شبكة (طاشة) وكوادر (طافشة) ولوبي الفساد

الحمى العالية التي تضرب قاعات ومجالس البرلمان ومكاتب الوزارات بسبب حوسبة أورنيك 15 وصراع البقاء الذي تخوضه المجموعات الرافضة لحوسبة التحصيل المالي في السودان هي مظاهر ودلائل قاطعة على عمق انتشار أمراض الفساد في هذا البلد..
هؤلاء يقاتلون بكل ما يملكون من أسلحة لهزيمة هذا المشروع فما بالك بحوسبة نظام الخدمة المدنية بأكمله والذي يبدو أنه يواجه بحرب عنيفة بدليل بطء تنفيذ مشروع الحكومة الإلكترونية وعدم توفر حماس وجدية كبيرة لتطبيقه.
عبارة (مافي شبكة) هي أقرب ذريعة لاستمرار هذا الفساد في مكاتب الدولة ونوافذ التحصيل.. لكن للأسف تجد أن هذا المبرر في الكثير من الأحيان مبرر موجود بالفعل جزئياً أو كلياً وتجد الشبكة في الكثير من الأوقات (طاشة) لأن الكوادر المتخصصة والبارعة في مجالات الشبكات و(الآي تي) هاجر معظمهم من البلاد.
هناك فقر كبير في الكوادر المتخصصة لإنجاز مهام حوسبة الدولة بشكل عام وإنجاز مشروع الحكومة الإلكترونية.
هذا المشروع ليس مستحيلا ًلكنه مشروع معرقل بامتياز.. معرقل أولا بجهل الدولة التي (طفَّشت) معظم تلك الكوادر وهجرتهم من السودان بعدم الحرص على دورهم وقيمة عملهم.
شيء محزن جدا أن يكون هناك لوبي نشط داخل مؤسسات الدولة نفسها لضرب مشروعات تتسابق دول العالم الآن لإنجازها وتطبيقها.
حوسبة التحصيل المالي لا تمثل إلا جزءاً من مشروع الحكومة الإلكترونية وليس كل المشروع الذي يعني حوسبة كل أعمال الدولة لتحقيق السرعة والإنجاز والفعالية والشفافية المطلوبة في إدارة الدولة.
الدول سبقتنا في كل شيء وحوسبة التحصيل أصبحت الآن من الأنظمة القديمة والثوابت التي تجاوزها النقاش والجدل والكلام الكثير في دول العالم الأخرى..
لكن هذا الكلام الكثير الذي يتم استهلاكه الآن حول حوسبة أورنيك 15 سببه الروح الطويلة للفساد في هذا البلد.. الفساد العميق.. فساد بسبعة أرواح لن يموت إلا بأسلحة الحزم والعزم والإصرار الفتاكة.
مثل هذه القرارات لا يمكن تطبيقها إلا بمواجهات قانونية صارمة وبصرف مالي عليها واستعانة بكوادر متخصصة تدفع لهم الدولة ما تدفع في سبيل تأسيس نظام صحيح وتأمين الاقتصاد والمال وحماية الموارد وتحصينها من أيدي اللصوص.
لماذا (تطش) الشبكات فقط في السودان ولا يحدث ذلك في دول العالم الأخرى..؟ هل أنظمة الكومبيوتر والشبكات هذه أنظمة محلية الصنع نقوم نحن بابتكارها أو بتصنيعها في السودان حتى نعزو ذلك الفشل لمواصفات الصناعة السودانية وإمكانياتها مثلاً.. أم هي أنظمة عالمية يتم فيها استخدام نفس الأجهزة الموجودة في أنحاء العالم المختلفة؟.. هل شبكاتهم أصلية وشبكاتنا (تايوانية).. أم أننا نستخدم أجهزة أقل كفاءة ونستعين بكوادر أقل دراية وعلماً بعملهم..؟ في الغالب هذه هي المشكلة وفي الغالب أن اللوبيهات التي تحارب توجهات التطور والشفافية في بلادنا ضالعة في هذا الفشل الذي يحدث في الشبكة.
أعطوا شبكات الحوسبة المالية لخبازيها ولو أكلوا نصفها.. أفضل من أن تأكله أيادي التحصيل الورقي التي حولت أموال البلاد إلى حساباتها الخاصة وحولتها إلى قصور وسيارات.
شوكة كرامة
لا تنازل عن حلايب وشلاتين
اليوم التالي




المشكلة ما لها حل حتى لو بقت كل الحكومة الكترونية لأن الفساد من فوق
مثل هذه القرارات لا يمكن تطبيقها إلا بمواجهات قانونية صارمة وبصرف مالي عليها واستعانة بكوادر متخصصة تدفع لهم الدولة ما تدفع في سبيل تأسيس نظام صحيح وتأمين الاقتصاد والمال وحماية الموارد وتحصينها من أيدي اللصوص.
نعم يجب الأستعانة بشركة أجنبية ( انجليزية , فرنسية , يابانية , المانية الخ …من الشركات المتخصصة فى هذا العمل وبعقد صيانة وتدريب للكوادر المحلية لفترة كم سنة …. ) لتوطين هذا النظام الأليكترونى بكفاءة تعادل نفس كفاءة الدول التى تستعمل هذا النظام المحاسبى مهما كانت التكاليف . والتى لن تقارن بالمبالغ التى تم سرقتها ايام الأورنيك الورقى . والمثل بيقول : اعطى الخبر لخبازه ولو يأكل أو يكلف نصفه ” مهما بلغت التكاليف والعبرة فى النهاية بأننا سوف نتحصل على اضعاف المبالغ التى دفعت للشركات التى وضعت النظام بصورة سليمة .
للتزكير
حلايب
شلاتين
ابورماد