في ظل إنسلال مبدعيها واحد تلو الآخر… الساحـــة الفنيــــة..حالـــــة (فقــــر دّم)..!!

تقرير: أحمد دندش
فقدت الساحة الفنية خلال هذا العام، عدداً من عناصرها المؤثرة جداً، والتى جاء رحيلها واحدة تلو الاخرى، مما راكم الاحزان في الدواخل، وسبب قلقاً مستمراً للمهتمين بأمرها، خصوصاً في ظل عدم توفر (البدائل المناسبة) التى تعوض تلك الكمية الهائلة من الدماء التى تفقدها الساحة الفنية، والتى جعلتها عرضة حقيقية للإصابة بحالة من (فقر الدم)..!!
رحيل العمالقة:
وشهد العام الحال ي على رحيل شخصيات لها دورها الملموس في الساحة الفنية، ومن ضمن تلك الشخصيات الفنان زيدان ابراهيم والذى رحل بعد معاناة من المرض وتجوال مابين الخرطوم والقاهرة، بينما فجعت البلاد برحيل اسطورة الغناء السوداني وفنان افريقيا الاول محمد وردي، والفنان المحبوب الامين عبد الغفار واخيرا نادر خضر، هذا فضلا عن عدد من الشعراء الكبار في مقدمتهم شاعر الوطن والغلابة حميد، والشاعر (المظلوم) عبد الله شرفي، وآخرون مثل رحيلهم (غصة) لكل الوسط الفني.
ركود موجود:
يرى الشاعر محمد طه القدال ان الساحة الفنية في الاصل تمر بحالة من (الركود)، واضاف لـ(السوداني) ان العناصر التى فقدتها الساحة الفنية مؤخراً كانت تقلل من ذلك الركود، واشار القدال إلى ان الحالة التى تمر بها الساحة الفنية ماهي الا نتاج طبيعي لافرازات الظروف الاقتصادية والسياسية للبلد، وقال ان الحل في اذابة ذلك الركود الذى يضرب الساحة الفنية والذي يكمن في الوعي بماهية الفن في المقام الاول، ودعا القدال لاعلاء صوت السلام، والعمل على خلق حركة ثقافية نشطة تخدم هذا الاتجاه.
فقدان الترابط:
من جانبه يرى الفنان محمد ميرغني أن فقدان الساحة الفنية لعدد من اعمدتها الاساسية هو امتحان من الله، وعلى الجميع الصبر عليه، وقال ميرغني لـ(السوداني) انه وقبل اسبوعين كان برفقة الفنان الراحل (نادر خضر) بالقاهرة، واستمع اليه وهو يغني اغنيته (حنيني ليك)، واشار (ميرغني) الى انه استمتع جداً بأداء نادر للاغنية وطالبه بأن يستمر في ترديدها، وقال: (بصراحة نادر كان يمثل املاً حقيقياً في تواصل الاجيال ولكن مشيئة الله غلبت)، وتحدث ميرغني عن فقدان الساحة الفنية لجزئية الترابط بسبب كثير من العوامل ابرزها الظروف الاقتصادية، والتى جعلت الكل يلهث خلف لقمة العيش والحصول عليها بأية طريقة، وهذا جعل المشاكل تتفاقم بين الاجيال في الوسط الفني وبالتالي تفقد الترابط الذى كانت عليه قديماً.
معاناة اضافية:
ويرى عدد من المهتمين بالمجال الثقافي والفني ان الساحة الفنية في الاصل تعاني من حالة (فقدان دم)، ورحيل المبدعين ساهم في زيادة خطورة الحالة بعد ان فشل عدد كبير من الجيل الجديد في ترسيخ مفهوم التواصل بين الاجيال، اضافة الى انفصال جزئية التسلسل الطبيعي للاجيال، واوصى هؤلاء المهتمين بضرورة وجود وتوفر (بدائل) حقيقية وذلك ضماناً لاستمرارية العطاء والجودة في هذا المجال، ولن يتم ذلك إلا بترتيب البيت الداخلي للفنانين والمثقفين ونبذ الصراعات والعمل على توحيد الكلمة والرأي، والاتفاق في الكثير من القضايا التى تمثل عائقاً حقيقياً أمام التطور الثقافي والفني في البلاد.
السوداني
يا اخوي الدايم الله كلنا ليها
بينما فجعت البلاد برحيل اسطورة الغناء السوداني وفنان افريقيا الاول محمد وردي، . انتوا عايزنوا يخلد فيها ولا شنو ؟ ربنا يرحمه ويغفر له ويدينا قدر عمره