تصريحات الغنوشي بشأن دعمه المفترض لمرشح إسلامي لخلافة بوتفليقة تثير جدلا في الجزائر

قال راشد الغنوشي، رئيس حركة النهضة الإسلامية التونسية، إن ما نسب له بخصوص دعم ترشح قائد حزب إسلامي جزائري لانتخابات الرئاسة الجزائرية المرتقبة في ربيع 2014 «هو محض اختلاق».

وذكر الغنوشي للصحافة أمس، بمطار العاصمة الجزائرية «هواري بومدين الدولي»، أنه «ليس من شأني أن أرشح عمرا أو زيدا (لانتخابات الرئاسة الجزائرية)، حتى إن كان هذا الموضوع مطروحا». في إشارة إلى تصريح له أول من أمس، بعد لقاء جمعه برئيس الحزب الإسلامي «حركة مجتمع السلم» عبد الرزاق مقري بالعاصمة. فقد سئل من طرف صحافي إن كان سيدعم مقري، لو ترشح للانتخابات المقبلة فكان رده: «هو أهل لها». ونقلت صحف محلية ناطقة بالفرنسية كلامه على أنه دعم غير مشروط لمقري، وأن رئيس «مجتمع السلم» مؤهل أكثر من غيره لمنصب الرئيس. وتم ربط التصريح بالجدل الذي يثيره احتمال إعلان شغور منصب رئيس الجمهورية، بسبب مرض الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الذي يعالج بفرنسا منذ 50 يوما.

وذكر الغنوشي، فيما يشبه تكذيبا رسميا لما نقل عنه، أن «للجزائر رئيس وهو في مكانه الطبيعي والملائم، وليس هناك أصلا ترشيحات لهذا المنصب لأنه مشغول من طرف من هو أهل له». يشار إلى أن رئيس الحكومة الأسبق أحمد بن بيتور، أعلن ترشحه للانتخابات منذ شهور، وقبل أن يتعرض بوتفليقة للإصابة بجلطة في الدماغ.

وأوضح الغنوشي أنه «لا يعلم بأي وجه أن الجزائر تبحث عن رئيس لها اليوم، لأن لديها رئيسا هو الأخ والصديق عبد العزيز بوتفليقة الذي أرجو من الله أن يعجل بعودته مظفرا سالما ليواصل مهامه». وأضاف: «لست ناخبا في هذا البلد الذي له أهله (..) وأرجو إن شاء الله أن نشهد في وقت قريب عودة فخامة الرئيس، وسنحتفي جميعا بهذه العودة».

وكان الغنوشي ذكر بعد لقائه مقري أن انتخابات الرئاسة في الجزائر «شأن يخص الجزائريين وحدهم وهم أحرار في اختيار الرئيس الذي يناسبهم». كما قال مازحا: «قد يكون للمواطن التونسي صوت بعد 20 سنة، في اختيار رئيس للمغرب العربي». وأنهى الغنوشي أمس زيارة للجزائر بعد أن حضر المؤتمر السنوي الذي يحمل اسم مؤسس «مجتمع السلم» الراحل، الشيخ محفوظ نحناح. وكانت له لقاءات مع قادة أحزاب إسلامية، ومسؤولين حكوميين.

وذكر مصدر قريب من الحكومة لـ«الشرق الأوسط» أن مسؤولين في الدولة طلبوا من زعيم «النهضة» التونسية تقديم «توضيحات» بشأن ما كتبته الصحافة عن «دعمه لمقري»، وهو بصدد مغادرة البلاد، وهو ما وافق عليه. وقال عمار بلاني الناطق باسم وزارة الخارجية للصحيفة الإلكترونية «كل شيء عن الجزائر»، قبل أن يصدر التكذيب من الزعيم الإسلامي التونسي: «السيد الغنوشي رجل سياسي حذق ويملك بصيرة، وإنني على يقين بأنه لم تصدر عنه مثل هذه التصريحات، التي نسبت له والتي يمكن أن تفهم بأنه تدخل في الشؤون الداخلية لبلادنا».

الشرق الاوسط

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..