المعتقلات السودانية فى حاجة الى قوات يونيميد

تاج السر حسين

النظام الفاشى الديكتاتورى الفاسد والفاشل، يظن نفسه قد خدع العالم كله والسودانيين خاصة بالتغييرات (الشكلية) والعمليات الترقيعية التى أجريت على جسد (حكومة) النظام بعد الإنتخابات (المزورة) الأخيرة بأبعاده الى جل (الإسلامويين) من الصف الأول وأستبدالهم، (بكتائب) الصف الثانى، ورؤيتنا لهم من خلال معرفة عميقة، بأن (الإسلامويين) لا يختلفون عن بعضهم البعض الا فى درجة السوء، فمنهم من هو سئ ومنهم من هو أكثر سوءا .. ومنهم من يذبحك بسكين حادة ومنهم من يذبحك بسكين (ميتة) .. ومنهم من يعفى اللحية ويرتدى الجلباب وآخر لحيته أكثر طولا لكنها (سرية) ويرتدى (فل جكت) و(كرفته) أنيقة لزوم ادعاء التحضر والمدنية.

فى حقيقة الأمر لن يرتاح هذا العالم بأسره ولن تنعم البشرية بالسلام والمحبة والتعامل الأخوى فيما بينها، الا اذا ادرك هؤلاء الإسلامويين بانهم بشر مثل باقى خلق الله، عليهم الا يقحموا دينهم فى السياسة، وأن يتعاملوا مع الآخرين على قدم المساواة، مهما أختلفت أديانهم وأفكارهم ومعتقداتهم .. وأن يهتموا أكثر بجانب التربية والأخلاق الفاضلة، أكثر من اهتمامهم بالسلطة وكراسى الحكم، وهذا امر صعب بل مستحيل عليهم، لأن المنظرين لهذا الفكر العقابى الإقصائى أفتوا لهم بالعمل للوصول الى السلطة بكل السبل، المشروع وغير المشروع فالصراع عندهم، مع الآخرين صراع بين كفر وإيمان.

الشاهد فى الأمر أن النظام ومن خلال سعيه الحثيث وبالوسائل اللطيفة تارة والعنيفة تارة أخرى، عمل جاهدا للتخلص من قوات (اليونيميد) التى اختارها بنفسه لكى تكون على تلك الطريقة مشكلة من الأفارقه ومن باقى المجتمع الدولى، واستجاب لمطلبه مجلس الأمن، ورغما عن التجاوزات ضد مصالح الشعب السودانى التى حدثت من تلك القوات بالسكوت عن انتهاكات فظيعة أرتكبها النظام كشفت عنها الناطقة الرسمية المستقيله لتلك البعثة، لكن النظام يريد أكثر من ذلك، وكما رددنا أكثر من مرة من أمن العقوبة اساء الأدب.

النظام الفاشستى القمعى الإستبدادى، يريد أن تنتهك قواته و(مليشياته)، حقوق الأنسان فى دارفور وأن ترتكب أشد الجرائم وأن تغتصب النساء كما فعلت فى (تابت) ورفض النظام اجراء تحقيق محائد ومستقل لكى يكشف عن الحقيقة، يريد أن يفعل أكثر من ذلك، ثم لا توجد جهة تخرج منها تقارير تعريه وتدينه ، لذلك يقوم بمثل محاولاته الأخيره البائسة التى رفضها مجلس الأمن.
ما هو اخطر من ذلك وفى وقت يسعى فيه (النظام) للتخلص من تلك القوات الهجين، طفحت ظاهرة غريبة لا يمكن أن يصدقها عاقل.

لقد تابع السودانيون كلهم فى ألأيام الأخيرة ومعهم باقى دول العالم، بأنه وكلما كشفت ناشطه أو صحفية عن انتهاكات وتجاوزات يندى لها الجبين وتعرى النظام وتكشفه أمام شعبه، تم أعتقالها والتحفظ عليها وعدم السماح لها بمقابلة أى جهة، ثم بعد ذلك بايام قلائل، ينشر على لسان تلك الناشطة أو الصحفية بيانا تعلن فيه انكارها لما أكدته من قبل (بالوثائق) والوقائع، ولعمرى هذا لا يمكن أن يحدث من سودانى أو سودانيه، الا اذا تعرض أو تعرضت لضغوط لا يمكن أن يتحملها بشر يمكن أن تصل الى حد التهديد بالقتل أو انتهاك العرض.

فالنظام الذى يخرج شيوخه، فجأة يتحدثون عن أنهم اجروا عملية استتابة لعدد مهول من معتنقى المذهب (الشيعى) وخلال أيام معدودة، ليس بغريب عليه أن يجرى عمليات استتابة (قسرية) للناشطين والناشطات، على ذلك النحو الذى تابعناه، لكى تصبح صفحته الكالحة نقية.

فى العديد من دول العالم التى تحترم الأنسان وآدميته والتى لا تتدعى انها تحكم (بالدين)، تجد فى اقسام الشرطة الى جانب وكلاء النيابة مسوؤلين فى حقوق الأنسان، لكى يتأكدوا بأن المتهمين والمعتقلين لا يتعرضون للتعذيب أو تنتزع منهم اعترافات بوسائل غير مشروعة خاصة فى قضايا (الرأى).

وطالما هذا لا يمكن أن يحدث فى ظل هذا (النظام) القاتل المجرم، الذى يتبنى (ميلشيات) و(كتائب) ارهابيه، لقمع المواطنين، ويدعى انها قوات تابعة (للجيش)، فلابد أن يطالب المعارضين ونشطاء حقوق الأنسان فى اى سانحة تتاح لهم بقوات (يونيميد) فى مراكز الشرطة ومعتقلات الأمن لكى تفصل بين النشطاء وبين (مليشيات) النظام وحتى يتوقف الأنكار والنفى الذى يوقع عليه (الناشطون) بعد اعتقالهم، وللأسف يسارع أنصار النظام وأرزقيته فى الصحف ومواقع التواصل الأجتماعى، باظهار ما حدث وكأنه أمر طبيعى وأن ذلك الناشط أو تلك التاشطة، قد كذبت وانها معروفة بالكذب من قبل.
مع أن المثل القديم يقول (صاحب العقل يميز)!!

تاج السر حسين
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. بئساً لنا رجال توارينا لتتقدم النساء ، وبئساً لهم أشباه رجال يستقون علي الحريم .
    قعودنا عن النضال جعل أخوات مهيرة يتقدمن الصفوف ، ولكن أشباه الرجال في الأمن لهم أسلوبهم لكسر إرادة المناضلين الرجال ناهيك عن النساء .
    فلا خيراً فينا ولا خيراً فيهم ، وعاش نضال المآة السودانية .

  2. يا تاج السر حسين الله يديك العافية … ياخ و الله انت رجل شجاع صنديد مناضل جسور ضحيت بكل شيء من أجل الحق و الخير … شكرا لك يا جميل الأخلاق و الدواخل …

  3. تحليلك جيد يا استاذ تاج السر . واقتراحك الخاص بقوة اليوناميد وجيه لكنه ﻻيكفى فى ردع هذا الشر المستطير الذى يبدو انه تفتق عن عقلية اكثر شرا ووجد ضالته فى استغﻻل الناشطات الحلقه اﻷضعف فى منظومة
    النضال ضد فئة اﻷخوان اامسلمين التى ﻻيهمها من الدين اﻷ التمكين فى رقاب الناس والبطش بهم متى ما تمردو او تطاولو عليه وقد سخرو لذلك كل ما تحت ايديهم من امكانيات .
    المقارنة بين وضع الناشطات كﻷفراد وبين زعماء اﻷحزاب وكل اﻷساتذه اﻷجﻻء غير منصفه ﻷن لهم قواعد ورأى عام محلى وعالمى يمكن ان يحميهم من اﻷستغﻻل واﻷبتذاذ .
    ان السﻻح الحقيقى الواجب استعماله فى هذه الحاله هو تحويل الجﻻد الى ضحيه . بمعنى ان تكون لدى المعارضه خﻻياها الخاصه التى تستهدف بها كل افراد اﻷمن ومن خلفهم فى نفسهم وفى اسرهم واطفالهم وزوجاتهم واقاربهم . انهم ليسو افضل منا فى شئ حتى يروعونا كل هذا الترويع ويجعلوننا غير آمنين فى انفسنا او اهلنا او اطفالنا .
    وبالتأكيد سيكون ذلك عمﻻ اخﻻقيا ﻷن الجزاء من جنس العمل .

  4. في خبر عاجل الآن من قناة france 24 :

    عاجل من جوهانسبيرج :
    المحكمة العليا في بريتوريا تطالب بعدم السماح للرئيس السوداني
    عمر حسن احمد البشير بالمغادره .!!!!!!!!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..