طريق العودة الي جالون البنزين ( –3)

طالعت كغيري من السودانيين ما تناولته صحف الخرطوم الصادرة صباح السبت الموافق 13 فبراير 2016م حول تسليم حكومة (جوبا ) خلال ايام قليلة توصيات مايسمي بالحوار باعادة النظر في وحدة البلدين !! انتهي . نقطة سطر جديد
هاهو طائر الشؤم يحلق من جديد في وطن لايحتمل الجراح ونزيف جديد مرة اخري. المشهد العام يلوح بان هنالك عاصفة قادمة وبعد ان اختار اشقاؤنا في جنوب السودان ما ارادوا اختاروا ان يعيشوا في وطنهم بعد أن فشلنا كسوادنيين في التعايش السلمي فيما بيننا كسودانيين.
نعم احببنا بعضنا البعض وسعينا للوحدة لكن السياسات فرضت علينا هذا الواقع ونعم ان حق تقرير المصير لشعب جنوب السودان هو بند من ضمن بنود اتفاقية السلام الشامل التي وقعت مؤخراً بعد حرب دامت لربع قرن من الزمان تمخضت علي توقيع سلام في نيفاشا في التاسع من يناير من العام 2005 بين الحركة الشعبية لتحرير السودان والمؤتمر الوطني علي ان يسعي الطرفان لتحقيق الوحدة الجازبة .
نعود قليلاً للاحداث التي تلت استفتاء شعب جنوب السودان في التاسع من يناير 2011 فما اشاعه حين ذاك صاحب المنبر العنصري الخال الرئاسي صاحب صحيفة الانتباهة سابقاً والصيحة الان الطيب مصطفي بأن الشمال سوف ينتهي من صداع الجنوب بمجرد انفصاله عبر جدل رث ذي طبيعة عنصرية بحتة كان في واقع الأمر تعميما كاذبا وخداعا استند إلى مزاج شعبوي مفخخ بإعلام النظام الإنقاذي ودعاته الدينيين من أمثال (الكاروري) خطيب مسجد الشهيد الذي تبث خطبته كل جمعة عبر الفضائية السودانية منذ سنوات .
وهنالك من قالوا بأن الحدث في ذاته ليس كافيا كانوا يدركون أن أسباب انفصال الجنوب لا تعود إلى تلك الأسباب الجوهرية ؛ ففي السودان ثمة من يملك هوية زنجية صريحة، ومن ينتمي إلى المسيحية، في منطقة جنوب كردفان التابعة للشمال السياسي ؛ مثل بعض قبائل النوبة، ما يعني أن جنوبا آخر سيكون في الطريق بديلا للجنوب التقليدي الذي انفصل بموجب اتفاقية نيفاشا، وللأسباب ذاتها التي تتصل بالمواطنة والحقوق.وهكذا كان واضحا أن المأزق الأكبر إنما هو في الشمال السياسي وليس في الجنوب الجغرافي . ذلك أن الآيدلوجيا الإسلاموية للإنقاذ، فضلا عن طبيعيتها الإنسدادية النابذة لمفهوم المواطنة، ظلت باستمرار تستثمر تسويقا آخر في الخوف على اللغة العربية، صرفا للأنظار عن فشلها الذريع في تحقيق الوحدة وذلك في مواجهة دعائية لمشروع د. جون قرنق دي مبيور للتدريس باللغات السودانية الراطنة وفق منهجية تضمن الخلاص من الفاقد التربوي والتعليمي في المناطق الراطنة، وهي مناطق تتوزع على جهات السودان الأربع شمال جنوب وشرق وغرب ، وتعيد بناء الكنية الوطنية وفق أسس جديدة. لم تكن الخرطوم التي انشغلت بمثل هذا الخواف ــ بدلا من تفعيل اتفاقية نيفاشا بشجاعة ــ تستطيع الكف عن ضخ مثل هذه الدعاية الشعبوية عبر منبر الكراهية الذي يقوده الخال الرئاسي الطيب مصطفي خال الرئيس البشير وكم كان ساخراَ جون قرنق دي مبيور حينما ساله مذيع بي بي سي إبان الحرب المستعرة بالجنوب في تسعينات القرن الماضي : أن الحكومة السودانية تحشد شيوخ الدين الراكبين على صهوات الخيول لتأكيد حربها الإسلامية في مواجهة الحركة الشعبية لتحرير السودان ” المسيحية” فكان رده الساخر : أن أهم رموز الطائفتين الدينيتين في السودان (يقصد محمد عثمان الميرغني والامام الزنديق الصادق المهدي) يصطفان معه ضمن التجمع الوطني في تلك الحرب ! فكيف يمكنها أن تدعي تمثيل الإسلام ؟ واليوم حين تنازع حركات الهامش ذات الطبيعة الإثنية والمناطقية الحكومة المركزية على حيازة مفهوم السياسة والمعارضة معا، وتجعل الأحزاب السياسية معزولة وضعيفة، سيبدو لنا مدى الدمار الذي مارسه نظام الإنقاذ حين فرّغ الهوية الوطنية من معناها وأبدلها بهوية المشروع الحضاري .
نعود الي مضمون جالون البنزين وهو محور حديثنا للعقول الضيقة والاراضي الواسعة والارواح الرخيصة التي بموجبها فقدنا مئات الارواح لوجود حفر في الشوارع التي فقد سائقيها السيطرة علي المركبة لانها تسير في الاتجاه الخاطئ رغم اننا نعاني من ضيق في الشوارع رغم بسط ووسعان البسيطة حتى لا نأكل القلق ويأكلنا الفراغ علينا أن نأخذ العبرة من تاريخنا حتى لا نتوه في الظلام .
ادعت الانقاذ عند مجيئها.. انها أتت لتنمية الوطن والعناية بمواطنيه ازدادت حدة الفقر حتى أصبح 90٪ من السودانيين تحت خط الفقر? وذلك واضح من حديث الدكتورة سعاد الفاتح في المجلس الوطني.. وفي دراسة رسمية بواسطة احدى المصالح الحكومية في عام 2009 ذكرت فيها بأن نسبة الفقر بين سكان السودان تتراوح ما بين 55٪ إلى 95٪ وإذا أخذنا المتوسط يكون 75٪ أي ثلاثة أرباع الشعب السوداني تحت خط الفقر، والآن وحسب ما ورد من بعض المصادر ان نسبة الفقر الآن 46 % أي ما يقارب النصف هم تحت خط الفقر فاذا افترضنا بأن هذا الرقم صحيحاً.. فان الانهيار الاقتصادي الراهن وغلاء الأسعار الطاحن الذي وصل الي 30% و مرشح للزيادة وبالتالي سوف تصل نسبة الفقر الي90%
ايرحل الجنوب ولاترحلون ؟؟
اترحل الارض ولاترحلون ؟
ايرحل الشرق ولارحولن ؟
ايرحل الجمال وترحلون ؟
ايحل الحزن النبيل ولاترحلون ؟
ايرحل الحاج ود عجبنا ولاترحلون ؟؟ ايرحل عم عبدالرحيم ولاترحلون ؟؟
سنواصل

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..