يا (مرتاح) ..!!!

*قال لي الطبيب بعد أن تفحصني جيداً :(ما تعاني منه هو محض رهق نفسي وعليك أن ترتاح) ..
*ولكن طبيبي (الطيب) – الآتي من “بلاد برة” – لم يشرح لي كيف أرتاح الراحة التي يعنيها هذه ..
*فكل من في السودان الآن – عدا (قلة !!) – يردد بلسان الحال مقطع الأغنية الشهيرة ( أنا الفي الدنيا ما مرتاح) ..
*ثم تذكرت – دونما سبب – زميلنا الشاعر المرهف أزهري الحاج حين أُخرج من غرفة العملية محمولاً على نقالة ..
*فما أن ظهر رأس النقالة – وعليه رأس صديقنا هذا – حتى سمعناه يغمغم بعبارة عجيبة وهو مغمض العينين ..
*فقد كان يردد في وهن :( أنا ما مرتاح كلو كلو !!) ..
*وعجبنا لمن خرج من فوره من عملية زائدة دودية أنى له أن يكون (مرتاحاً) ؟!..
*والغريب أن أزهري هذا حين كنا نداعبه – من بعد ذلك – بعبارته هذه كان يقول بجدية شديدة :(ليت حالة “مامرتاح” تلك كانت ملازمة لي مابقي من عمري !!) ..
*أي أن الإفتقار إلى الراحة الذي يعانيه وهو في حالة (فواق) أرحم منه ألف مرة (عدم الراحة) ذاك حين كان عقله في (نصف وعيه) ..
*حين كان عقله محط إهتمام الأطباء كيما (يفوق) من (البنج) ..
*وودعت الطبيب – شاكراً – وأنا أقول له : (أرتاح من إيه وللا من إيه يادكتور؟!)..
*وكذلك كل سوداني في زماننا هذا- عدا “القلة” المذكورة – سيردد سؤالي هذا نفسه إذا ما ساقه (الإعياء) إلى طبيب (طيب) قادم من الخارج ..
*وفي الزمان (السمح !!) غنى المغني الأغنية ذات المقطع ذاك (أنا الفي الدنيا ما مرتاح) وهو يعزو – بلا شك – (عدم راحته) إلى هجر الحبيب له و(بس) ..
*(يعني) – مثلاً – ما كان يعاني من (هجر) الفلوس لـ(الجيب) …
*ولا من (هجر) فضيلة (نظرة إلى ميسرة) لقلوب الدائنين …
*ولا من (هجر) روائع الغناء (المحتشم!!) للمسارح والشاشات والمايكات ومناسبات الأفراح ..
*ولا من (هجر) الحياء لمن كان يغني لهن (اللحو) – في السابق – (شوف عيني االحبيب بحشمة لابس التوب !!) ..
*ولا من (هجر) محتشم الكلام لأفواه كثير من السياسيين ..
*ثم نعود إلى “الصحافة” لنُفاجأ بزميلنا أسامة – بالقسم الفني – (يهش) في وجوهنا بالمفردة القديمة تلك ذاتها (الله يطراها بالخير !!) ..
*نُفاجأ به يصيح مرحباً : (أووووو يامرتاح !!) ..
*فمن يُقنع الطبيب يا أسامة ؟!!!!!
الصحافة
عشان تكون مرتاح عليك ان تصبح ” كوز” و ستشعر براحة وهمية …. الكيزان قبل التمكين كانوا يعيشون صراعا بين الالتزام بقواعد الدين الذي يدعونه و يعملون باسمه و بين مباهج الحياة و زينتها … صراع جعل غالبهم مرضى نفسيين … ثم بعد الاستيلاء على السلطة و التمكين بدا الصراع يختفي و تركوا الدين و انغمسوا في عب لذائذ الدنيا و زينتها و سطوتها و مالها و نسائها و حسموا الصراع بانتصار مباهج الدنيا … و هم مرتاحين لانهم يملكون السلطة و الجاه و المال و ارسلوا ضمائرهم في إجازة ….هم يتوهمون الراحة لانهم يعيشون في قصورهم المؤمنة و تحرسهم كلاب الحراسة المدججة بالسلاح … هم مرتاحون لانهم يمكن ان يقتلوا و يناموا دون ارق و لا نغزة من تانيب ضمير … مرتاحين لانهم تخلوا عن الضمير و الاخلاق لان ذينك يكدران صفو السلطة و المال و الجاه …. عايز ترتاح بيع دينك و ارسل ضميرك في اجازة
لا بد من إيجاد وسيلة للراحة يا استاذ عووضه ، انا بقترح بأن نضئ شموع لنهزم الظلام ، و نبدأ بإضاءة شمعة دواخلنا ، ما تفتكر اني مرتاح ، لكن بحاول أجد طريقة للراحة فأي كائن حي يجده يصارع من اجل البقاء كدافع غريزي ، أيه رأيك
مافى زول مرتاح يااستاذ الراحة مافى الا فى الجنة
وحتى القلة البتقول عليها دى مرتاحة شكليا يعنى من بره هله هله ومن جوه يعلم الله
انت العندك مجرد ارهاق نفسى
انا الاكتئاب خلانى افكر فى الانتحار لولا رحمة الله بى استعن بالله وقراءة كتابه كلما شعرت بحالة مامرتاح تهاجمك او تتسلل الى نفسك
والسبب فى اكتئابى هو مرض فلذة كبدى بمرض خطير شفاها الله منه اخيرا وكنت اظننى سافقدها واستبد بى الياس حتى اننى كنت اتحاشى رؤيتها والنظر فى عينيها
ولقد خلقنا الانسان فى كبد
صدقنى ان اقسى درجات العذاب يكون سببهاالألم النفسى الناتج عن تأنيب الضمير وازدراءالذات
كان الفنان الراحل عبد الوهاب الصادق – رحمه الله -وصاحب اغنية (( انا الفى الدنيا مامرتاح)) من رواد دار الرياضة امدرمان الراتبين وفور وصوله للدار يداعبه الجميع (( انت يابارد كيف تقول انا الفى الدنيا مامرتاح وانت سايق عربية مرسيدس!!!!))
ناسف للخطأ بذكر كلمة الراحل للاستاذ الكبير عبد الوهاب الصادق متعه الله بدوام الصحة وموفور العافية- نكرر الاعتذار للجميع وجل من لايخطىء