مقالات سياسية

قوات تداهم معرضًا فنيًا للرسّام ” ميدو ” ، و تصادر اللوحات وتعتقل الزوّار

مهدي يوسف إبراهيم

لم تكن دبّابات !!
لم تكن رشّاشات !!!
لم تكن حمولاتٍ من حشيش !!
لم تكن مخازن مليئةً بالهيرويين !!
كانت لوحاتٍ فنيّةً حاولت أن تعتقل في قماشها و ألوانها بعضًا من نضال الشعب السوداني العظيم !!
و “ميدو” ليس جنرالّا “ابن كلب”  حكم السودان ثلاثين عامًا أذاقهم فيها الأمرين !!
و “ميدو” لم يسرق ذهب السودان جهارًا نهارًا ويجعله بين قدمي بوتين !!
وهو لم يفتح مدننا وبوادينا للحثالة من غرب افريقيا يستبيحونها دونما حق !!
وهو لم يدبّر انقلابه في دويلة رقيعة جارةٍ لم نرى منها طوال تاريخنا سوى الصلف و الفرعنة وقلة الأدب !! .
وهو لم يرمي بجثث الشهداء في النيل !!! .
وهو لم يدمّر المشاريع الزراعية و لم يقفل المصانع و لم يجعل مناط الحُلم في بلادي أن يهرب منها الناس !!
ميدو ….فنّان !!
شاب يحاول أن يقاوم لغة البنادق بحوار الريشة و اللون والقماش !!
وعساكر بلادي الأبطال تركوا حلايب وشلاتين وأبو رمادة وتجاهلوا نزاعات الحدود مع أثيوبيا … وغضوا الطرف عن القتال المستعر في النيل الأزرق … وأغمضوا العينين عن جرائم النهب والسرق والقتل التي غدت خبزّا يوميًا في الخرطوم …
ويمّموا وجوههم شطر معرضٍ فني ….
فلغني سويّا إذن ” الحارس مالنا ودمّنا … يا جيشنا جيش الهنا “….

[email protected]

تعليق واحد

  1. ميدو دا مفروض يحاكم
    بتهمة تشويه جدران العاصمة بالرسومات القبيحة مثل المنحط
    جيفارا…وغيرو…

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..