نموذج يستحق التكريم…ريا…إمرأة في خدمة (المقابر).!

الخرطوم : وجدان طلحة
كانت تحمل على ساعديها بقايا شجيرات إقتلعتها من بين القبور .. كانت اقرب الى صدرها كأنها تحمل طفلا .. المسافة الفاصلة بيننا وبينها كانت كبيرة لوحنا لها جاءتنا مسرعة .. كان خط سيرها معرجاً بين القبور حرصاً منها على ان لا تطأ قدماها واحداً منهم , كانت تمسح يدها على ثوبها الاحمر حتى تصافحنا , اما يدها الاخرى فكانت تعيد بها وضع الثوب على رأسها .. القينا عليها التحية فردت هى بأحسن منها بعد ان سكنت الابتسامة على وجهها…
اسمها ريا ناصر محمد، تجاوزت الاربعين من العمر، لم تخطف اشعة الشمس الحارقة الابتسامة من وجهها , فكانت تعمل بجد واجتهاد شديدين بينما وجهها يتصبب عرقاً..بينما الكل يلقى تحية عليها الاطفال وهم ذاهبون الى المدرسة .. والطلاب الذين هم فى طريقهم الى الجامعات .. وكذلك الموظفين .. ومن تقوده الصدفة للمرأة الاولى للعبور على ذلك الشارع بينما ريا تمسك بالطورية وايديها (ملطخة ) بالطين.
واجب فقط:
ما تقوم به ريا اصبح مضرب مثل فى الزهد فهى تأتى للعمل فى المقابر (تطوعاً) منها، وتقوم بتنظيفها دون أن يوكلها أحد بذلك الامر، فهي كما تقول: (لاتنتظر أن يدلها أحد على الواجب)…تعمل منذ الصباح وبعد الظهيرة تذهب لقضاء بعض الاشياء فى المنزل لتعاود المجئ مرة اخرى بعد العصر..لكن اكثر ما يؤلم ريا هو افتقار المقابر للإنارة الكافية , كما أنها تتألم لعدم إهتمام الناس بالمقابر.
سؤال وإجابة:
ريا…كانت تلقى الشجيرات حديثة النبت وقوارير المياه خارج المقابر… وكانت تشكل كتلة كبيرة سألناها اذا كنتى تنظفينها كل يوم فلماذا اذن هذا الكم الكبير من الاوساخ.. ؟ فاجابت بأن مساحة المقابر كبيرة جداً وانها تأتى يومياً وعندما تنظف الجهة الشمالية مثلاً وبعد الفراغ منها تجد ان الجهة الشرقية تحتاج الى نظافة.
بناء سور:
ريا لايقتصر دورها فقط على نظافة المقابر، فهي تقوم كذلك ببناء السور كلما توفرت لها المواد والطوب، فتجدها في احايين كثيرة تحمل بيديها ادوات البناء وتجلس بجانب السور لتقوم برتق بعضه، وعن هذا تقول ريا: (أحاول بقدر المستطاع أن أجمل المقابر، ويساعدني في هذا بعض شباب الحي من ضمنهم وليد وحسين ويساعدني كذلك بعض الخيرين بجلب مواد للبناء.
حالة خاصة:
عثمان محمد أحد مواطني المنطقة اثنى على الدور الكبير الذى تقوم به تلك المرأة، وقال:(ريا هذه تسكن فى منزل صغير جدا يكفى انه مخزن آهاتها وآلامها).. واضاف: (مايدهشني فيها انها تقطع الاشجار بدون آله القطع التى نعرفها)، كما قال انهم ومنذ سنوات اعتادوا منها على مثل تلك المبادرات التى لاتهدف منها شيئاً غير الخير…ودعا في ختام حديثه الخيرين إلى مدها بمواد البناء التى تحتاجها حتى يكتمل بناء السور، فهى انسانة رهنت حياتها لعمل الخير، دون أن تطلب من أحد شيئاً.

السوداني

تعليق واحد

  1. …عندك حق تخدمى الاموات بس..!..لانو الاحياء من شاكلة هذة الصحفية لاتستحق حتى مجرد ان تتحدثى معها..!..هسة مقابرك دى وين نحن معارفين يا ريا..!!؟؟

  2. لفتة بارعة وضربة في الصميم بدلا عن جلسات القهوة والنميمة والحناء والمشاط والجلوس في الشوارع وامام الدكاكين هي رسالة من سيده بسيطه لكنها كبيره بل اعظم من سيدات القصر واذيالهن من بدرية ورجاء وغيرهن من سيدات الاعمال الجدد هي رساله لكل رجل معاشي جالس في بيته ينتظر الفطور والنوم والغداء والعشاء و (الظراط) علمتينا والله اشياء غابت عننا في هذا الزمن الاغبر عمل بسيط لا يحتاج لميزانية وغيره ندعوا لك بالصحة والعافية

  3. لها من الله خير الجزاء، فقد يئست من خير ياتي منكم..؟؟!!.. فآثرت اهل القيور..؟!. .والسؤال: ماذا فعلتم من خير للاحياء.؟؟

  4. هذه هى الوطنيه تتجلى فى ابها صورها اذا كان فى رئيس البرلمان النائم شى من المسؤليه لتعين ريا مدرسه تربيه وطنيه من داخل البرلمان وصدقت استاذه مها فى ان الكنداكات فى بلدى هم من يمكن ان يرفعوا البلد من هذه الحفره .

  5. اللهم اجزها عنا وعن المسلمين خير الجزاء ياالله.. اللهم بارك في عمرها وفي صحتها وفي عافيتها وفي كل ما تتمناه اختنا ريـا.. اللهم عوضها وتقبل عملها عندك قبول حسن واجزها به في الدنيا وادخرها له يوم لقاك.. اللهم اكرمها وارفع قدرها عندك وخلقك اللهم قوها على فعل الخير وقونا على فعل الخير أن نحذو حذوها ياالله اللهم اغرس هكذا اعمال في نفوسنا وفي قلوبنا وفي عقولنا يا رب العالمين اللهم اجزها يارب العالمين اللهم استرها في الدنيا والاخرة اللهم استرها في الدنيا والاخرة يارب العالمين كما قامت بستر ونظافة ورعاية قبور خلقك من المسلمين.
    اللهم ارحمهم واعفو عنهم واكرم نزلهم ووسع مدخلهم ونور قبورهم ووسعها عليهم وافسح لهم في قبورهم مد بصرهم يا الله.
    اللّهم ارحم والدي والديه والأموات من اهله واخوانه في الله وجميع اموات المسلمين وكل من اشتاقت لهم أرواحنا وهم تحت التراب ربي ارحم اغلى ما فقدنا من اهلنا واحبابنا واصحابنا ربي ارحمهم وارحم اموات المسلمين.. وارحمنا أحياء وأرحمنا إذا صرنا إلى ما صاروا إليه يا الله

  6. لست مع فكرة أن يترك الناس عملهم وتدبير معايشهم ليجلسوا في المقابر بحجة خدمة المقابر ونظافتها وما إلى ذلك من حجج، لأن خدمة المقابر وتسويرها ونظافتها هي مسئولية الدولة، كما ان هناك منظمة إسمها حسن الخاتمة لها مكاتب بالمقابر ولها موظفين مهمتهم الإشراف على المقابر.
    أما حفر المقابر ففي الغالب يقوم به أهل المتوفي وبعض شباب الأحياء المجاورة للمقابر تطوعاً، ولكن أن تترك إمرأة أو رجل بيته أوبيتها وتنقطع بالمقابر بحجة الإشراف عليها هنا نقول الحيٍ أولى من الميت وتدبر أمر المعاش أفضل من الحوامة في المقابر بدون سبب والأموات تكفيهم دعوة صالحة مخلصة من الأحياء.

  7. لا زالت الدنيا بي خيرها وكتر الله من أمثالك يا حاجة ريا وكتب ليك ما تقومي بيه في أعمال حسناتك وغفر ليك ما تقدم وما تأخر من ذنوبك آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآمين يا ربا العالمين وكما ذكر احد الأخوان دا عمل الحكومة ولكنك مثال يعتز به من أهل الإسلام ولك الشكر ..

  8. هلموا الي المقابر
    يا متصفحي الراكوبة وادارتها ما رايكم بتكريم هذه السيده المثالية في الراكوبة اعرفوا اين حلتها وعلي ادارة الراكوبة ان تكرمها بنفسها ويجب عليها ان تبادر بالبحث عنها وعمل لقا معها براديو الراكوبه لا نريدها صيوان عزا مفتوح للانقاذ والممثلات الاجنبيات وده قتلوا واغتصبوه المنقوله من الصحف اكيد يوجد من امثالها كثير وكذلك عمل مراسلين والمتصفحين ممكن يمدوها بالصوت والصوره وسعوا الراكوبة
    اقتراحي لكم اتمني ان ينفذ حتي نشجع جميع المواطنين بالله هل زرتم مقابر المسيحين والله من ورا القصد

  9. حقيقة ذرفت دموعى وانا اقرأ هذا الخبر فحتى نحن الشباب الاقوياء نتفادى المرور بالمقابر ونتفادى حتى الحديث عنها فأين نحن من كل هذا؟

    هذه امرأة لها دار صغير فى هذه الدنيا لكن أدعو الله ان يستبدلها بدار خير من دارها فى الجنة.

    حقيقة لفتة بارعة وتستحق الثناء والدعاء لها… ولتكن موعظة لنا فهذه المقابر هى دارنا لا محالة ويجب علينا أن ننظفها ونرعاها بأنفسنا والاجدر ان نحفر قبورنا بأيادينا من الآن

    هى لوحة رسمت لتنير دربنا فنحن نجهل هذا الدرب القادم لنا ولا ندرى ماذا اعددنا له

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..