الطعام في او خارج أماكن العمل..!
* أدخل أي بقالة من بقالات الاحياء تجد البائع يجلس على كرسي ويضع رجليه على الطاولة التي تقبع أمامه، وربما يظل على هذا الوضع ولا يتحرك لخدمتك اذا كان هناك من يساعده، و يا ويلك إذا نطقت بكلمة تعبر بها عن احتجاجك. بالله عليكم ماذا يمكن أن نطلق على هذا، وهل يمكن أن يحدث في أي دولة أخرى، دعكم من الملابس القذرة وانعدام قواعد النظافة والصحة العامة التي لا يهتم بها معظم السودانيين، ولكن من باب الأدب والاحترام والذوق في التعامل مع الزبون!
* أذكر إنني اضطررت في إحدى المرات الى دخول كافتيريا في مكان راق بالخرطوم لشراء ساندويتش ونادراً ما أفعل ذلك لقذارة معظم هذه الاماكن، وكان هنالك فتاتان أمامي، يبدو من مظهرهن انهن طالبتان، احتجت احداهما برفق على تأخر العامل في خدمتهما لانشغاله في حديث طويل مع أحد زملائه، فما كان منه إلا أن هاج وتفوه بعبارات غير لائقة وعندما ردت عليه امتنع عن خدمتها، وطلب منها أن تذهب الى مطعم آخر إن لم يعجبها الحال، بينما صاحب الكافتيريا صامت مثل أبي الهول، وعندما تدخلت بالحديث عن ضرورة احترام المحل للزبون، رد قائلاً (زبون شنو، بلا زبون بلا كلام فارغ).
* واحتجت ذات مرة لأجراء بعض الاصلاحات في المنزل، فلجأت الى احد العمال بتوصية من صديق، و يا لها من مرة .. يوم في المستشفى، ويوم في بيت عزاء، ويوم في عمل بعيد، وكانت بعض هذه الأعذار مجرد أكاذيب، لانشغاله في جلسة انس أو لعبة (ضمنة) ــ دومينو، والغريب أنني عندما عثرت عليه أخيراً وجدته يشتكي من ندرة العمل وقلة المال والغلاء، ولم يكن أول أو آخر شخص أتعامل معه في عمل !
* لكي نرى صورتنا على حقيقتها، فإننا في حاجة الى الوقوف داخل أحذية الآخرين والانصات إليهم، بعيداً عن الغرور والغطرسة الفارغة التي لن تقودنا إلا الى المزيد من التردي والانحدار والسقوط!
&&&&&&
الجريدة




صدقت!!! وقلت الحقيقة التي لا نريدها ولا نحب سماعمها كسودانيين!!!
ما خفي اعظم ….بسيطة …
برافوووووووووا عليك الاستاذ زهير علي هذا المقال وياريت تحدد كم مقال قادم لهذة المشكلة العويصة التي نعاني منها السودانيين عموما في عدم احترام الوقت واحترام مهنتنا مهما كانت وتجويدها والعمل علي تطورها معظم العاطلين عن العمل واخص بعض اخوتنا المغتربين بالخليج يعانون من هذة الصفة حتي لول شغال توصيل تجده يشتغل ساعة فقط والباقي نوم وزيارات وجلوس علي المقاهي والمطاعم ولايستفيد من شبابه وصحتة في عمل يكفية شر الايام وفعلا نحن ناس كسلانيين وغير منتجين وناس تنظير وسياسة وكلام عام واذا لم نغير من انفسنا سنظل علي هذه الحال الي يوم القيامة وهذة طبيعة الانسان السوداني من الرئيس الي اخر طفل مولود اليوم اللهم لا ما ندر .
صدقت وأوفيت ويا ليت قومي يعلمون
كنت وين انت لما المذيع قالها على الهواء مباشرة (لا تشتري العبد الا والعصا معه) مالك ما فتحت قدومك دا؟؟
وهسة انت بتاكد ان لهم الحق في السخرية مننا بصفة الكسل ،، بل تؤكده ،، لا الومك لان اصولك غير سودانية ،، لكن بقول ليك نحن السودانيين احفاد ملوك نقعد نقوم على كيفنا ،، ونتغطرس غطرسة مليانة ،، مش افضل من غطرسة المحسوبين على السودان ،، وهذا ديدن اغلب السودانيين من اصول غير سودانية ،،
واذا كنت صحفي حصيف حتعرف ان التمرد صفة انسانية ، ولن تنتهي الا بانتهاج المؤسسية في كل المجالات ،، ولكن السبهللية وعدم المؤسسية التي انتجت امثالك وكثير من المتصوحفين هم الكارثة الحقيقية (الا رحم الله الاستاذ حسن ساتي) والذي بموته انقطعت الصحافة والصحفيين ،، واصبح فاقدي الموهبة والفاقد التربوي يسودون الصحف ويلوثونوآذاننا في القنوات الفضائية ،
تبا لكم جميعا ،،،،،
دكتور زهير اتابع ما يسطره قلمكم المعبر .. الشخصية السودانية غريبة وعصية على التدريب والتطور.. عامل الطلمبة اوقعه حظه العاثر في مهب الريح تحت سطوة الإعلام الذى لا يرحم فانتاشته كاميرا ( العربية) ولكنى اهمس فى إذنك لو سمحت ما معنى وجود سرير ملحق بمكتب وزير او مدير او حتى جهاز الأمن أليس ذلك دليلا على عدم الجدية.. لقد وصلنا إلى ما هو أغرب كل مقاهى الدنيا يجلس الناس فيها على الكراسى ما عدا قهاوى السودان حيث العناقريب المنسوجة ويدفع الراكب مقابلا لاستخدام اى منها.. السوق الشعبى امدرمان نوقف بصات الفاشر حيث ياتى المسافرون عند الحادية عشرة ليلا ليتحرك البص مغادرا عند الرابعة صباحا., مكاتب الإستقبال عندنا غريبة الشكل فهى صالونات منزلية ولا تمثل المكاتب الرسمية باى حال كراسى وثيرة فخمة وكانما الزائر سيبقى فيها زمنا طويلا.. والمكاتب تتنافس الادارات الحكومية في توفير الأاثاث الفخيم المكلف جدا متناسية بان السودانى يعانى من رغيف خير أطلق عليه الرئيس الراحل انور السادان بانه يشبه ( ديل الفار وبقرشين صاغ كمان). أمرنا عجب ولأننا ورثثناه من عهد صب كل جهده وطاقته في تدوير المنشأت القديمة وطلائها لا فتتاحها مرات ومرات أشهد على ذلك أن مدرسة في الفاشر تم إفتتاحها أكثر من ثلاث مرات على أيدى لفيف من الساسة الإتقاذيين ولم يبد اى منهم اية ملاحظة على أنه فهم المقلب.. بل كانوا يصمتون عليها..العنقريب فى محطة الوقود لا بل العنقريب احد الرموز الأنتخابية لجذب الناخب للتصويت لهذا العنقريب وهو نذير بأن النائب سيظل دائما طوال فترته… الله يهون ويستر لن يتسنى لنا رؤية صورتنا على حقيقتها فنحن من علمنا أقوام الدنيا وكنا وكنا وكنا…فى دواخلنا زيف كبير وصورة مهترئة فقد وصفنا الخواجةة قريشن بأننا شعب يكذب كما يتنفس وأن الحقيقة الوحيدة فى الخرطوم هى النيل الذى يجرى ليس غيره.. سبحان الله
بعض مطاعم الشواء تضع العناقريب بدلاً عن الكراسي، تشجيعاً لهذا الشعب على التمطي والرقاد.
يعني تأكل وجبتك وتتمدد، وكأنك تمساح قد ابتلع فريسة. ومن المعتاد أن تري “سيد الدان” وهو راقد على السرير أو العنقريب واضعا يده تحت رأسه.
حاجة مؤسفة.
قبل بضع سنوات كان معى ضيف زائر صديق أوربى, قبل مغادرته السودان ذهبنا الى سوق أم درمان لكى يقوم بشراء بعض المصنوعات السودانية الفلكلورية , دخلنا الى احدى المتاجر و كانت المفاجأة أن وجدنا فى منتصف المتجر عنقريب وصاحب المتجر مستلقى فيه يغض فى نوم عميق, المشهد كان لا يصدق فى منتصف النهار, أيقظنا الرجل بكل صعوبة و كان واضحا أنه كان غير راضى من ايقاظه ويفضل النومة التى قطعناها له, صديقى الزائر كان وجهه عبارة عن علامة استفهام كبيرة و أنا بدورى أخذت اتصبب عرقا من الخجلة متمنيا ألا يكون ذلك آخر انطباع لهذا الزائر عن السودان.
بعيدا عن التعصب للصورة الوطنية ,
الا أن دمغ المواطن السودانى بالكسل فى غير محله , وكان الأجدر بالكاتب توجيه سهامه نحو الحكومات السودانية التى لم توفر فرص الاعمال ولا التمويل ولا الفرص من جهتها .
ليس ذاك فحسب , بل عملت كل الحكومات السودانية ومنذ عهد المخلوع نميرى على ضرب الاستثمار و بيئته , تحت شعار التأميم و السودنة, لتتمم الأنقاذ مهزلة الأقتصاد الوطنى برعايتها و دعمها لللارهاب و من ثم الحظر الدولى.
نضيف على ما ذكر أعلاه :
الثقافة السودانية العنصرية _القبلية و الجهوية و الطائفية_ التى طالت الخدمة المدنية مؤسسات الدولة و البنوك ومن ثم السوق , فأضحت مهددا لتوزيع الفرص.
يبقى أن نذكر :
أن صلح الحكم ( لا الحاكم) , صلحت الرعية .
فمؤسسات الحكم كفيلة بتوصيب الحاكم و المحكوم على حد سواء .
صدقت ==و ياله من صدق مؤلم لكن نحن قبائل مختلفة وفينا جينات مختلفة فهل كلنا كسالي ام الامر مربوط بجينات الرعاة ؟ لدينا جينات من وسط افريقيا وغرب افريقيا المشهرين بالنشاط فمن هم الكسالي فينا يا زهير ؟
عااادي جدا ما برهان ورفقته نايمين في مجلسسيادتهم
كذلك ناس حمدوك وجبرين
وبقية الوزراء والمستشارة
مريم صادق فقط هي يلي صاحية
لانها مكلسكرتيرة وزارة الخارجية المصرية
مشكور دكتور زهير، لقد تجرأت على القول (إن البغلة في الإبريق)…
فقط أن يسمح لنفسه ولا يرى في ذلك حرجاً أن يستلقي على سرير في مكان عام، وأن يكون هذا المنظر شيء طبيعي لا يلفت الأنظار ولا يستجلب الاستهجان ولا يثير الاشمئزاز في هذا المجتمع، له دلالات تنبئ عن بدائية وتخلف هذا الشعب على جميع الصعد الأخلاقية وأن الشهامة والرجولة وعزة النفس واحترامها مجرد فقاعات و”غطرسة فارغة”
لا يختلف عن ذلك كثيراً الطوطحة يميناً وشمالاً التي يمارسها المتحدثون في التلفزيونات وهم يناقشون مواضيع جادة ومهمة ومصيرية أحياناً ..
ولكن وكما يُقال أن الكل أكبر من مجموع أجزائه … يبقى العزاء هو النظرة العامة الشاملة لهذا الشعب العظيم المُبْتَلى بفلذات أكباده من امثال البشير والبرهان وعصاباتهم وبقية الشلة من القحاتة منعدمي الضمير
مقال في الصميم… أحييك