جنون البشر…لماذا ؟

جنون البشر…لماذا؟

العقول السوية ..لا يسكنها الجن.. والأمم القوية لا يحكمها الشياطين !
هكذا يقول منطق العلم .. وتجارب الحياة العصرية !
اليوم وبالصدفة وقع في بصري تسجيل عبر اليوتيوب نقلاً عن قناة النيل الأزرق ، يصور جيشاً من الناس البسطاء قيل إنهم في ضاحية الحاج يوسف التي ضمت خليطاً من المواطنيين وأغلبهم من الطبقات الفقيرة التي إستوطنت أطراف العاصمة هرباً من الحروب والفقر والجفاف ، فطاب لهم المقام مضطرين رغم قساوة المعيشة وغلاوتها وجراحات الخدمات الذي تدمي القلوب وتثقب الجيوب على وهنها!
هؤلاء القوم وجلهم من النساء تجمعوا في حلقة ما يشبه تحلق متفرجي كرة القدم في عدة مئات.. يتوسطهم ما قيل إنه شيخ يستحضر الجن من خلال قراءات من القرآن الكريم والأدعية.. فيتحول عدد من النساء والشباب الصغار الى أجساد مصروعة تصرخ في هستيريا وتنتفض كما لوكانت قد تعرضت لصعقة كهربائة و يتعالى الصراخ و تتناثر الثياب و تسعى من تحاول ستر العورات .. ويتصارع بعض الرجال مع آخرين تلبستهم قوة خارقة فيسيطرون عليهم بعد لأي شديد وجهد جهيد !
يحدث هذا التجمهر للترويج لمثل هذه الخزعبلات وسط المساكين الذين بالطبع ليس بينهم أستاذ جامعي أو متعلم تسلح بما يجعله أقوى من أن تخترق عقله تلك الترهات التي لا يقرها علم أو تسندها عقيدة !
نعم الثقلان مذكوران في القرآن والسنة..ولكن لم يرد ما يسند كيفية المعالجة بهذه الطريقة التي يقصد بها الغاضون الطرف عنها تغييب الناس .. ودفعهم للجنون وهم المعبأون أساساً بشحناتٍ ، عرف من يمارسون هذا الصنف من الدجل كيف يسخرون ملكاتهم لجعل الناس يقتنعون عند لحظة تفريغها أنهم قادرون على علاجهم !
ولكن حينما يخرج عشرة في المائة من هؤلاء الناس صارخين لتغريغ همهم المعيشي في مظاهرة سلمية ، هنا الحكومة هي التي يجن جنونها وتفرغ خوفها من خلال أصوات البنادق والمسدسات التي تخرج جن الناس مع أمخاههم و دماء قلوبهم عبر الضرب في الرأس والصدر !
إنها حقاً هي طبيعة الأنظمة التي تضعف الأوطان بالحروب والتقسيم لتهيمن عليها بذريعة إعادة الأمور الى نصابها ..و تتلبس شياطين قادتها تخديراً بالشعارات والكذب أجساد الشعوب وإضعافاً بالجوع وانشغالا بتفاصيل الحياة التي تلهيهم عما يجري بواسطة أولئك الشياطيين ، مثلما يفعل الجن المفترى عليه في عقول أولئك البسطاء ، فيتمرغون في تراب تلك الساحات ، علّ لحظات الصرع التي يمثلونها تسكب في أجسادهم راحة مؤقتة قد تريح الجسد والروح قليلاً ولكنها بالطبع تزيح العقل من مكانه !

محمد عبد الله برقاوي..
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. اخي برقاوي اقدر ما تكتبه عن هموم الوطن والمواطن لكن لا تدع السياسة تأخذك منا اشد ما اثار احاسيسي مقال لك في الزمن الغابر تحكي عن ويلات الغربة وكيف كان آخر دموع كفكفتهافي كم والدك وانت تودعه لا اقول لك اترك ما انت فيه ولكن اعطي مساحة للبوح

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..