«مش حنمشي»اا

بشفافية

«مش حنمشي»

حيدر المكاشفي

من أبلغ وأقوى شعارات ثورة شباب مصر التي تفنن وأبدع المتظاهرون في كل نواحي ونجوع مصر في إبتداعها «قطع أخدر» تناسب تماماً اللحظة الثورية وتواكب أية مستجدات، ذلك الشعار الذي رددوه بقوة حتى اهتزت له جنبات ميدان التحرير الذي كان محضن الثورة وحصنها ورحمها الولود، رداً على محاولات قائد المنطقة المركزية بالجيش المصري الذي جاس بينهم يحاول عبثاً تهدئتهم واقناعهم بإخلاء الميدان والعودة إلى منازلهم بحجة واهية هي أن بينهم مندسين يعملون على استغلالهم لخدمة أغراض تآمرية دنيئة تخصهم، وأن على المتظاهرين تفويت الفرصة عليهم بالانفضاض واخلاء الميدان، ولكن خاب سعيه وارتدت عليه محاولته هتافاً داوياً مجلجلاً «مش حنمشي هو يمشي» فقد اقسموا وصمموا أن لا يغادروا حتى يغادر النظام بأكمله بلا رجعة، وهذا ما كان بانتصار إرادة الشعب والحق وذهاب النظام غير مأسوف عليه إلى مزبلة التاريخ حيث الطغاة المتجبرين الظالمين الفاسدين..
ومما وطنّا نفسنا عليه هنا في مساحة الرأي المتواضعة هذه «بشفافية»، أن لا نتزحزح أبداً عن الصدع بما نرى أنه الحق والصواب، نظل نطرق عليه بإصرار ولن نغادره حتى يغادرنا ما نرى انه ظالم وخاطئ، سياسةً كانت او قانوناً أو قراراً أو نهجاً.. الخ، وبلغة ثوار مصر «مش حنمشي هو يمشي»، فلن نمل الكتابة حتى يقضي الله أمراً كان مفعولا، ومن ذلك ما ظللنا نشير اليه بدأب مع أية حادثة أو ممارسة تنتقص لأي فرد او جماعة حرية اساسية لا خلاف عليها، يقرها الدستور وتؤكدها المواثيق وتحض عليها الاديان، وأبرزها حرية التعبير والمناصحة وابداء الآراء وحرية الصحافة، وان يتمتع أي انسان بحرية كاملة غير منقوصة ما لم ينتهك قانونا عادلا وصحيحا يقتضي جرمه تقديمه الى العدالة العادلة والنزيهة المبرأة من الغرض السياسي والهوى التنظيمي، فمثل هذه الممارسات المفارقة للدستور والمتجاوزة للحقوق الاساسية لم تتوقف وإن «تلطف» بعضها هوناً ما، وبالتالي لم ولن نتوقف نحن عن عرضها والتعريض بها، وكان الأمل ان يكون كل يوم يمر افضل من سابقه في سبيل تحسين هذا السجل، ولكن للأسف اذا بالايام تمر وذات الممارسات تتكرر، فبينما كنا نؤمل في اطلاق سراح زميلنا الصحفي جعفر السبكي ومن معه من الذين تطاولت مدة اعتقالهم حتى بلغت المائة يوم، وغيرهم آخرين من المعتقلين «تحفظياً» من ابرزهم الدكتور الترابي، بين لحظة وأخرى أو تقديمهم الى المحاكمة خاصة في ظل المعطيات الاقليمية التي تشهدها المنطقة، إذا بنا نفاجأ باعتقال صحافيين آخرين «صحافيو جريدة الميدان» وثلة من المواطنين، لسبب يتعلق ايضا بحرية التعبير وحرية الصحافة، تماما مثل من سبقوهم في الاعتقال، ومن هنا يتبدى جلياً أن القيود على حرية التعبير والصحافة ماتزال مشرعة في وجه كل من ينطق بكلمة أو يكتب حرفا لا ترضى عنه السلطة القابضة، فتلجأ الى شل يده وتكميم فمه حتى من «قولة بِغم» ثم تطلق سراحه حسب تقديراتها دون تقديمه لمحاكمة ودون ان تستشعر أدنى حرج. أنا لا اعرف كيف يفكر المعنيون بملف الأمن في السلطة ولكني اعتقد جازماً ان تفكيرهم وتخطيطهم الذي مازال سارياً في الناس حتى يومهم هذا يحتاج الى مراجعة، ولهم أن يستعينوا في ذلك بتجربة أقوى جهاز أمن مركزي في افريقيا والشرق الأوسط وهو جهاز الأمن المركزي المصري الذي كان ملء السمع والبصر في القوة والسطوة والبطش، ثم صار إلى حال وكأنه «فص ملح وداب» على رأي المصريين…

الصحافة

تعليق واحد

  1. لاحظ التاريخ المصري منقول بالمسطرة والضبانة هنا هل جميع ولاة امرنا يتدربون وياخ\ون الخبره من مصر ام المصريين العماله المتواجده بيننا هل هم خبراء امعمالة هامش باعة حلل وهتش انظروا للتاريخ المصري لحدي سقوط المخلوع حسني هو معاي معاي زي ما بقول وردي

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..