مقالات سياسية

مش حتقدر تكرفس رجليك..!!

هذا التدهور الإقتصادي الخطير الذي نعيشه سيؤدي لوأد الحرة التي جاعت ولم تأكل من ثدييها، ولن يسأل أحد بأي ذنب ماتت، و سيصبح وجه الذين لا يسألون الناس إلحافا عظم إذا لم يقبلوا أن تكون وجههم كوجه الذي ليس فيه مزعة لحم.
دعنا نتذكر سويا بلطف بعض الأخبار الإقتصادية السيئة التي مرت علينا في الأيام الماضية:

* أعلن الجهاز المركزي للاحصاء الحكومي ان معدل التضخم ارتفع في شهر أكتوبر 2013م الى 40.3% مقابل 29.4% في سبتمبر حيث إرتفعت اسعار جميع السلع. فمنها وصل بزيادة (100%) كسلع الاستهلاك الشعبى الرئيسية.
*وبلغ العجز في الميزان التجاري بحسب صندوق النقد الدولي (6.7) مليار دولار ويؤكد بأن إحتياطي البنك المركزي السوداني من العملة الأجنبية لا يتعدى الأربعة أسابيع .وكشف عن عجز حكومة المؤتمر الوطني وفشلها فى سداد أربعة دفعيات مستحقة لاهم شركائها النفطيين ? شركة النفط الهندية .ONGV . علما بأن ديون السودان الخارجية (46.6) مليار دولار.
* كشفت اللجنة الزراعية بحزب الأمة بان البلاد تعاني من نقص حاد في المحاصيل الغذائيه يصل إلى درجة المجاعة إذ أن الإنتاج المتوقع لا يتعدى 2 مليون طن و الحاجه الحقيقيه من الحبوب تفوق ال 4 مليون طن. وسيكلف استيراد القمح هذا العام (900) مليون دولار. ومع تناقص إحتياطي العملة الصعبة سيصبح الإستيراد أكثر صعوبة .
* قالت الأمم المتحدة حول السودان 2013، ان الصورة العامة تورد بان أكثر من ثلاثة ملايين شخص من أقاليم السودان المختلفة لا يملكون لا مصادر الإنتاج ولا القوة الشرائية للحصول على الغذاء ويترافق هذا مع هروب الثروات، حيث أوردت وكالة اسوشيتدبرس 3 اكتوبر 2013 بأن تسريبات (ويكليكس) كشفت بأن عمر البشير يخبئ (9) مليار دولار في بنوك لندن.
* أعلنت نحو تسع من شركات الطيران توقفها عن العمل لارتفاع تكلفة التشغيل وأخطر بعضها العاملين بترتيبات تتعلق بالاستغناء من خدماتهم لتقذف بهم في دائرة التشريد والعطالة.
*صرح وزير المالية على محمود بوضوح بأن متطلبات الدفاع والأمن تتطلب زيادة الاسعار، وقال بصراحة أنهم سيرفعون أسعار الوقود تدريجياً لتواكب السعر العالمي الذي حدده(40)جنيهاً لجالون البنزين و(27)لجالون الجازولين و(90) جنيهاً لغاز الطبخ.
والجدير بالذكر بأن 70% من الميزانية تصرف على الدفاع والأمن الوطني، إلا ان الحالة الأمنية غير مستقرة. ورغم ذلك قال وزير الداخلية أمام البرلمان بأن بعض وحدات الشرطة اصابها التحلل نتيجة ضعف المرتبات والحوافز!. هذا يقودنا بديهيا بأن هذه الميزانية الهائلة تذهب لدعم المليشيات الخاصة لحماية النظام وليس الدولة.
* أما عن الرغيف الحاف، فالمواطن أصبح يشتري الخبز بزيادة(25%) بعد أن نقص وزن الخبز في بعض المخابز مع ثبات الكمية(4) أرغفة بواحد جنيه. وبرر أصحاب المخابز بأن صناعة الخبز لابد لها أن تزداد بعد زيادة أسعار الغاز بنسبة(100%)، كما زادت أجور العمالة وتكلفة النقل وخلافه.
* في اخر ميزانية خصص للتعليم مبلغ (554) مليون جنيه بينما خصص للأمن والدفاع والداخلية (8.593) مليار جنيه (جديد )، والقطاع السيادي (1.552) مليار جنيه (جديد)!. وبلغ المخصص لجهاز الأمن في موازنة 2013، 1.45 مليار جنيه!. بينما اعترف وزير المالية علي محمود بتواضع الانفاق الحكومى على التعليم العالى، وقال ان ما تم إنفاقه على الجامعات الحكومية خلال العام الماضى لم يتعدى (180) مليون جنيه. وهذا أدى لتدهور الجامعات والبحوث.
وهذا يفسر لنا قصة نافع بأن قريبه قال ان ابنه ترك التدريس واتجه لزراعة تسعة فدان بأطراف العاصمة بالليمون حيث قال حرفيا ” الليمون بقى يجيب ليهو مرتب ثلاثة أساتذة جامعات في الشهر، عشان كده انتو كمان أدقشو في السوق دا سااااكت ” ..
ومع ذلك يسخر وزير المالية من هجرة أساتذة الجامعات والكفاءات السودانية، وقال “سيرجعون” في النهاية معتبراً ان هجرة المعاشيين منهم لن تؤثر في الدولة، بينما وصفها نائب الرئيس الحاج ساطور بـ” الخير”!!.

وأعتقد إلى هنا وكفاية. فنظام قائم على عدم الإهتمام بإنسان الوطن، بل وعدم إحترامه وإستفزازه ومحاربته وقتله وتشريده وتعذيبه، ولا يعلم أساسا بأن بناء الإنسان هو المقوم الأساسي للإقتصاد، فلن تقوم للوطن الذي على سدته هؤلاء قائمة بل وعليه السلام.
فمرتبتنا الإقتصادية إهترأت وستتلاشى تماما نتيجة هذا الفشل والفساد السياسي المزمن. وعن قريب أتحدى أرجل راجل لو يقدر يمد رجليه على قدر لحافه، إن وجد لحافاً أصلاً.
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..