أخبار السودان

تقدم تقاطع اجتماع الآلية الأفريقية بسبب تدخلات نظام البشير

حزب البعث العربي الاشتراكي الأصل وحركة تحرير السودان يعتذران عن المشاركة في اجتماع إثيوبيا، فيما يطالب تحالف القوى المدنية لشرق السودان بتأجيله.

اعتذرت تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدم” عن المشاركة في اجتماع المرحلة الأولى للحوار السياسي السوداني-السوداني الذي تنظمه الآلية الأفريقية، في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا المقرر انعقاده اليوم الأربعاء وإلى غاية 15 يوليو الجاري، بسبب سيطرة النظام المعزول للرئيس السابق عمر البشير.

وذكرت الأمانة العامة للائتلاف في بيان نشرته على صفحتها على فيسبوك مساء الثلاثاء، أن التنسيقية حصلت على معلومات تؤكد صحة مخاوف التحالف بشأن غياب الشفافية فيما يتعلق بتصميم الاجتماع.

وأوضحت أن الاجتماع يسيطر عليه عناصر من النظام السابق وواجهاته ومن أسمتهم “قوى الحرب”، مما يهمش ويستبعد قوى السلام والتحول المدني الديمقراطي، ويضعف دورها.

واعتبرت التنسيقية أن هذا الوضع لا يؤدي إلا لمنح مشروعية للحرب وقواها، بدلاً من تحقيق السلام في السودان.

وسبق أن عارضت تنسيقية “تقدم” في أكثر من مناسبة إشراك حزب المؤتمر الوطني المنحل في أي عملية سياسية، حيث تقول “لا يمكن أن يُسمح لقوى دمرت البلاد وحولت كل مقدراتها إلى مجرد إقطاعيات خاصة، وفي نفس الوقت عملت كل ما يمكنها من أجل هزيمة ثورة ديسمبر 2019 عبر خلق كل أسباب الفشل للحكومة الانتقالية أولا، ومن ثم القيام بالانقلاب ثانياً، وأخيراً بإشعال الحرب كأكبر دليل على عدم الاكتراث لحياة الانسان السوداني ومقدراته”.

وتصف “تقدم” الحزب المحلول بأنه منظومة عسكرية وأمنية، وتنظيم قابض على بيروقراطية الدولة وعبرها سيطر على دفة الحكم في البلاد عبر انقلاب عسكري لمدة 30 عاماً، وتؤكد أن أي محاولة لإشراك المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية وواجهاتها في العملية السياسية، تعني قطع الطريق أمام مسيرة التحول المدني الديمقراطي، كون الحزب لا يعترف حتى الآن بالتغيير الذي أحدثته الثورة، وليس لديه أدنى رغبة في مراجعة تجربته في الحكم، ولا يفكر في التخلي عن المنظومة الأمنية والعسكرية التي يتوسل بها للسلطة.

وتلقت “تقدم” في العاشر من يونيو الماضي دعوة من محمد بن شمباس، رئيس الآلية الأفريقية رفيعة المستوى المعنية بالسودان، لحضور اجتماع المرحلة الأولى من الحوار السياسي في أديس أبابا في الفترة من 10 – 15 يوليو.

وذكرت تقدم في البيان أنها أخضعت الدعوة، للدراسة داخل أجهزتها وأنها “تعاطت معها بأقصى درجات الجدية والمسؤولية لإنجاح أي مبادرة لوقف الاقتتال في البلاد، لكن الدعوة افتقرت إلى التفاصيل حول الأطراف والمنهجية المتبعة في تصميم العملية”، مشيرة إلى أنها اجتمعت بـ”الآلية الأفريقية” بهذا الشأن، إلا إن الأخيرة تحفظت على إعلامها بالأطراف المشاركة في الاجتماع، ورفضت التشاور حول ذلك.

ونوهت في البيان بأن “الآلية الأفريقية” رفيعة المستوى أبلغتها في خطاب خلال يونيو الماضي بأنها أجرت مشاورات مع طرفي الحرب، في حين أن الاجتماع مخصص للقوى المدنية.

وأكدت “تنسقية تقدم” على أهمية دور “الاتحاد الأفريقي” في جهود إحلال السلام بالسودان، مؤكدة “التزامها الصميم بالعمل معه بصورة إيجابية لإنجاح وتعزيز هذه الجهود”.

وشددت على أن العملية السياسية “يجب أن تكون مملوكة للسودانيين وبقيادتهم، وأن إطلاقها يجب أن يكون نتيجة لمشاورات حقيقية مع الأطراف السودانية، وأن تعبر عن توافقهم على قضايا: الأطراف، والأجندة، والمراحل، والمواقيت، بالإضافة إلى دور الميسرين الإقليميين والدوليين”.

وكان القيادي في حزب المؤتمر الوطني إبراهيم غندور قد نفى في تصريح لموقع “سودان تربيون”، تلقيه دعوة من الآلية الافريقية رفيعة المستوى للمشاركة في الاجتماع التحضيري للعملية السياسية، فيما كشفت مصادر مطلعة عن وجود قيادات من الصف الثاني للحزب وواجهات محسوبة على المؤتمر الوطني تشارك في الجلسات.

ووصلت قيادات من الكتلة الديمقراطية على رأسهم مبارك أردول إلى أديس، الثلاثاء للمشاركة في اللقاء المرتقب، حيث قدمت الألية رفيعة المستوى الدعوة إلى 60 شخصية سودانية.

وأعلن حزب البعث العربي الاشتراكي عدم المشاركة في مؤتمر أديس أبابا، كما حذت حركة تحرير السودان بقيادة عبدالواحد نور ذات الخطوة.

وقال المتحدث باسم الحركة محمد عبدالرحمن الناير في بيان الثلاثاء، إن الحركة سبق ورحبت بالدعوة المقدمة من الاتحاد الإفريقي المتعلقة بمؤتمر الحوار السياسي، وإثر ذلك طلبت من الاتحاد الأفريقي مدها بقائمة المشاركين في المؤتمر قبل إرسال وفدها إلى أديس أبابا، خاصة أن للحركة وفقا للناير “موقف ثابت ومبدئي بعدم الجلوس مع المؤتمر الوطني وواجهاته”.

وطالب تحالف القوى المدنية لشرق السودان الاتحاد الافريقي بتأجيل الاجتماع المقرر اليوم الاربعاء، وذلك من أجل مزيد من التشاور وضمان حضور كل القوى المدنية الفاعلة والحركات السياسية المسلحة والتي طرحت نقاطا وأفكارا تستحق النقاش والتداول.

ورحب تحالف القوى المدنية لشرق السودان في بيان بمبادرة الاتحاد الافريقي للسلام في السودان والتي تم الاتفاق على خطوطها العريضة في اجتماع مجلس السلم والأمن الأفريقي الأخير بحضور رؤساء الدول والحكومات الأفريقية في 21 يونيو الماضي.

وقال التحالف إن “المبادرة تهدف إلى وقف الحرب بالسودان وإنشاء سلطة مدنية انتقالية تقود البلاد إلى السلام والديمقراطية، ويرتكز تصميمها على مسارين الأول جمع طرفي الحرب والثاني العملية السياسية بمشاركة القوى المدنية.

وأضاف البيان حسب المعلومات المتداولة سيعقد ممثلون عن لجنة الرؤساء الأفارقة اجتماعات مع قادة القوات المسلحة والدعم السريع خلال الفترة القصيرة المقبلة في بورتسودان ومواقع أخرى تمهيدا لعقد لقاء مباشر بين قائد الجيش عبدالفتاح البرهان وقائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو فيما تم توجيه الدعوة إلى قوى مدنية لحضور اجتماع تحضيري للعملية السياسية اليوم الأربعاء في أديس أبابا.

وشرع وسيط الاتحاد الأفريقي الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني في يونيو الماضي في تنظيم الترتيبات اللازمة لعقد لقاء يجمع البرهان، دقلو (حميدتي)، وتحديد المواعيد المناسبة لذلك، وفق ما أفادت مصادر سياسية.

وحظي قرار مجلس السلم والأمن الأفريقي بشأن تشكيل لجنة مهمتها عقد لقاء مباشر بين حميدتي والبرهان بترحيب أطراف عديدة، ولم يعلق الجانبان المدعوان إلى اللقاء على ما جاء فيها.

وقرر مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي الجمعة إنشاء آلية رئاسية رفيعة المستوى بقيادة الرئيس موسيفيني الذي يرأس الدورة الحالية للمجلس، تقوم بترتيب اجتماع بين قائدي الجيش والدعم السريع لوقف إطلاق النار.

وتقوم اللجنة بتسهيل عقد اللقاء وجها لوجه في أقصر وقت ممكن، للتغلب على مساع سابقة فشلت في جمعهما على مائدة واحدة، مع قناعة أفريقية بأهمية الخطوة لوقف إطلاق النار، ومن ثم التعامل مع الوضع الإنساني المأساوي في السودان.

وتأتي أهمية الخطوة من إمكانية تحريك جمود الجهود السياسية منذ فترة، لكن الجهة الأفريقية لا تملك وسائل الضغط المطلوبة لدفع الطرفين نحو المحادثات، فالعلاقات متوترة بين قائد الجيش وجهات أفريقية مؤثرة، في مقدمتها الاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية للتنمية في شرق أفريقيا (إيغاد)، ما يشي برفض الوساطة، والبحث عن مخرج لتخريب التحرك الجديد، خاصة أن التيار الإسلامي النافذ في المؤسسة العسكرية والمسيطر على القرار داخل الجيش يسعى لمواصلة الحرب.

وإذا كانت سرعة تشكيل اللجنة ومشاركة جهات لها علاقات إيجابية مع قيادة الجيش نقطة مهمة، فإن اتساع نطاق المعارك في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، والمخاوف من تحول الحرب إلى صراع عرقي مع زيادة الاستقطاب يشيران إلى أن الأجواء العسكرية ليست مهيأة لحوار مباشر بين حميدتي والبرهان.

وعلق الاتحاد الأفريقي عضوية السودان بعد انقلاب الجيش على الحكومة المدنية الانتقالية في أكتوبر 2021، ووصلت العلاقات إلى قطيعة بين الجانبين بعد استقبال رئيس المفوضية موسى فقي لقيادات في الدعم السريع.

وجمد الجيش عضوية السودان في “إيغاد” مطلع العام الجاري، وبرر موقفه بـ”تجاهل الهيئة قرار السودان الذي نقل إليها رسميا بوقف انخراطه وتجميد تعامله معها في أي موضوعات تخص الوضع الراهن في السودان”.

العرب

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..