سقوط الحضارة الكرتونية

والبراميل الفارغة اكثر ضجيجا وكأن هذا المثل الفرنجى ، خصص او قيل فى مصر ، فالمصري لايحتاج لمن يعرفه او يعرفه ولو لم ينطق او اخفى ملامحه، وغير لهجته ، فتعريفه ليس من باب المدح او اللهجة التى تشتهر بها بلاده ، ويحاول دوما ان تكون هى السائدة اينما وجد ، بل يفصحه سلوكه الاخرق و تضخيمه لذاته ولبلده بداعى وبدون داعى ، لاينتظر حتى يطلب منه ذلك ، يسارع بخرمجة كل شئ رتب بنظام ليفصح عن نفسه بما يفعله وما( يطلبه ) بمقابل او دون مقابل ، ضعيف امام المال جشع فى الحصول عليه ، تتملك الدهشة اذا مارايت المصري فى مناسبة اجتماعية اخر ابهة ونظام ولبس مستلف او بالايجار من اجل الظهور ، و هناك من وصل من العلم درجات نحسب انها رفيعة ولكنه وضيع لابعد مايتصوره العقل البشري ضعيف امام الموائد لايتوانى ان من جيب الجاكيت او البدلة الابهة( كيسا ) ليجمع فضلات القوم دون حياء ، بدعوى (حرام ان تترك هذه النعمة ) ، فالكيس حاضر ان خلصت المائدة ام لم تخلص ، فى صورة دنيئة.

أأسف للتناول بهذه الصورة المقززة ، ولكنها الحقيقة ان معظم المصريين من الدناءة والوضاعة بمكان صعب الوصول اليه ، يساومون فى كل شئ كل شئ ، اذا لا سقوف محددة للتعامل معهم ليثبتوا انهم الاذكى والاحق فى كل شئ.

فأهل مصر لم يكرموا الانبياء فمن ينتظر منهم ان يكرموا العباد ، سجن عزيز مصر يوسف عليه السلام بعد ان افترت عليه زوجته كذبا و ( طمعت ) فيه بانه ( من هم بها ) ، وام موسي القته فى اليم ( خوفا ) من ان يقتله ( فرعون ) مصر ،،هذا هو تاريخ تعامل اهل مصر مع الانبياء فما بالكم بتعاملهم مع خلق الله ، فالجينات الوراثية تتناقل وتنتقل من الاب والام للجنين وهاهو شعب مصر قد ورث ( الكذب ) و( الخداع ) و(الطمع) و( غرور ) هامان.

ظلت مصر وحكوماتها المتعاقبة تزيف التاريخ وتدعى بأنها ( ام الدنيا ) باشارة على قدم الحضارة الكرتونية ( الفرعونية ) ، وهذه الحضارة وهذا الدور الغريب فى المنطقة العربية لاتجيده الا مصر مجهولة الهوية ما بين بقايا الاوربيين والارمن والطوارق والبربر ، والتضحيم الذي تضع فيها نفسها كمحور فى المنطقة لم يكن استحقاقا نالته بل ( مكافأة ) لدورها الجاسوسي على المنطقة ثقة فى انها يمكن ان تخون كل العرب بين ليلة وضحاها هذه الخيانة التى لا تستطيع دولة عربية القيام بها فى ظل وجود قيم واخلاق مستمدة من قيم الدين تحكم تلك الدول وتربطها ببعضها روابط كثيرة جدا ليس من السهل التضحية بها.

ثم نأتى للسبب الرئيسي الذي جعل مصر تمارس دور الريادة فى المنطقة بمباركة الغرب الذي كان يصرف لها الاوامر والتعليمات كخادم امين لمصالحه خادم يحب المال والعطايا والمنح حبا جما ، لايتوانى فى فعل أى شئ من اجل ان يحصل على مايطلبه ، وهو سلوك مصر شعبا وحكومة ، ولكم ان تلحظوا ذلك فى من حولكم من مصريين، فلا سقف يعلو فوق المصالح الذاتية بلا وازع اخلاقى او ديني ولو ادى ذلك للتطبيع مع اسرائيل التى هب العرب يوما لنجدة مصر والقتال جنبا الى جنب الجيوش المصرية فى سيناء وغيرها ، لكن ماذا كان جزاءهم غير الخذلان الذي انتهى بالهزيمة والهزيمة الاشد ايلاما هى التطبيع وتبادل فتح السفارات، هذه هى مصر التى نعرفها.

فالغرب اليوم تمدد فى المنطقة ودخلها من ابوابها دون حاجة ل( سمسار رخيص ) ، ظل يتلكأ ويرفع فى سعره ، ليطيل امد العطايا لانه لا موارد لديه سوى بقايا موائد العرب وعطاياهم المتدفقة ومكافآت اسرائيل ، حين يقتل الفلسطينين فى الحدود، فمن أين لاى حكومة فى دولة شحيحة الموارد ان تطعم شعبها غير مجاري الصرف الصحى والهبات ورسوم السمسرة و الفهلوة و( بص ياعم وواخد بالك )، والان جاءت الضربة القاضية بكشف حقيقة حضارة ام الدنيا.

فقطر التى تعتبر قاعدة السيلية اكبر قاعدة فى المنطقة على اراضيها لم تعد تهتم بمصر ودورها ، بل اتجهت وبكل تاكيد بمباركة امريكية لفتح خزائنها ، لتمويل الاكتشافات الاثرية فى السودان كآخر ورقة توت تكشف الزيف والخداع الذي عاشه العالم بأن حضارة ( ام الدنيا ) لم تكن سوى ( حضارة كرتونية) الان قد وصلتها المياه من كل حدب وغرقت كما غرق أبوها فرعون ، والبراميل الفارغة ستظل الاعلى صوتا طوال الفترة القادمة وهى تغرق تغرق تغرق.

فهاهم العرب قد تخلو عن مصر بعد ان صبروا كثيرا عن افاعيلها ، ولكنها لم ولن تهاجمهم لان العبارة الاشهر فى مصر ( ابوس ايدك ياعم ) ، ولم يجدوا افضل من السودان ليفرغوا فيه جام غضبهم ، ووسخهم وساقط قولهم وفضلاتهم ، عشما فى عودة الدعم العربي الذي توقف.

# قاطعوا صنع فى مصر

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..